الفصل السابع

 قديس السيف وسيد الظلام



"قديس السيف وسيد الظلام؟"

"أجل سيد القصر"

"ما الذي أتى بهما لهنا؟"

"لا أعلم لقد كانا يتشاجران أمام البوابة"

"هاه؟ يتشاجران؟ وما الذي حدث"

"أوقفهما الحراس وجلباهما للداخل"

"كيف؟"

"المعذرة؟"

"كيف تدخلتم بمعركتهم"

"لا هذا..."

بدا الحارس متوترا وهو يفكر بكيف يوصل لسيد القصر المشهد الذي رآه من الذي سيصدق ذلك؟ أليس قديس سيف جبل هوا المبارز الذي وصلت شهرته حتى إلى القصور الخمس المعزولة؟ لا يختلف الأمر بالنسبة لسيد الظلام، وبعد التفكير توصل الحارس للوصف الأكثر ملائمة

"بدلا عن المعركة.. بدا الأمر كقتال كلاب"

"قتال كلاب؟"

"أجل"

"قديس السيف وسيد الظلام؟ "

"أجل"

حدق سيد القصر بالحارس بذهول لذا ما كان منه إلا أن أعقب

"يفضل أن ترى ذلك بنفسك"

اتجه سيد القصر ناحية الغرفة حيث يتواجد الدخيلان، بينما كان عقله مشغولا بمعركتهما، كان يظن أن الحارس يهذي أو أساء الفهم ولكن المشهد الذي انكشف أمامه جعله عاجزا عن النطق ولكن المثير للدهشة أن قديس السيف وسيد الظلام كانا بنفس الحال

مر صمت مرير بالأرجاء، كان شعر تانغ بو الطويل مبعثرا متناثرا بالأرجاء بدا كمن تعرض لصعقة كهربائية ووجهه ملطخ بالطين والتراب بينما كان كما قميصه ممزقين بشكل غريب..

هاه لما ليس واحد؟  بالطبع قال تشيونغ ميونغ بما أنه يزعجك لهذه الدرجة سأصلح الأمر وهذه هي النتيجة

لم يكن حال قديس السيف مختلفا كثيرا لا في الواقع لولا شعره لا ألم يكن هكذا بالأصل؟  حسنا قد بدا  زيه الأبيض متسخا موحلا وكانت هناك بضعة خدوش على وجهه كما لو أن قطة مشاكسة خدشته فيما عدا ذلك لم يكن هناك شيء كبير...

'هاه؟ '

خلف الأكمام المطوية لاحظ سيد القصر لونا أرجواني داكن

'هذا.. سم؟'

حدق تشيونغ ميونغ بتانغ بو بشراسة

'هذا الوغد يتجرأ على استخدام السم عليه سأريك انتظر فقط عندما نخرج'

ابتسم تانغ بو ابتسامة ساخرة وأشاح ببصره بعيدا مغيظا تشيونغ ميونغ

'هذا ما تستحقه جراء العبث مع عائلة تانغ هاهاهاهاها'

لكن على أي حال لم يدم الأمر طويلا حيث قام تشيونغ ميونغ باستخدام نار التطهير للتخلص من السم في يديه ونظر نظرة استهزاء لتانغ بو

' ها سموم عائلة تانغ لم تكن بالأمر الكبير بعد كل شيء'

عند رؤية ذلك أخفض تانغ بو رأسه محبطا معترفا بهزيمته بينما رفع تشيونغ ميونغ أنفه عاليا وأظهر ابتسامة منتصرة

كان سيد القصر يحدق بالمشهد بعينين مذهلين بالنسبة له كان قديس السيف الذي نظر بانزعاج فجأة ساخرا وتارة مغترا بينما أحنى سيد الظلام كتفيه منهزما بطريقة ما استطاع ذلكما المجنونين التواصل بالعين بشكل جيد لدرجة تشاجرهما دون نطق حرف واحد بينما بدا هذا المشهد محرجا وبائسا لكل من رآه بما في ذلك سيد القصر

'ما الذي يحدث هنا بحق الإله؟'

.................

دخل السيوف الخمس برفقة هاي يون للذكرى الوردية كانت صوت قلوبهم مسموعا كقرع الطبول بينما اتقد الحماس في نفوسهم، أي ذكرى ستكون هذه المرة، بأي شكل سيرون تشيونغ ميونغ؟

هاه؟

هذا ليس جبل هوا؟

هذا...

