الفصل الخامس


البتلات المتساقطة




 توقف تشيونغ ميونغ بالساحة، بينما هبطت نظراته الباردة كسهام جليدية على تانغ بو، دوى صرير السيف وهو يسحب من غمده في المكان الهادئ بينما توقف جميع من لاحظ المشهد عن الحرك، وتوسعت أعينهم الفضولية

"ما الذي يفعلانه؟"

"أسيتنازلان؟"

"قتال؟"

"بين قديس السيف وسيد الظلام"

شيئا فشيئا بدأت الساحة تمتلئ بالقلوب المتحمسة لمشاهدة النزال، قديس السيف من لا يعلم أنه قوي؟، ولكن مشاهدته شيء ومعرفة الأمر شيء

"هيونغ ما الذي تفعله؟"

"فلنتقاتل؟"

"هكذا؟ فجأة؟"

"أجل"

" لما؟ "

" حسنا هناك شيء اريد التأكد منه"

" هاه؟ "

لم يمنحه تشيونغ ميونغ الفرصة للكلام وانقض عليه بشراسة

................

بدأ السيوف الخمس بالاستيقاظ واحدا تلو الآخر  كان المكان من حولهم تغشاه الظلم وقد ضاعت معالم الطريق وكأن الليل يحتضنهم بلا رحمة

تركزت خطواتهم نحو صوت النحيب الخافت الذي تسلل لآذانهم.

كان أنينا خافتا، بدا كما لو أن صاحبه يكافح في كبته

ومع مرور الوقت بات المشهد أمامهم أكثر وضوحاََ

جلس تشيونغ ميونغ الصغير في زاوية الكهف الموحش ضاما يديه إلى صدره يكافح الدموع التواقة للانفجار

بدت عيناه تلمعان بمزيج من الغضب والخوف في آن، كان العجز متجسدا في تلك العيون، في كهف يرفض وجود النور بين طياته

وحيدا

كل ما كان بجانبه هو سيف خشبي صغير وبضع كرات من الطاقة ذات الطعم الفظيع

كانت السيوف الخمس تدرك جيدا مدى كره تشيونغ ميونغ لتلك الكرات، وتبين لهم بوضوح ماهية هذا المكان

"كهف التوبة؟"

الملاذ الذي يعزل فيه المحاربون أنفسهم للتدريب على الرغم من أنه لم يبدو هذا السبب في وجود تشيونغ ميونغ هنا إذا..

"لما هو هنا؟"

جدران الكهف المغطاة بصخور داكنة، ورائحة الأرض الرطبة التي ملأت المكان، يداه الصغيرتان المرتجفتان، وصدى أنفاسه المتقطعة التي تتردد في المكان، كان هذا وحده كفيلا بزعزعة كيانهم

عقاب؟ لهذا الطفل الصغير؟

أي جرم هذا الذي قد بخولهم فعل ذلك؟

نظر بايك تشيون إلى تشيونغ ميونغ الذي بدا  مألوفا وغير مألوف بشكل غريب

تلك العيون العاجزة التي تطلب الخلاص وكأنها صرخة مكتومة في قلب الظلام

كما لو أنها لا إنها مختلفة ولكنها في نفس الوقت مشابهة لذلك التعبير...

في خبايا ذاكرته كان هناك يقف وحيدا وعلى وجهه تعبير مشابه إلا أنه وما إن يلمحهم حتى يستعيد تعبيره المسترخي

ترك هذا المشهد أثرا عميقا في داخلهم كان من الصعب عليهم رؤية المظهر العاجز للشخص الذي طالما وقف أمامهم بقوة

تسرب صوت خافت من شفتي تشيونغ ميونغ الصغير غرز كالسكين في قلوبهم

"ساهيونغ.."

"تشيونغ مون ساهيونغ"

"ساعدني"

رنت الهمسات المكسورة بأذنيهم كخناجر تقطع قلوبهم

كان تنفسه متقطعا يرافقه شهيق عميق  أحيانا وفي أحيان أخرى تحول لأنين خافت، الصرخات الباهتة ترددت بأرجاء الكهف حاملة في عمقها استغاثة عادت إليه كصدى يذكره بوحدته

أرادت السيوف الخمسة احتضان تشيونغ ميونغ لكن كما يتلاشى الضوء في الليل مرت أيديهم الحانية عبره دون أن تصل إليه

اه إنها ذكرى

ذكرى قد مضت

ماض لن يعود

العجز الذي سيطر على كيانهم أثقل كاهلهم، بدا كدرع من الحديد يقيد حركتهم

الألم

الإحباط

اليدان اللتان تتوقان للحراك لم تستطيعا فعل أي شيء

كلما حاولو التحرك عادت مشاعر اليأس لتغمرهم من جديد وبينما هم يراقبون، كان القلق يتسلل لأعماقهم بينما تتسع أعينهم في كل لحظة محاولين استيعاب ما يحدث، لكن الواقع أمامهم لم يتغير

سمع بايك تشيون صوتا يصرخ في رأسه "افعل شيئا" لكنه كان عاجزا عن اتخاذ أي خطوة،

إنهم غرباء يمرون دون أن تتم ملاحظتهم وفي النهاية

حاولو احتضانه

دفع الصخرة التي تغلق الكهف

إيجاد مخرج

استسلم الجميع للواقع وقبلو عدم جدوى ما يفعلونه لذا

جلسو في صمت

يراقبون

ينتظرون

بينما يمضي العالم وهو عالق في مكانه بلا قدرة ولا حول

وهكذا مر يوم

ويوم آخر

سبعة أيام مرت ومازال حبيسا بين جدران الكهف، وحيدا في الظلام الموحش

.................

'هل سأكون قادرا على فعلها؟'

'المشهد الذي رأيته في أحلامي؟ إذا استطعت نقله حينها هل سيختلف شيء؟'

هبط سيف تشيونغ ميونغ على تانغ بو، إلا أنه سارع بصدها بأحد الخناجر

شيئا فشيئا بدأت أزهار البرقوق تتفتح على طرف السيف ذي الشفرة اللامعه

بعبير ساحر يأسر القلوب، تبادل الخصمان الضربات كان كل منهما دقيقا بما يكفي لاستغلال ضعف الخصم، لا سيما تشيونغ ميونغ الذي لم يكد يترك ثغرة إلا وهاجمها

لم يتأخر تانغ بو بالرد اتقدت عيناه بشراسة، وهو يتحكم بخناجره الأحد عشر التي دارت حول تشيونغ ميونغ كعاصفة من الموت

كل ضربة حملت في طياتها نية قتل خالصة لكن في الوقت نفسه لم تهدف لسلب روح الخصم، فبدا القتال كرقصة بين الحياة والموت

وفي لحظة حرجة تقدم سيد الظلام نحو خصمه مطلقا مجموعة من الخناجر دفعة واحدة ومع ذلك كان قديس السيف له بالمرصاد حيث دور سيفه بسرعة وأطلقه في قوس رائع ومع هبوب الرياح القوية بدا وكأن الطبيعة نفسها تتفاعل مع هذه المعرك.

بدأت بتلات البرقوق الزاهية تنطلق من شفرة سيفه

بتلة واحدة

ثم اثنتان

فثلاث

وشيئا فشيئا أحاطت بسيد الظلام في مشهد يمزج بين الجمال والدموية تلألأ سيل البتلات الوردية وكأنها تتراقص بخفة مخفية خلف جمالها الآخاذ سحرا قاتلا

أحاطت البتلات بتانغ بو مشكلة شبكة من الشفرات بدت كأنها حبات مطر تتساقط من السماء، تانغ بو الذي تراجع تمكن من صد بعضها إلا أن أثرها كان واضحا وفي تلك اللحظة تلاشت البتلات كسراب تاركة ورائها سيد الظلام مذهولا من المشهد عاجزا عن الكلام

انتهت المبارزة بتوقف كلا المحاربين وهما يلتقطان أنفاسهما، بينما تركت الأزهار المتساقطة وآثار الخناجرا ة، وقعا لا ينسى في قلوب من شاهد هذه المعركة الفريدة

خيم الصمت على المكان، لم يستطع أي كان أن يخرج صوتا، بدا كما لو أن بعضهم نسي التنفس وبعد لحظات حينما استفاقو من سحر هذه المعركة دوت صرخات مشتعلة في المكان

"وااااااااااااااااااااااااااا"

"ما كان هذا؟"

"هذا لا يصدق"

"قديس السيف"

"سيد الظلام"

....................

ارتفع وريد أحمر على جبين بايك تشيون حتى هاي يون الذي كان هادئ في العادة تحول وجهه المستدير إلى الأحمر لم يكن حال البقية مختلفا إذ كانت عيونهم تومض بقلق واستنكار تعكس مشاعرهم المتأججة

فأمام أعينهم كان التلاميذ الكبار لجبل هوا يحيطون بطفل صغير لينهالو عليه بالضرب بلا رحمة، بينما تتعالى أصوات الضحك الساخر لتختلط مع صرخات الطفل، لكن

تشيونغ ميونغ وعلى الرغم من جسده الصغير إلا أنه لم يبق ساكنا، بل حاول مقاومتهم بكل ما أوتي من قوة، تمسك بأعدائه بأسنانه، وضربهم بقبضته الصغيرة، إلا جسده لم يملك القوة لمجابهتهم
وكانت النتيجة أنه علق رأسا على عقب من أعلى الجرف الشاهق.

كان جسد تشيونغ ميونغ يتأرجح بشكل غير ثابت كورقة شجر تتلاعب بها الرياح، بينما كانت الصخور الحادة تضغط على جسده الصغير، وعلى الرغم من خوفه العميق و الألم  الممتزج  مع المرارة الذي اختلج في صدره كأمواج متلاطمة.

كافح الدموع في عينيه المحتقنة بالدماء التي تشتعل بلهب من الغضب والإصرار، مخترقة الكهنة الذين أحاطو به تحدق بهم بجرأة، بينما سخر أحدهم من نظرته قائلا

"ستبقى هكذا حتى المساء لعلك تتعلم الأدب"

كانت ضحكاتهم تتردد في أذنه تخلط بين الألم والاحتقار كما لو كانت معاناته متعة لهم، ولكن حتى في تلك اللحظة رفض تشيونغ ميونغ الاستسلام ورمقهم بنظرة ساخرة

"لا أحب الوقوف على أي حال"

"أنت! ... سنرى"

أشعلت كلماته الغضب في قلوب الكهنة الذين انصرفو عنه ليتركوه وحيدا في هذا الجرف الخانق

مع كل لحظة كان قلبه ينبض بقوة أكبر، في ذهنه لم تكن مسألك قوة بعد الآن إنها مسألة كرامة، لذا وبعزيمة لا تلين راهن على نفسه وبدأ يعد مترقبا لحظة الفكاك

١

٢

٤٠٠٠

٥٠٠٠

٦٩٩٩

إلا أن دواخله المحترقة واليأس الذي اخترق عظامه بينما تخور قواه وتنفذ طاقته دفعاه للاستنجاد بالشخص الوحيد، الضوء المشرق في حياته

"ساهيونغ"

"تشيونغ مون ساهيونغ"

"ساعدني"

كان هذا النداء الوحيد الذي خرج من فمه بعد أن تفتت روحه.

في الواقع لم يكن تشيونغ مون قادرا حقا على حمايته في حين أنه مجرد تلميذ من الدرجة الثالثة  إلا أنه كان يستمر بمساعدة تشيونغ ميونغ بالسر وعلاج جروحه لكن

بالنسبة لتشيونغ ميونغ الذي كان محاطا بالنظرات المتجهمة وأصوات الضحك الساخر بمثابة الملجأ والمسكن

وفي صدمة وغضب حدقت السيوف الخمسة به كانت علامات الخيبة بأسلافهم بادية على وجوههم

كيف طاوعتهم قلوبهم بفعل ذلك؟
لإيذاء الطفل الذي بلغ الثامنة من عمره بالكاد

"كيف يمكنهم فعل ذلك؟"

"......."

"أعني إنه مجرد طفل لما سيفعلون هذا؟"

"جوغول"

"أعني إليهم كيف يكونو بهذا الجبن؟ يستغلون غياب الشيوخ للاجتماع على طفل صغير"

"جوغول"

"ماذا!"

"إنهم أسلافنا"

"لا ما الذي تتحدث عنهم ألا يزال ساهيونغ ينظر إلى هؤلاء كأسلافنا؟ "

" أعلم أنك غاضب ولكن.."

" ماذا؟ "

" إنها مجرد ذكرى"

ذكرى؟  إذا كانت ذكرى إذا أفلا نغضب؟ لا الأمر ليس كذلك فقد كان بايك تشيون في داخله لا يختلف عن جوغول لكن ما الذي بإمكانهم فعله؟

"إنها ذكرى "

" ماض لن يعود ولن يتغير "

"لذا"

" لا تنجرف لا تنسى ما الذي أتينا لأجله"

" تبا"

وهكذا بعد يوم من هذه الحادثة عاد تشيونغ ميونغ للكهف مرة أخرى بعد أن تحدى الكهنة وبحجة التأديب عوقب بالأسر بين تلك الجدران المظلمة من جديد

..................

" ماكان هذا؟ "

وضع تشيونغ ميونغ سيفه على كتفه ورسم ابتسامة واثقة على شفتيه بينما يمد يده إلى بو الذي كان جالسا على الأرض من أثر الصدمة

" مطر البتلات المتساقطة"

"مطر البتلات المتساقطة؟"

كانت تلك التقنية التي لطالما دعمته في ساحة الحرب المميتة

'سأعيدها لصاحبها الأصلي الآن'

"أجل"

"متى قمت بإنشاء شيء كهذا أيها الوحش"

"حسنا الفضل يعود لك"

" ها؟ لي؟"

"لا لا شيء إذا ما رأيك؟"

"هذا.. جنون أيها الوغد العبقري"

"أتريد تعلمها؟"

"هاه؟ هل أنت جاد؟"

"بالطبع فبعد كل شيء هي مناسبة لك أكثر"

" هاه؟ "

'نعم فقد كانت تقنيتك منذ البداية ولكنه لن يعلم ذلك أبدا فرصة لجعله مدينا لي'

حدق تانغ بو بعيون متشككة عند سماع الضحك الماكر لصديقه

'ما الذي يخطط لفعله بحق؟'

'ما الذي يخطط لفعله بحق؟'

مشاهد لتتخيلو القتال

مشاهد لتتخيلو القتال


هاد شي مالو علاقة بالفصل بس من الشغلات الي حببتني بتانغ بو لما ظهر مشهد الحرب كان وجه تشيونغ بارد وشلون هو بمشاهد القتال بكون غريب وهيبة وهيك بس تانغ بو بظن انو السبب الي خلا يضل عاقل لانو ضل يحاكيه ضل يبتسم ويقلو نكت وهيك لولا كان تشيونغ ما قدر ي...


هاد شي مالو علاقة بالفصل بس من الشغلات الي حببتني بتانغ بو لما ظهر مشهد الحرب كان وجه تشيونغ بارد وشلون هو بمشاهد القتال بكون غريب وهيبة وهيك بس تانغ بو بظن انو السبب الي خلا يضل عاقل لانو ضل يحاكيه ضل يبتسم ويقلو نكت وهيك لولا كان تشيونغ ما قدر يصمد كان الداعم المعنوي والجسدي الو بالحرب قبل الحرب كانت علاقتهم انو بو لاحقو من مكان للتاني😂😂 تبا اتذكرت المشهد رايحة 

ابكي شوي وراجعة 😭😭😭

هاد شي مالو علاقة بالفصل بس من الشغلات الي حببتني بتانغ بو لما ظهر مشهد الحرب كان وجه تشيونغ بارد وشلون هو بمشاهد القتال بكون غريب وهيبة وهيك بس تانغ بو بظن انو السبب الي خلا يضل عاقل لانو ضل يحاكيه ضل يبتسم ويقلو نكت وهيك لولا كان تشيونغ ما قدر ي...

"ما رأيك؟"

"هذا مذهل"

"هل ستنفع كورقة مساومة؟"

"هاه؟"

"لا لا تهتم"

"ولكن هيونغ"

"ماذا؟"

"هل حقا ستعلمني إياها؟"

"أجل"

"لما؟ "

"كلما كنت أقوى كان أفضل"

"أهو بشأن العدو الهائل الذي ذكرته؟"

لم يجب تشيونغ ميونغ على ذلك لكن تانغ بو قد أدرك معنى هذا الصمت

" حسنا الآن بما أننا انتهينا فيجب أن أذهب"

" إلى أين؟"

" لمقابلة رب العائلة"

" هاه؟ هيونغ الآن؟ "

"كلما كان أسرع كان أفضل"

" إذا سأت معك"

التفت تشيونغ ميونغ بسرعة نحو تانغ بو ونظر بوجه يحمل كل انزعاج العالم

"لا أيها الأحمق إذا أتيت أيضا لن يعود الأمر مجرد نقاش"

" هاه؟ "

" إنه تهديد فكر في الأمر"

تانغ بو الذي تخيل صورة رب العائلة وهو محاط بيمينه بقديس السيف ويساره بسيد الظلام، كان كلاهما كارثة متحرة ولكن عند اجتمعاهما؟، بدت صورته كأرنب صغير يرتجف وهو محاط بذئبين ماكرين بين يسيل لعابهما وهما يتخيلان كيف سيأكلانه

"أجل سأنتظرك هنا"

أومأ تانغ برأسه مقتنعا بهدوء وصلى بإخلاص لزعيم عائلته المسكين

.................