"أين نحن؟"

"وما أدراني؟"

"أليست سيتشوان؟"

"أنت محق ساهيونغ"

صرخت سوسو بحماس وهي تنظر إلى بلدتها

"ساهيونغ فلنذهب لمنزل عائلة تانغ"

"علينا البحث عن تشيونغ ميونغ سوسو"

"ولكن ربما يكون هناك وإلا لما سنكون بسيتشوان؟"

"حسنا لديك وجهة نظر لنذهب"

انطلقت السيوف الخمس نحو منزل عائلة تانغ في سيتشوان وفي كل خطوة تخطوها كان قلب سوسو يتراقص فرحا، من المشوق معرفة حال أسلافها قبل مئة عام كما لم يكن الأمر مختلفا بالنسبة للسيوف الخمس الذين وعلى الرغم من محاولتهم إخفاء حماستهم إلا أن عيونهم المشتعلة فضحتهم

"وصلنا"

"فلندخل"

نبض

نبض

نبض

ارتفع صوت دقات القلب باندفاع وشعرو بحرارة تسري بأجسادهم بينما كانت أعينهم مليئة بالترقب حتى يوي سول التي عادة ماتكون خالية من التعبير بدا جليا على وجهها الحماس بينما كان هاي يون يتلو تعاويذه المعتادة ليهدأ انتفاضة قلبه

لكن

كان المشهد الذي انكشف أمامهم مختلفا عما توقعوه

"رب الأسرة!"

ركض أحد أعضاء عائلة تانغ مسرعا بينما يصرخ متجها نحو الرب بينما كانت حالة جميع الأفراد في فوضى وهم يحومون حول المكان كقط يبحث عن فأر هارب

"ماهذا؟"

"لما تبدو عائلة تانغ هكذا؟"

"سوسو؟"

التفت الجميع نحو سوسو التي أدارت وجهها كما لو أنها لم ترا شيئا بينما يتصبب العرق من جبينها، حتى في أسوء كوابيسها لم تكن عائلة تانغ لتبدو بهذه الفوضى أبدا ولكن ماكان أمامهم

"هذا المشهد مألوف بشكل غريب"

نعم كمظهر جبل هوا المفتقد لتشيونغ ميونغ

لسبب ما شعر تلاميذ جبل هوا بأسف في قلوبهم نحو عائلة تانغ

......................

كان حجم سيد القصر وبشكل غير متوقع طبيعيا، لا إنه لا يزال ضخما ولكن مقارنة بالحرس من حوله وميونغ سو بذاكرة تشيونغ ميونغ لم يكن بهذا الحجم

جلس سيد القصر بهدوء أمام الاثنين، لم يقدم لهما أي ضيافة وكانت نبرته تجاههما فظة غير لبقة كما بدت علامات عدم الرضا على وجوه جميع حرس القصر

"إذا ما الذي أتى بالسيدين العظيمين من السهول الوسطى إلى أرضنا المقفرة؟"

كان تانغ بو منزعجا من هذا الأسلوب الفظ لكنه نظر نحو تشيونغ ميونغ ليستعد لإمساكه بأي لحظة قبل أن يكسر رؤوسهم جميعا لسبب ما منذ أن أتى إليه يتحدث بالهراء عن التحالف وهو مهووس بالرؤوس

لكن المفاجئة أن تعبير تشيونغ ميونغ لايزال هادئا بينما برزت على شفتيه ابتسامة فخورة

'لا لما تفخر بتفسك الآن؟'

'أجل بالتأكيد فقديس السيف لم ينقذهم بعد لما سيكونون ودودين هاهاها ولكن هذا رائع ساهيونغ هل رأيت الفضل يعود لي في كل شيء هاهاهاه'

بدأت زوايا فم تشيونغ ميونغ بالارتعاش شيئا فشيئا لكنه سرعان ما تمالك نفسه واستعاد وجهه الهادئ

التفت تشيونغ ميونغ نحو سيد القصر الذي تراجع بشكل لا إرادي نحو الخلف بينما كان الجميع مستعدا لمهاجمته بأي لحظة، لكن تشيونغ ميونغ على غير المتوقع وضع يديه أمامه وانحنى باحترام لسيد القصر

"التلميذ الثالث عشر لجبل هوا يحيي سيد القصر"

"هاه؟"

"هيونغ؟!"

اتسعت عيون الحاضرين في دهشة لاسيما تانغ بو الذي كاد أن يصرخ من صدمته لكن نظرة تشيونغ ميونغ الغاضبة أعادته لرشده وسرعان ما بادر التحية لسيد القصر

"تانغ بو من عائلة تانغ يحيي سيد القصر"

عند صدور هذا الرد المهذب من الاثنين لم يستطع سيد القصر أن يتابع التصرف بوقاحة لذا وبينما يخفي إحراجه بسعاله رحب بهما بتهذيب وأمر بإحضار الشاي لهما

"ألا يمكنك إحضار الكحول بدلا من ذلك؟"

"هيونغ"

"اوه... يبدو أن السيد الطاوي يعلم ما يتحدث عنه جيدا"

"أجل سمعت أن كحول يونان هي الألذ لذا كنت أتسائل عن مدى روعتها"

"هاهاهاها فهمت إذا أقطعت هذا الطريق كله لتجربة كحولنا" 

"حسنا إنه أمر يستحق... ولكن هذا ليس السبب"

" إذا؟ "

" اوه هيا سيد القصر لا تكن هكذا لما لا نتحدث بعد أن نشرب؟ "

" هاهاها حسنا كما تريد أنت ضيفنا لليوم لذا لابأس أوي أنت فلتحضر الكحول"