بدأ تشيونغ ميونغ يتلمس المكان من حوله، أراد إيجاد شيء يخفف فيه من وطأة الجوع الذي ينهش معدته منذ أيام

كانت يداه الصغيرتان تتجولان على جدران الكهف حتى لمست شيئا غريبا لم يفكر بالأمر كثيرا وسحبه بسرعة

لم يبالي ما إذا كان صالحا للأكل حقا أم لا لم يكن لديه الترف للتفكير بذلك أراد التخلص من الجوع الذي يصرخ في أحشائه

لذا..

بجرأة وضع تشيونغ ميونغ الطحالب التي نمت في زوايا الكهف في فمه وبدأ يمضغها

كان طعمها جافا ومريرا  شعور غير مريح اجتاح فمه 

لم يستطع تشيونغ ميونغ تقبل الطعم المقزز للطحالب إلا أنه استمر في دفعها بفمه رغما عنه

لايهم ما هو حتى لو كان التراب أي شيء لكي يملأ به فراغ معدته

بعد أن ملأ معدته بدأ تشيونغ ميونغ ينظر في المكان حوله كان الكهف فارغا موحشا "انه محاط بسكون عميق

لكن

تذكر السيف خشبي في زاوية الكهف الذي جذب  أنظاره

التقط تشيونغ ميونغ السيف وبدأ يلوح فيه ومع كل تلويحة شعر بالانتعاش يسري داخله

كانت حرارة السيف تتسلل إلى اطرافه  ونغمات تدافعه مع الهواء أعادت له الإحساس بالحياة

ومع كل ضربة كانت الطاقة الداخلية لتشيونغ ميونغ تتدفق بجسده كتيار متسرع حتى تسربت إلى السيف

بدأت رائحة أزهار البرقوق المتفتحة تداعب أنفه

تراقصت بتلات البرقوق حول السيف محولة الكهف المظلم إلى حديقة سحرية غطت أزهار البرقوق تشيونغ ميونغ وغمرته رائحتها الزكية

لم يكن من الغريب أن يتمكن تشيونغ ميونغ من إحياء أزهار البرقوق فقد كان طفلا موهوبا ولعل هذا هو السبب وراء معاناته

فمشاعر الغيرة والحسد التي تملكت زملائه تسربت إليه على شكل تعنيف مستمر

وبعد فترة

استنفذ تشيونغ ميونغ طاقته انزلق الجسد الصغير على الأرض متصببا عرقا بأطراف ترتجف كأوراق شجرة في مهب الرياح

لكن ورغم التعب أضاءت ابتسامة عريضة وجهه

"ههه ههه.. هاهاها هذا ممتع ههه.... هاه؟"

وبينما كان يضحك بسعادة جذب انتباهه شيء مستدير يتلألأ اتسعت عيناه بحماس وكان قلبه ينبض بفضول لايقاوم

نهض لاستكشاف هذا الشيء الغامض وما ظهر أمامه كانت زجاجة بيضاء لامعة أمسك تشيونغ ميونغ الزجاجة وبدأ بهزها

"هاه؟"

"أليس هذا ما يشربه الساهيونغ؟ "

" لا من يترك الكحول بكهف التوبة هل هم مجانين؟"

"أيتركون كحولا كهذا في مكان يوجد فيه طفل؟"

كانت السيوف الخمسة متفاجئة من التصرف الغريب كان هذا الكهف مكانا مقدسا للتدريب بالنسبة لهم ولكن تجرأ أحد التلاميذ على إخفاء الشراب فيه؟ وبسبب هذا التصرف الطائش وصلت الزجاجة إلى يدي تشيونغ ميونغ الصغير

ابتسم تشيونغ ميونغ واحتضن الزجاجة بقوة كما لو عثر على كنز ثمين كان مترددا في فتحها وضع الزجاجة أمامه وحدق بها بترقب

"هل يجب أن أفتحها؟"

"ولكن ماذا إذا اكتشف الساهيونغ ذلك؟"

وبعد صراع قصير..

"من يهتم بأولئك الأوغاد"

التقط تشيونغ ميونغ الزجاجة وببطء فتح الغطاء أحرقت الرائحة المتسربة منها حلقه لكنه لم يبالي  ووضعها في فمه بدأ السائل في الزجاجة يتسابق في حلقه

كان الطعم فريدا مزيجا من المرارة والحلاوة في آن قاسيا ولكن دافئ في نفس الوقت

تسربت السائل إلى معدته وأحس بحرارة غريبة كأن شعلة قد اشتعلت بداخله ملأت جسده بشعور غريب من الانتشاء ارتفعت نبضات قلبه مع كل رشفة

لكن هذه السعادة لم تدم طويلا فسرعان ما فرغت الزجاجة حاول تشيونغ ميونغ إمالتها لاستخراج أي شيء متبق ولكن بلا فائدة

شعور من الخيبة ارتسم على وجهه كأن حلما جميلا قد تبخر ولكن هذا لم يدم طويلا فحينها

"هاه؟... ماهذا الشعور؟ لما أصبح المكان ضبابيا فجأة؟"

تساءل تشيونغ ميونغ وهو يحاول التماسك بينما يتلاشى الكهف من حوله وكأن الجدران تنحني تحت وطأة السحر الذي اجتاح روحه

بدأت الرؤية تتشوش والألوان تتداخل في حركات راقصة وكانت الأرض تحت قدميه تتمايل  كأمواج البحر

كانت قدماه ثقيلتين وكأنهما غارقتان في وحل بينما جسده يميل يمنة ويسرة دون إرادته

وترددت في أذنيه ضحكات غير مفهومة وكأن هناك من يحتفل في مكان بعيد، بينما هو محاصر في ضباب وحدته. كلما حاول التركيز، زادت الارتعاشات في أطرافه، وكأن نبضات قلبه تتسابق مع الزمن.

العالم الخارجي أصبح كحلم بعيد، بينما كان يتأرجح بين الرغبة في الضحك والقلق. تخللته مشاعر متناقضة، كأن الفرحة التي شعر بها قبل قليل قد انقلبت إلى كابوس.

"هل أنا بخير؟"

همس لنفسه، لكنه لم يكن متأكدًا. كانت تلك هي المرة الأولى التي يختبر فيها آثار الكحول، ومع كل لحظة، كان يشعر بأنه يغوص أعمق في بحر من الضباب، حيث لا مفر ولا مخرج. ومع ذلك، بقيت الابتسامة على شفتيه، كأنها تعبير عن الأمل في أن يعود كل شيء إلى طبيعته.

.......................

قدم تانغ باك فنجان الشاي نحو تشيونغ ميونغ، بينما كان التوتر يحيط بقلبه

'ما الذي يريده مني بحق؟'

بالطبع لم يكن الأمر أنه خائف أو ماشابه.... لا عند التفكير بالأمر ألا تختلف مقابلة الكلب المسعور بعيدا عن صاحبه؟، بالتأكيد هذا لا يعني أنه سيسمح له بالتقليل من شأن عائلة تانغ، ولكن المشكلة تكمن إذا ماكان يستطيع حقا منعه، لذلك حاول تانغ باك جاهدا ألا يغضب تشيونغ ميونغ أبدا من يريد أن يعلق بين  يدي هذا الشيطان؟.

ولكن الكلمات التي خرجت من فم تشيونغ ميونغ جعلته عاجزا عن الكلام، كاد فكه أن يرتطم بالأرض بينما اتسعت عيناه، إلا أنه سارع باستعادة مظهره الهادئ بسرعة بينما يسعل لإخفاء توتره

"ما الذي قلته؟"

"لقد سمعتني"

"أتريد منا ترك تحالف العطوائف العشر والانضمام إليك؟"

"أجل"

"أين؟"

"سأنشئ تحالفا جديدا"

"لما؟"

"لأنه ضروري"

'لا بحق لما أيها الوغد المجنوووون'

تانغ باك الذي ابتلع كلماته بصعوبة حاول وبكل هدوء أن يستوضح حقيقة مايريده هذا المجنون، لكن تشيونغ ميونغ تجاهل ذلك وتابع كلامه بهدوء

" أيعتقد الرب أن هذا التحالف يفيده حقا؟"

" بالطبع هذا... "

"إنه مجرد شكليات نحن الطوائف الصالحة مجتمعين معا انظرو لذلك أليس رائعا"

"أنت... محق"

"ولكن في اللحظة التي تسقط بها سيكونون أول من يوجه الضربة الأخيرة"

".........."

"بالطبع لست مضطرا لتركه هذا ليس مهما حقا لكن الأهم.. "

"....."

" أريد أن يكون بين جبل هوا وعائلة تانغ علاقة مختلفة"

"......... "

" سيكون جبل هوا الدرع الذي يحمي عائلة تانغ والسيف الموجه نحو أعدائه"

بعد صمت قليل تحدث تانغ باك بتردد

"وما الذي تريده منا في المقابل؟ "

" لا شيء"

" لا شيء؟ "

" أجل... فقط... "

لم تخرج الكلمات من فمه بسهولة، من السهل بالنسبة له التلاعب بالآخرين كما يشاء، لكن بدا أن الحديث الصادق كمهمة مستحيلة بالنسبة له، لكن كان يجب أن يفعل ذلك، لتصل كلماته للطرف الآخر، لتكون علاقة حقيقية، ليس مجرد قشرة تتخفى خلفها أطماعهم

"إذا واجه جبل هوا يوما وقتا عصيبا... آمل أن تكون عائلة تانغ بجواره حينها.... نعم مثل... "

حاول تانغ باك البحث عن النية الخفية خلف كلماته، فليس قديس السيف من يتفوه بهذا الكلام، لكن سماع كلماته التالية والابتسامة المشرقة على وجهه جعلت يؤمن بأنه جاد

"صديق حقيقي"

عندما حاول تانغ باك إعطاءه إجابة رفع تشيونغ ميونغ يده لإيقافه بينما يتجه يقف ليخرج

"يمكنك تأجيل إجابتك لحين عودتي"

"هل ستذهب لمكان ما؟"

"أجل علي استعدة أصدقائي"

"أصدقاء.."

وبينما كان تشيونغ ميونغ على وشك الخروج توقف لبرهة أمام الباب وقال بصوت خافت

"للآن سأقدم لك هدية صغيرة"

"هدية؟"

تانغ باك الذي شاهد الابتسامة الماكرة والتعبير الشيطاني لتشيونغ ميونغ شعر بالبرد يسري في جسده

'ستكون سعيدا جدا بها يا صديقي'

'هاهاهاهاهاهاها.... هاهاها'

'هاهاهاها'

....................

"هاه؟...تشيونغ ميونغ؟"

"تشيوونغ ميونغ!"

سارعت السيوف الخمسة نحو تشيونغ ميونغ لالتقاطه قبل أن يلامس جسده أرض الكهف الوعرة لكن..

"هاه؟"

"تبا"

"لقد نسيت"

"...."

"اااااه"

لكن يدهم الممدودة عبرت خلاله ليتساقطو فوق بعضهم البعض، مرة أخرى ماهذه إلا ذكرى لن تعود، لكن أجسادهم دوما ما تسبق عقولهم.

كانت رؤية الجبل الشامخ وهو يهتز تزلزل قلوبهم وهكذا

سقط تشيونغ ميونغ على الأرض فاقدا الوعي بعد أن جرب الشرب لأول مرة في حياته

كانت السيوف الخمسة بجواره بوجوه محبطة

"ساهيونغ"

"ماذا؟"

"متى سيخرجونه من هذا المكان؟"

"وما أدراني"

"عشر أيام لقد مرت عشرة أيام"

".........."

"إذا؟"

"ماذا؟ ما الذي تعنيه بإذا؟"

"أسألك ما الذي ستفعله إذا؟ ليس وكأن بأيدينا شيء لفعله"

"أعلم أعلم ذلك ولهذا... ألست محبط"

"......"

"إنه تشيونغ ميونغ ساهيونغ تشيونغ ميونغ "

" أعلم"

" هذا يكفي توقفا عن الشجار"

" أسف"

" ولكن"

" جوغول"

" اللعنة"

التفت جوغول مبتعدا وعلى وجهه علامات الانزعاج لم يفهم كيف يمكن لكهنته البقاء هادئين عند رؤية تشيونغ ميونغ يعاني هكذا

بالنسبة له كان تشيونغ ميونغ كيانا لا يمكن المساس به

رمزا للقوة والثقة ولكن

تشيونغ ميونغ الذي كان أمامه الآن بدا ضعيفا وهشا يتعرض للأذى والتنمر

رؤية تشيونغ ميونغ وهو يبكي لفراق شيوخه كان كالصاعقة التي ضربت قلبه

بعيون دامعة ووجه قلق يبكي ويصرخ طالبا عودتهم وماجعل الأمر لا يطاق بالنسبة لجوغول

"كيف يسمون أنفسهم ساهيونغ؟"

ردة فعل الكهنة الذين سارعو لتوبيخه والصراخ عليه ليصمت وبسبب المزاج القذر الذي يتمتع به تشيونغ ميونغ بالطبع لم يصمت وماآل إليه الأمر

"الضرب"

"التعنيف "

"السجن في الكهف "

"الحرمان من الطعام "

"التعليق من أعلى الجرف"

وبينما كان جوغول يتمتم غاضبا سطع ضوء شديد من بوابة الكهف

غمر الضوء أعين السيوف الخمسة لكن عند شعورهم بصوت خطوات تقترب تحركت أجسادهم قبل عقولهم وأحاطو بتشيونغ ميونغ النائم ليقفو درعا يحول بينه وبين من سيأتي

ولكن على عكس ما توقعوه من ظهر كان الشخص الوحيد الذي عامل تشيونغ ميونغ بلطف

"تشيونغ ميونغ؟"

بدأ تشيونغ مون بالبحث عن صغيره بوجه قلق لقد احتج لعدة أيام لكهنته من أجل إخراج تشيونغ ميونغ

"تشيونغ... ميونغ؟... اه.."

عند رؤية تشيونغ ميونغ الممدد أرضا سارع تشيونغ مون لاحتضانه

"تش... يونغ! هل أنت بخير؟"

نادي بصوت مرتجف تسرب الخوف إلى قلبه كان يخشى أن يكون خسره للأبد بدأ بهز جسده الصغير

"تشيونغ مون ساهيونغ"

"أجل تشيونغ ميونغ أنا هنا"

"لا أستطيع تناول المزيد "

"هاه؟"

"....."

"تشيونغ ميونغ؟"

عند رؤية تشيونغ ميونغ بتعبير مبتسم على وجهه والزجاجة الفارغة بجواره أدرك تشيونغ مون الأمر

"كحول؟"

"هل شربت؟"

"في هذا الوضع؟"

"ههه.. هه... هاهاها.... هه.. استيقظ أيها الوغد"

هبطت يد تشيونغ مون على رأس تشيونغ ميونغ الصغير الذي وقف فزعا يتفحص المكان من حوله

"ماذا؟ ما الأمر؟"

"......."

"هاه؟... ساهيونغ؟"

"أجل"

"ساااهيونغ!"

بسرعة البرق عانق تشيونغ ميونغ جسد تشيونغ مون كان الشخص الوحيد الذي فكر فيه وافتقده في هذا المكان وكانت رؤيته علامة على نهاية هذا الأسر لذا لم يكن هناك ما يسعده أكثر من رؤيته

"تشيونغ ميونغ"

" أجل ساهيونغ"

" في المرة القادمة لا يجب أن تشرب أي شيء هكذا"

"..."

"خاصة زجاجات الكحول ابتعد عنها اتفقنا؟"

"......"

"اتفقنا!؟"

"أجل"

"هم؟... هذه الرائحة..؟"

ارتسمت ابتسامة دافئة على وجه تشيونغ مون وأخرج الكيس الذي كان يخفيه وسلمه إلى تشيونغ ميونغ

" حلوى! ساهيونغ شكرا لك"

بدأ تشيونغ ميونغ يحشو الحلوى بفمه بسعادة بينما قام تشيونغ مون بحمله

" ساهيونغ؟"

" علينا العودة للمسكن يجب أن تغتسل وتغير ثيابك"

" ولكن ساهيونغ"

"أجل؟"

"ماذا عن الساهيونغ الآخرين؟"

عند ذكر تشيونغ ميونغ للكهنة الآخرين تغير التعبير الهادئ على وجه تشيونغ مون وحل محله غضب عارم

كان عاجزا عن فعل شيء وهو يراقب الإساءة التي يتعرض لها تشيونغ ميونغ ولكن رؤية تشيونغ ميونغ الصغير يتناول الحلوى مع ابتسامة على وجهه أعاد إليه هدوءه

" لا تقلق سيعود الشيوخ قريبا لذا لا يريدون التسبب بالمشاكل بالتأكيد"

"فهمت"

كان الرد الهادئ اللامبالي لتشيونغ ميونغ يغرز في قلب تشيونغ مون والسيوف الخمسة سكينا حادا
أراد تشيونغ مون أن يقول شيئا لكن لسانه كان عاجزا عن النطق بأي شيء وحينها

"بالمناسبة ساهيونغ"

" أجل؟ "

" في المرة القادمة هل يمكنك أن تعطيني سيفا "

" سيف؟... لم؟ "

"على أي حال أنا موجود هنا ولا شيء أفعله لذا يمكنني أن أتدرب وأصبح أقوى لضرب هؤلاء الأوغاد"

"ههاهاهاها...هههه...هه... فهمت سأمنحك سيفا لذا لتصبح أقوى"

"حسنا اه وأيضا ساهيونغ"

" هم؟ "

" زهور البرقوق جميلة "

" هاه؟ "

" لقد كان من المسلي جعل الأزهار تزهر كما أن المكان يصبح أقل ظلمة"

" هاه؟.... تشيونغ ميونغ هل قلت أزهار البرقوق؟"

" أجل"

" أين؟ "

" في الكهف "

" كيف؟ "

" عندما لوحت بالسيف أزهرت اه ساهيونغ هل تريد رؤية ذلك أيضا؟ "

" أجل أرني"

سارع تشيونغ ميونغ لالتقاط السيف بحماس أراد أن يظهر لأخيه مظهر أزهار البرقوق الجميلة

بدأ تشيونغ ميونغ يلوح بسيفه بحماس وشيئا فشيئا بدأت أزهار البرقوق تتفتح على طرف سيفه

كانت بتلة واحدة في البداية

ثم أخرى

ثم ثالثة

وهكذا شيئا فشيئا ملأت البتلات الزاهية المكان بجمالها الخلاب
وكأنها تنسج سحرا يحيط بتشيونغ ميونغ

وكانت الألوان الوردية تتلألأ تحت ضوء القمر الساطع ورائحة البرقوق العطرة تملأ الأجواء

تراقصت البتلات حول تشيونغ ميونغ كما لو كانت تتناغم مع روحه

لم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها تشيونغ مون الأزهار تتفتح على يد تشيونغ ميونغ لكنها كانت أزهارا خرقاء صغيرة بالطبع كان هذا إنجازا لا يصدق لطفل في مثل عمره

ولكن المشهد الذي أمامه الآن كان مختلفا فالأزهار التي خرجت من طرف سيف تشيونغ ميونغ بدت حقيقية للغاية

فن السيف الذي ينكشف أمامه لم يكن مجرد قشرة خاوية بل كان التجسيد الحقيقي لفنون سيف جبل هوا

تشيونغ مون الذي أدرك صعوبة تنفيذ ذلك كان عاجزا عن الكلام مايراه أمامه كانت معجزة تفوق الوصف لكن المشاعر التي خالجت تشيونغ مون حينها

'اه لديه موهبة رائعة'

'إنه شيء لايمكن لأحد أن يضاهيه "

' الوقوف في مكان مرتفع'

' تشيونغ ميونغ كم أخشى أن تكون وحيدا'

بعد أن انتهى تشيونغ ميونغ من التلويح ركض إلى تشيونغ مون بدا وجهه الذي يطلب المديح كجرو صغير لذا ابتسم تشيونغ مون بهدوء وربت على رأسه

"تهانينا تشيونغ ميونغ لقد تفتحت أزهارك"

..............

استيقظ بايك اوه جلس قرب النافذة يراقب القمر كان قلقا على تشيونغ ميونغ على الرغم من أنه الشخص الذي حبسه في ذلك الكهف المظلم إلا أن ما يفكر فيه هو تأديبه لا أكثر

كان تشيونغ ميونغ الذي يبدأ بالصراخ والدخول في نوبات غضب وبكاء بمجرد غياب الشيوخ مزعجا بشكل خاص بالنسبة له

إلا أن ذكرى الساهيونغ خاصته وهو يطلب منه العناية به جعلته يقرر الذهاب لتفقد أحواله

التقط سيفه واتجه ناحية الكهف وهو يسمع في أذنيه صوت الشيوخ وهم يرددون على أذانه

"سيكون أفضل مبارز في العالم"

"أنت ستكون معلمه أليس هذا شرفا رائعا؟"

"فلتهتم به جيدا فهو سيصبح أفضل مبارز في العالم"

"أفضل مبارز في العالم"

"الأقوى"

كانت تلك الأصوات تعلو شيئا وشيئا في ذهنه لذا بدأ الغضب يغلي بداخله

"ما الذي يعنوه بأقوى مبارز في العالم؟ "

" الطفل الذي يبدأ بالبكاء بمجرد الافتراق عنهم"

كان من المزعج رؤيتهم ينعتون طفلا مثله بالمبارز الأقوى كيف لا؟ وهم يشحذون سيوفهم منذ سنوات كل منهم يسعى لهذا اللقب لكن الطفل الذي بالكاد يستطيع الكلام هو الأقوى؟

وماذا شرف؟..لما يكون تعليمي إياه شرفا لي؟

هكذا سار بايك اوه وهو يتمتم منزعجا باتجاه الكهف وعند وصوله كان المشهد الذي رآه أمامه مختلفا عن الواقع

ما كان يدور في ذهنه أنه بمجرد أن يفتح الكهف سيأت تشيونغ ميونغ نحوه ويصبح مطيعا ومؤدبا لكن..

أحاطت به أزهار البرقوق العطرة لم تكن سرابا كانت حقيقية لذا مد يده للالتقاطها

"اه..؟ هاه؟.. أليست أزهار؟"

بدأ يده تذرف الدماء بعد أن احتكت بالبتلات الطائرة على الرغم من أنه كان خدشا بسيطا ولكنه شعر به كانت تلك تقنيات سيف جبل هوا

اتجه بايك اوه مسرعا نحو مصدر هذه البتلات وما رآه كان تشيونغ ميونغ وهو يلوح بسيفه بسعادة وخلفه تشيونغ مون يحدق به بدفئ

'ماهذا؟'

'أتقول أن هذا الطفل الصغير استطاع تنفيذ هذه التقنية هكذا؟'

'هل تمزح معي؟.... أنا لن أقبل بهذا أبدا'

"تشيونغ ميونغ!"

"......"

"ما الذي تفعله هنا؟!"

...................

بعد خروجه من مقابلة رئيس العائلة جلس تشيونغ ميونغ وتانغ بو يتناولان الطعام، كان من المستحيل المرور على عائلة تانغ دون تذوق أطباقها الشهية وفي تلك الأثناء

"هاه"

"......"

"هاه"

"......"

"ها.."

"اه توقف عن التنهد فقط أخبرني ماذا تريد"

نظر تشيونغ ميونغ إلى تانغ بو بوجه يصرخ

'اصمت ياعديم الفائدة لو كان لديك عقل لتفكر به لم أكن لأعاني هكذا'

وبغض النظر عن ذلك استمر تانغ بو في الصراخ والدفاع عن نفسه

"لا هل جربت سؤالي؟ لما تقرر هذا من نفسك؟ "

على الرغم من أن رب الأسرة بدا موافقا إلا أنه لاتزال مشكلة أخرى أمامه

'شيوخ العائلة'

كيف يمكنه إقناع أوائك العجائز العنيدين؟ في الحلم الذي رآه كان من السهل التغلب عليهم بالقوة، لكن لو فعل ذلك الآن سيبدو الأمر كالتنمر على طفل صغير لكن المشكلة الأكبر كانت

"هاه"

"لا هيونغ لما تنهدت هكذا عند النظر إلي؟"

"بو"

"أجل؟"

"اصمت"

"......."

تانغ بو الذي أغلق فمه نظر بعيدا بتجهم، ولكنه سرعان ما استعاد نشاطه وصرخ بقوة كما لو خطرت له فكرة مذهلة

" اه هيونغ! "

" ماذا؟ "

" خطرت ببالي فكرة رائعة"

" ماهي؟ "

" أليس مايريد فعله هيونغ هو تقليل الضحايا وتوحيد الصفوف بأسرع وقت ممكن وللتعامل مع الأزمة؟ "

" أجل؟ "

" ماذا عن إعلان الحرب"

"هاه؟"

"أنا أعني إذا أعلنت أنك ستدمرهم جميعا ستضطر حسنها الطوائف إلى الاجتماع معا وعندما يأت العدو الحقيقي لن يكون الوقت متأخرا للتراجع"

"......... "

" هههه أنا عبقري"

"..... "

وبعد أن شرح له تشيونغ ميونغ بلطف.. لطف شديد، خطأه جلس تانغ بو بعد أن تلونت ملابسه الخضراء بلون أحمر فاقع بصمت تام

'أخيرا بعض السلام'

" إنها لذيذة"

'ذلك الوغد لا يفوت الفرصة للتباهي بعائلته

تذوق تانغ بو الصلصة التي غطته معجبا بمهارات الطبخ لعائلة تانغ

تذوق تانغ بو الصلصة التي غطته معجبا بمهارات الطبخ لعائلة تانغ

...................

" جانغ مون ان "

"... "

تجولت عينا تشيونغ جين الذي دخل الغرفة بحثا عن تشيونغ مون وما وقعت عليه عيناه هو كومة من العظام المتهالكة يكسوها جلد رقيق محاطة مدفونة بين الأوراق

"جانغ مون إن!!!"

رفع تشيونغ مون جسده المتهالك بصعوبة وحدق بتشيونغ جين بعينان ميتتان

"ما الأمر؟"

" هل أنت بخير؟"

"تشيونغ ميونغ..."

"هاه؟... اه لم يعد ساهيونغ بعد"

"ذل... و.. د"

رغم أن الكلمات لم تخرج إلا أن الرسالة وصلت كان تشيونغ مون مضطرا للتعامل مع الاف الرسائل التي سببتها الإشاعة التي نشرها تشيونغ ميونغ، كان عليه التعامل مع الامر بذكاء دون نفي أو إثبات حفاظا على صورة جبل هوا، ولكن الشخص المسؤول عن كل هذا خرج لمكان ما

..................

حدق بايك اوه بغضب بكل من تشيونغ ميونغ وتشيونغ مون

" من الذي سمح لك بالخروج من الكهف؟"

"اسف"

على الرغم من اعتذاره إلا أن عيناه لم تبدوا أسفتين قط بل على العكس من ذلك بدا كما لو أن اللعنات تطاير منها تجاهه وتشيونغ مون الذي كان قلقا يحاول توضيح ماجرى

"تشيونغ مون"

"أجل ساهيونغ"

"هل تعتقد أن كلامي مزحة؟"

" لا ساهيونغ "

" إذا كيف تفسر هذا؟ "

" هذا.. لقد كان أذن الشيوخ بذلك"

"الشيوخ؟"

"أجل"

"وكيف علمو بهذا؟"

"أأنت أخبرتهم؟"

"أجل"

"أيها الوغد المجنون"

........................... 

حدق بايك اوه بانزعاج في وجه تشيونغ مون الذي تجاهل نظرته بمهارة وتشيونغ ميونغ الذي تمسك بملابس تشيونغ مون حدق بغضب بوجه بايك اوه

كانت رؤيته في كل مرة تسبب له التواء في معدته كيف له أن يكون بهذا العناد؟

إذا قامو بضربه رد عليهم بأيديه وأقدامه وحتى اسنانه

إذا حبسوه في الكهف حدق بهم بسخرية

"ها.. أنا أحب البقاء وحدي أفضل من البقاء مع أمثالكم"

إذا علقوه من أعلى الجرف قال بهدوء

"هذا جيد فأنا لا أحب الوقوف على أي حال"

هو يعلم أن هذا لا يعني أن تشيونغ ميونغ لا يبالي بل على العكس من ذلك فهو يلتصق بجوار تشيونغ مون طوال الوقت ويبتعد عنهم ولكن..

كانت رغبته الصادقة في قلب بطونهم وعناده الشديد على إغضابهم هي مامنعه من الشعور بالذنب تجاهه

كان من المزعج بما فيه الكفاية أن الفتى الذي لا يعلمون من أين أتى قد أصبح تلميذا لجبل هوا والشيوخ يستمرون في الحديث عن كيف أنه سيكون المبارز الأقوى

ولكن أكثر ما أثار حنق بايك أوه هو معرفة أن هذه الكلمات لم تكن من فراغ فهاهو تشيونغ ميونغ الذي بلغ الثامنة من عمره بالكاد يظهر جوهر تقنيات جبل هوا في سيفه

"لما أخبرت الشيوخ بذلك؟"

"لقد كانو يسألون عن تشيونغ ميونغ لذا"

"هاه؟... أنت..فلتعودا للداخل وإياكما التأخر على التدريب غدا"

"أجل"

استدار بايك اوه منزعجا بينما ودعه تشيونغ مون باحترام وكان تشيونغ ميونغ الصغير يخرج لسانه لمضايقته

"تشيونغ ميونغ"

التفت تشيونغ ميونغ إلى مصدر الصوت الدافئ في أذنيه وابتسم ابتسامة عريضة

"أجل ساهيونغ"

" هاه.. "

'لا أستطيع توبيخه على ذلك وهو يحدق بي بهذه الطريقة'

تشيونغ مون الذي عجز عن قول أي شيء أمام ابتسامة تشيونغ ميونغ البراقة وعيونه المتلئلئة تنهد وربت على رأس تشيونغ ميونغ بلطف

"فلنعد للمسكن"

"أجل ساهيونغ"

في اليوم التالي أحاط الشيوخ بتشيونغ ميونغ وهم يغدقونه بالمديح

"رائع لقد أتقنتها بهذه السرعة"

"كما هو متوقع منك"

"تشيونغ ميونغ فلتتعلم هذا تاليا"

اعتلى التعبير ذاته وجه كل من تشيونغ مون والسيوف الخمسة عند رؤية هذا المشهد

كان تعبيرا عن خيبة أمل خالصة بالشيوخ الذين لم يهتمو لمعاناته وكل ما كان يجول ببالهم هو تعليمه تقنيات جديدة والاستفادة الكاملة من موهبته

كان تشيونغ ميونغ المعتاد على تلقي نظرات الانزعاج والكراهية سعيدا بالمدح المتدفق ناحيته لذا ارتجفت شفتاه الصغيرتان وهو يحاول قمع ابتسامته

تشيونغ مون الذي رأى هذه الابتسامة شعر بطعنة في قلبه كان من الصعب عليه فعل أي شيء لأجله وهو يعاني بين تربيته بشكل صحيح وبين عدم قدرته عل القسوة عليه

لم يكن قادرا على تغيير الواقع المرير الذي يمر به فهو مجرد تلميذ لذا حاول الحديث إلى الشيوخ الذين كان ردهم

"هاه؟.. إنه جزء من التدريب يمر الجميع بذلك في مرحلة ما"

"هذا جيد من المهم الحرص على تأديبه بشكل صحيح"

"إنها فرصة رائعة إذ يمكنه التركيز على التدريب بعيدا عن المشتتات"

وسواء كان يعلم تشيونغ ميونغ بما يخالج تشيونغ مون أو لا اتجهت نظرته نحو الكهنة الآخرين الذين كان مغتاظين من مديح الشيوخ له

لم يفوت تشيونغ ميونغ الفرصة لإغاظتهم

" هاهاها.. هذا أمر سهل على شخص موهوب مثلي"

"...... "

" قد يستغرق الأمر وقتا طوسلا إذا كنت شخصا عديم الموهبة"

"......"

"لابد أن الأمر كان صعبا عليكم طوال هذا الوقت أيها الشيوخ لا تقلقو أنا هنا الآن سأتعلم جميع تقنيات جبل هوا بشكل صحيح"

"....."

"هاهاهاهاهاهاهاهاها"

" هذا الوغد"

" لن تدوم ضحكتك هذه طويلا"

" انتظر فقط"

حدقت السيوف الخمسة بتشيونغ ميونغ بإعجاب كان من الرائع كيف يمكن لشخصيته أن تكون بهذا الاتساق؟ كيف يحرص على إغاظة الآخرين في كل فرصة تسنح له

" كما هو متوقع من تشيونغ ميونغ"

" هذا هو الساجيل خاصتي "

"رائع سيجو"

" أحسنت"

" لسبب ما أشعر بالتعاطف معهم"

.....................

"بو"

"أجل هيونغ"

"لنفترض... على سبيل المثال..... أنك مت في أحد الأيام"

"هيونغ هل فعلت شيئا أغضبك؟"

"لا تقاطعني"

"......... "

" وفجأة عدت للحياة"

" ما الذي تفكر به بحق؟ "

" لكنها كانت بعد مئة عام"

" هاه؟ "

" ووجدت عائلة تانغ منهارة"

" أي هراء هو هذا"

شيئا فشيئا بدأ صوت تشيونغ ميونغ يزداد قوة وحماسا

" لذا عليك أن تعمل بجد لإحيائها"

" أجل"

"ولكن في كل مرة تحاول فيها فعل شيء يظهر أمامك أولئك العجزة الملاعين ويتفوهون بهراء مثل هذا لا يجوز لا تفعل هذا ولا تفعل ذاك"

لاحظ تانغ بو وريدا أحمر يتشكل على جبين تشيونغ ميونغ، وكانت عيناه الورديتان تشتعلان بقوة

'لما يغضب من شيء هو قاله؟'

" أستكون سعيدا بذلك؟ "

" هاه؟ "

" أستكون سعيدا؟ "

" لا بالتأكيد لا من سيسعد بشيء كهذا أولئك العجزة يجب أن أحطم رؤوسهم"

" اوه أنت تفهم.. لهذا نحن أصدقاء"

"هاهاها بالطبع هيونغ"

في الواقع لم يفهم تانغ بو أيا من هذا لكنه شعر بطريقة ما أنه يجب أن يشتم أولئك العجزة، في هذه المرحلة لم يعد يهم من هو المحق ومن هو المخطأ، المهم ألا تكون على الجانب السيء لهذا الوغد

عند رؤية التعبير الراضي على وجه تشيونغ ميونغ تأكد تانغ بو من أن قراره كان صائبا، وهذا مامنحه الشجاعة للسؤال

"هيونغ"

"أجل؟"

"لما تخبرني بهذا؟"

" هذا...."

أمال تشيونغ ميونغ رأسه بنظرة غريبة وبرزت على وجهه ابتسامة شيطانية

"تانغ بو"

"أجل؟؟"

"أنت لست هذا النوع من الشيوخ أليس كذلك؟"

"هاه؟"

"على البشر أن يتعلمو كيفية إصلاح ذاتهم"

'إذا تعلم أنك لست بشرا'

بالطبع كان هذا الصوت الداخلي لتانغ بو

" لذا.."

"؟"

"بصفتك الشيخ الأكبر ألا يجب أن تؤدب بقية الشيخ وتعين رب العائلة؟ "

"هاه؟ "

"أعني أنت عديم النفع تماما ولكنك لاتزال الشيخ الأكبر أليس كذلك؟ "

" هيونغ؟؟ "

" أفهم أنك تحب التسكع ولكنك الشيخ الأكبر"

"لا لما تكرر هذه الجملة بحق الاله"

"سيد الظلام"

تانغ بو الذي كان على وشك الإصابة بالجنون من هذه المحادثة الغريبة سمع صوتا مزعجا يحفر في أذنيه، كان هذا الشيخ تانغ باي الشيخ الأكثر عنادا بالطائفة، وبالطبع كان أكثر شخص لا يتفق معه

'لما هو هنا؟'

"هل يمكنك أن تشرح ماهذه الرسالة؟ "

" هاه؟"

التقط تانغ بو الورقة المجعدة في يد تانغ باي ما كتب فيها كان:

أنا تانغ بو بصفتي الشيخ الأكبر قررت عزل مجلس الشيوخ إذا كان لديكم اعتراض تعالو للساحة الخلفية

"هاه؟"

"هيونغ ما هذا...."

'أين ذهب؟؟ '

تناوبت نظرة تانغ بو بين الكرسي الفارغ أمامه والشيخ الغاضب خلفه، كان من المدهش كيف أن الخط بالرسالة متقن لهذه الدرجة، تانغ بو الذي لم يجد مخرجا من هذا الموقف بدأ بالضحك بينما يحبس الدموع في عينيه

"أيها الوغد المجنوووووووووون"

بينما كان تشيونغ ميونغ الذي يراقب المشهد من بعيد يضحك بسعادة
................

في منتصف الليل الهادئ استيقظ تشيونغ مون المتعب من التدريب ورعاية تشيونغ ميونغ، تسلل ضوء القمر الساطع للغرفة بينما نشرت نسمات الليل الباردة رائحة البرقوق في أرجاء الغرفة، فتح تشيونغ مون عينيه بتثاقل وقرر الذهاب لتفقد تشيونغ ميونغ، بدا أنه هذه الأيام لا ينام بشكل جيد

"أمل أن يكون بخير"

اتجه تشيونغ مون نحو غرفته بخطوات هادئة خشية أن يوقظ بقية التلاميذ، لكن

"هاه؟... أين ذهب؟"

لم يكن هناك أي أثر لتشيونغ ميونغ في المكان، تشيونغ مون الذي فزع لذلك بدأ في البحث في أرجاء المكان

"تشيونغ ميونغ"

"أين أنت؟"

"أجبني تشيونغ ميونغ"

" ما الذي يفعله بمنتصف الليل؟"

جلست السيوف الخمس وهاي يون تراقب بصمت تشيونغ ميونغ، كان مشهدا مألوفا لهم بشكل غريب،

ذلك الظهر

ذلك الوجه

تلك النظرة

"أكانت عادة منذ الصغر إذا؟"

كان بايك تشيون الذي كثيرا ما يراقب تشيونغ ميونغ سريعا في ملاحظة تصرفاته، لذا على الرغم من أنه لم يفهم تمام في ذلك الوقت إلا أنه استطاع أن يعلم معنى هذه النظرة

"أكان هذا مافي الأمر؟"

(فصلين او تلاتة او فصل وبينتهي التعديل ومنبلش الاحداث الجديدة ترقبو جمعتلكم كمية سيناريوهات غير شكل والنهاية حمااااااااس)

"هل وجدت هذا ممتعا؟"

"هاهاهاهاه... هههههاهاهاههه"

"توقف عن الضحك"

"ها لم أضحك هكذا منذ وقت طويل"

"كان عليك إخباري على الأقل قبل أن تفعل شيئا مجنونا كهذا"

"ما المشكلة ألم يسر الأمر بشكل جيد؟"

هز تشيونغ ميونغ كتفيه بلا مبالاة ورمى بزجاجة بيضاء لتانغ بو

" هيونغ أتعلم كم كان من الصعب إيقاف أولئك العجائز"

" ألم تكن النتيجة جيدة"

" حسنا للوقت الحالي استطعت التقليل من سلتطاتهم ولكن لم تفعل هذا فجأة؟ "

" تانغ بو"

تانغ بو الذي استمع للصوت الهادئ والنبرة الجادة أغلق فمه بسرعة وجلس بجوار تشيونغ ميونغ، تسربت القطرات من الزجاجة في حلق تشيونغ ميونغ بينما كانت تفاحة ادم خاصته تهتز

" اااه"

بانتعاش وضع تشيونغ ميونغ الزجاجة وحدق بالقمر الساطع وتبسم وبصوت هادئ كسكون الليل خرج صوت خافت من فم تشيونغ ميونغ

"سيد الظلام"

"........."

"قديس السيف"

"..........."

"يالها من أسماء رائعة أليس كذلك؟"

"هراء"

"نعم هذا هراء العالم يطلق علينا هذه الأسماء العظيمة ولكننا لا نعدو كوننا مثيرا متاعب"

"أنت محق"

"ولكن بو.... نحن لا نزال شيخان، لا يزال لدينا واجب لتأديته،  عوضا عن إعاقة الطريق أليس من واجبنا تمهيد الدرب للأجيال القادمة؟ "

"...... "

" أنا أبدا لا أريد أن أعيش لرؤية يوم يضطر فيه تلاميذ جبل هوا للتضور جوعا والمعاناة بعد فقدان كل شيء

"........"

"قبل حدوث ذلك، في حين أن لدي القوة اللازمة، يجب أن أفعل شيئا ألا توافقني؟"

"هيونغ يقول الشيء الصحيح أحيانا"

"لا هذا الوغد أنا أتحدث بجدية"

" هاهاها حسنا فلتهدأ ولنتاول مشروبا"

جلس الاثنان تحت ضوء القمر يحتسيان الشراب، شعور غامض اجتاح قلب تشيونغ ميونغ، شيء من الحنين، شعور من الألفة، برزت ابتسامة صغيرة على شفتي تشيونغ ميونغ وهو يشعر بدفئ الكأس في يديه

'إنه دافئ'

" هاه؟ "

" هيونغ؟ "

دوى صوت تحطم فنجان الشراب في يدي تشيونغ ميونغ، لم يكن يعلم أكان هذا الصوت للفنجان أم أن فؤاده هو الذي انفطر، نظر نحو يده ليجد عليها بقع حمراء

"دم؟"

"هيونغ؟"

رفع تشيونغ ميونغ بصره ليشاهد الوجه المبتسم لصديقه وقد غطته الدماء القرمزية

" ما..... هذا..."

اشتدت قبضته على الزجاج المكسور، بينما تتدفق الدماء من يديه بدا العالم من حوله ضبابيا، ورنت بأذنيه أصوات كابوس لن يفارقه
"هيونغ فلتقطع رأس الشيطان لأجلي"

"هيونغ اعتن بعائلة تانغ لأجلي"

" تشيونغ ميونغ لا أستطيع إرسالك"

"تشيونغ ميونغ أنا أسف"

"ساهيونغ سيبقى حيا ويجدني بالتأكيد"

لا.... لا.... توقفو.... رجاء... لا...

"توقفوو!"

"هيونغ!"

فتح تشيونغ ميونغ عينيه ببطء كان أمامه تانغ بو القلق وهو يمسك بكتفيه

" بو؟... ما الذي...؟ "

" وجهك شاحب جدا هل أنت بخير؟ "

" أنا.... "

نظر تشيونغ ميونغ نحو يده التي باتت حمراء من أثر الدماء، كان جسده باردا كالجليد وقلبه ينبض بشدة ، شعر بثقل رهيب على صدره، بينما كانت أنفاسه تتقطع وشحب وجهه كورقة بيضاء ناصعة، تشيونغ ميونغ الذي أدرك حالته سرعان ما تمالك نفسه، أبعد يد بو الممدودة بلطف والتقط الزجاجة بجانبه ليتجرع الشراب بداخلها

"هيونغ.."

تراجع تانغ بو عنه بصمت على الرغم من قلقه، بينما كانا في وسط الحديث والشرب بسعادة شحب وجه صديقه وصرخ فجأة كما لو رأي شبحا بعينان حفر فيهما العجز والأسى حدق به بصمت

وهكذا مضت ليلة هادئة في عائلة تانغ

...............

"تشيونغ ميونغ"

كان تشيونغ مون لا يزال يبحث عن تشيونغ ميونغ بقلق، وحين كان على وشك اليأس من إيجاده تذكر مكانا قد يتواجد به

"هل يمكن؟...."

سارع تشيونغ مون إلى المكان بسرعة، إلى أعلى الجرف حيث يمكنه رؤية جيل هوا بأكمله، تسلق تشيونغ مون التل بخطوات سريعة كان يأمل أن يجده في ذلك المكان إلا أنه في نفس الوقت تملكه الرجاء بألا يكون، فذلك المكان....

"اه... وجدته"

كان تشيونغ ميونغ يجلس وحيدة في قمة التلة يحدق بأزهار البرقوق بعيون متلألئة يكسوها الحزن والوحدة، اقترب منه تشيونغ مون ببطء

'هاه؟... أليست هذه.. '

لفت انتباه تشيونغ مون الزجاجة المستديرة بجانب تشيونغ ميونغ، كانت تلك وبلا شك

"تشيونغ ميونغ"

عند الصراخ المفاجئ انتفض جسد تشيونغ ميونع بشدة بينما وقف فزعا

"هاه؟ ساهيونغ؟  ما الذي تفعله هنا؟"

"ألم أخبرك ألا تعاود الشرب؟ ومن أين سرقت هذه الزجاجة"

"حسنا هذا.... ألا يمكنك التغاضي عن ذلك؟"

"مستحيل على الطاوي ألا يشرب وعلاوة على ذلك أنت لا تزال صغيرا"

"حسنا... ولكن"

حدق تشيونغ ميونغ بالزجاجة البيضاء ككنز ثمين بينما خرج صوت باهت من فمه

" عندما أشرب.. لا أضطر للتفكير بأي شيء.. إنه شيء... أجل كالدغدغة في المعدة"

تسمر تشيونغ مون في مكانه، ما الذي يمكنه قوله؟ حتى لو كانت مريحة لا تفعل؟ لا يهم ما هو عذرك يجب أن تحافظ على القوانين؟، في النهاية لم تخرج منه سوى هذه الكلمات

"إنه مجرد هروب"

"ههه قد يكون ساهيونغ محقا ولكن.. "

"......... "

" على أي حال لايدوم هذا الشعور طويلا أفلا يمكنني أن أستمتع به؟"

"هاه... حسنا هذه المرة فقط"

"شكرا لك ساهيونغ"

عند رؤية تلك الابتسامة المشرقة والعينان اللامعتان لم يتمالك تشيون نفسه، وبدأ زوايا فمه بالارتعاش،

جلس الاثنان سويا يتمتعان بالمظهر الآخاذ لبتلات البرقوق وهي تتراقص مع الرياح بينما تنير النجوم طريقها كقناديل معلقة، وبعد صمت طويل تحدث تشيونغ ميونغ

" ساهيونغ"

"أجل؟"

"من قبل أردت أن أري هذا المشهد لمعلمي"

'هذه أول مرة يتحدث فيها عن ساهيونغ منذ وفاته'

"حينها جعلني أرى مشهدا أكثر روعة، أزهار البرقوق المتفتحة من السيف"

"........."

"ذلك الكاذب.... وعدني بأن يعلمني إياها، لكنني تعلمتها وحدي"

"ميونغ اه"

نظر تشيونغ ميونغ لتشيونغ مون بوجه مشرق وابتسامة   كندى الصباح

"ألست رائعا ساهيونغ"

ابتسم تشيونغ مون بخفة وربت على رأسه كاهنه الأصغر بلطف

ابتسم تشيونغ مون بخفة وربت على رأسه كاهنه الأصغر بلطف

" لقد أبليت  حسنا"

"هيهيهي"

"هيهيهي"

"معلم... معلم"

"اه"

"افق"

"تشيونغ ميونغ إنه منتصف الليل دعني أنام"

تأوه بايك يي وهو يصارع جفونه المتثاقلة ليرد على تلميذه الصغير لقد كان الوضع هكذا منذ عدة أيام لسبب ما كان تشيونغ ميونغ يستيقظ في منتصف الليل ويحدق بالقمر وحده لم يبالي بالأمر كثيرا في البداية ولكنه بات مزعجا جدا الآن

عند رؤية تجاهل معلمه عبس تشيونغ ميونغ وانتفخ خداه الصغيران على الرغم من محاولته إظهار وجه غاضب إلا أنه بدا بعيني بايك يي كسنجاب صغير لا أكثر تنهد وهو يراقب تعبير تلميذه المنزعج وقرر الاستسلام له أخيرا فنهض من فراشه وجلس حينها رأى الابتسامة المشرقة لتشيونغ ميونغ فتسربت ابتسامة خفيفة على وجهه

"أنت حقا لا تستمع إلي"

"هيهي"

"إذا ما الأمر؟"

أمسك تشيونغ ميونغ برداء معلمه وبدأ في شده بعد قليل من الوقت أدرك بايك يي أنه كان يحاول سحبه لذلك وقف وتبعه حيث يريد

"تشيونغ ميونغ توقف عن الركض ستسقظ"

"لا تقلق لن.. اه"

"اه لقد أخبرتك"

ركض بايك يي إل ىتشيونغ ميونغ وبدأ بتنظيف ثيابه من التراب وهو يتذمر بينما يبتسم له تشيونغ ميونغ بسعادة حتى الآن كان تعلق تشيونغ ميونغ الشديد به لغزا لا يعلم إجابته كيف يمكن لمجرد التقاء أعينهما أن تحول تعبيره بثوان إلى ابتسامة براقة؟

" سأذهب معك حيث تريد لذا لا تركض حسنا"

"نعم"

تابع تشيونغ الركض مرة أخرى كما لو لم يسمع شيئا كان من المدهش رؤية عناده هذا في كل مرة

"لا لما يشبهني في هذا كثيرا؟"

وبعد فترة قصيرة توقف تشيونغ ميونغ وبدأ يشير بيديه الصغيرتين إلى مكان ما فنظر بايك يي إلى المكان الذي أشار إليه تلميذه الصغير ليرى مشهدا بديع الجمال كان القمر المكتمل في هذه الليلة ينير بشكل أكثر إشراق من أي وقت وهواء الليل العليل يداعب أشجار البرقوق المزهرة لينشر عبيرها بالمكان وفي وسط هذا المشهد البديع كان تلميذه الصغير ينظر إليه بسعادة غامرة حينها أدرك ذلك

"أهذا ما أردت مني رؤيته؟"

"أجل أليس جميلا معلمي؟"

على الرغم من النطق الغريب للكلمات إلا أن الصدق الكامن خلفها قد وصل إليه.

لابد أن تشيونغ ميونغ الذي راقب القمر كل ليلة كان يصارع بين رغبته بجعل معلمه يرى هذا المشهد وبين بره بعدم إزعاج نومه.

ولكن القمر الذي قارب على التقلص من شديد زاد من قلقه لذلك أراد بايك يي أيضا أن يرد على هذا الصدق ويعيد لتلميذه الصغير شيئا مقابل المشهد الجميل الذي رآه ولم يكن ليخطر بباله شيء آخر فأي شيء قد يكون أجمل من فنون مبارزة هواسان؟ مد يده إلى السيف المعلق على خصره

"تشيونغ ميونغ انظر جيدا"

بدأ يلوح بالسيف شيئا فشيئا بدا الأمر كما لو كان مسرحا أناره القمر وزينته الطبيعة بجماله وفي تلك اللحظة

'أزهار؟'

بدأت أزهار البرقوق تزهر على طرف السيف ومن ثم غطت المكان وأحاطت بتشيونغ ميونغ الذي كان أسيرا لجمالها ولكن سرعان ما تلاشت كالخيال إلا أنها حفرت عميقا في ذهن تشيونغ ميونغ

"رائع"

التفت بايك يي إلى تشيونغ ميونغ الذي كان صامتا عاجزا عن الكلام بوجه يفيض حماسا

"أنا أيضا"

"هاه؟"

"معلم أنا أيضا"

"أنت ماذا؟"

"أريد فعل ذلك علمني"

"ههه...هههاهاها"

"لما تضحك؟"

ربت بايك يي على رأس تشيونغ ميونغ وهو يعبث بشعره بينما تعلو وجهه ابتسامة دافئة وهمس بصوت لطيف لتلميذه الصغير

"بالتأكيد وأنت أيضا"

"حقا"

"أجل لا يمكن لتلميذ حبل هوا أن يكون عاجزا عن إظهار أزهار البرقوق على سيفه"

"..."

"لذا عندما تصبح أكبر قليلا معلمك هذا سيعلمك كيف تفعل ذلك"

"ألا يمكنني الآن؟"

"الآن عليك الخلود للنوم لكي تكبر بسرعة"

"حسنا هذا وعد ستعلمني أليس كذلك"

" أجل هذا وعد"

كان هذا وعدا لن يتم الوفاء به فلم يمضي إلا شهر واحد بعد تلك الحادثة وبايك يي لم يعد متواجدا في أي مكان

" معلمي"

" لقد وعدتني "

" لما لم تف بوعدك؟ "

" لما لم تف بوعدك؟ "



السابق                            التالي




تعليقات