على الرغم من حجمها الضئيل مقارنة بميونغ سو إلا أن ضربة يد سيد القصر كانت أشد لدرجة أنها جعلت من قديس السيف يهتز

'هؤلاء الأوغاد أهذا شيء كختم السلالة؟'

وهكذا بدأ الاثنان يحتسيان الشراب سوية كما لو كانا صديقان التقيا بعد فراق طويل، بينما كان تانغ بو يحدق بتشيونغ ميونغ بعينان ساخطتان

'ذلك الوغد استغرق مني الأمر شهورا حتى أدعه يتذكرني فقط لكنه الآن يتعامل مع سيد القصر بهذا الشكل؟ '

تانغ بو الذي تذكر معاناته بملاحقة تشيونغ ميونغ بالأرجاء مسح الدمعة التي هربت من عينيه بينما يشرب الكأس بسرعة

"ماخطب صديقك؟"

"لا أدري دعك منه فلنتابع مانفعله"

"أنت صديق مرح حقا"

"سيد القصر أيضا"

"هاهاهاها"

"هاهاها"

بينما تعالت ضحكات الاثنين حدق تانغ بو بالحرس الجالسين بالمكان، وعند رؤية وجوههم المتوترة والمتحيرة شعر بو بالارتياح بكونه ليس الوحيد في هذا الوضع

.................

اقتربت السيوف الخمس من الرجل الذي هرع إلى سيد العائلة حتى يكتشفو سبب الفوضى التي حلت بعائلة تانغ

"أيها الرب"

"هل وجدته"

"لا ولكن.."

"ما الأمر تكلم تانغ سي ؟"

أخرج تانغ سي ورقة مجعدة من كمه وقدمها بسرعة لزعيم العائلة، كان الخط المشوه في الورقة مألوفا للرب

"تاااااانغ بووووو"

'أنا ذاهب لصنع اسم لنفسي لذا لا تسألو عني'

"هذا الوغد اللعين ما الذي يفعله بحق الإله"

اشتدت قبضة تانغ باك الممسكة بالورقة كان تانغ بو مثيرا للمتاعب بما يكفي داخل العائلة ولكنه الآن خرج؟ لصنع اسم لنفسه؟ 

"أين ذهب"

"هذا...لم أجد سوى هذه الورقة"

" اللعين"

.................

على جبل هوا العظيم كان هناك رجل بشعر طويل مربوط بأناقة وملابس
مصممة بعناية إلا أن تعابير الرجل لم تكن ملائمة مع ملابسع الراقية

"لا بحق الاله من الذي قرر بناءه بهذا المكان"

" وما خطب هذه الأدراج لما لا نهاية لها"

"انتظرو فقط سأجد الشخص الذي بنى هذه الأدراج وأقوم بإلقائه من أعلاها حتى يكسر قدمه ويدرك عاقبة فعله"

"حينها ستتخلى عنه طائفته ويصبح مشردا بالشوارع هاهاهاها"

"قديس سيف جبل هوا اللعين! "

دوت صرخة الرجل المستاءة في الجبال العالية وهكذا تابع صعوده نحو القمة الشاهقة لجبل هوا

.................... 

تتالت الكؤوس واحدة تلو الأخرى وفرغت الجرار بينما يسارع الخدم في جلب المزيد، وكان تشيونغ ميونغ سعيدا عند رؤية الوجه المحمر لسيد القصر، في الحلم كان ميونغ سو هو الفائز في هذا السباق لكن قدرة قديس السيف على احتمال الكحول أعلى بكل التأكيد، كما انهار بو منذ وقت طويل وهو يلعن ويشتم صديقه، بالطبع سيندم على ذلك لاحقا

"هاهاها سيد القصر لا يستهان به"

"وقديس السيف أيضا ألم تتعب بعد؟"

"لا يزال بإمكاني تناول جرة أخرى"

"سيكون هذا رائعا إذا ولكن"

"يجدر بنا الحديث لا؟"

"إذا أخبرني السبب الحقيقي لمجيئك لهذا المكان"

قام تشيونغ ميونغ وسيد القصر بالتخلص من آثار الثمالة بالاستعانة بطاقتهم الداخلية وجلس تشيونغ يقلب الكأس في يديه بصمت، بينما يحدق به سيد القصر بصمت

" ما رأيك بجبل هوا؟ "

" ما الرأي الذي سيملكه بربري مثلي حول طائفة مرموقة من السهول الوسطى؟ "

" هههه أنت ساخر للغاية"

"لما لا تدخل بصلب الموضوع الآن"

"حسنا فأنا أيضا لاأحب المراوغة"

"........"

"تحالف"

"هاه؟"

"أريد إنشاء تحالف مع قصر الوحش"

"تحالف؟ "

" أجل"

" أليست طوائف السهول الوسطى ضمن تحالف بالفعل؟ "

خرجت ابتسامة ساخرة من فم تشيونغ ميونغ بينما يتابع كلامه

" تسمية ذلك بالتحالف إهانة، إنه مجرد تجمع لتفرقة الطوائف الصالحة عن طوائف الشر"

" حتى ومع ذلك لا أفهم لما تريد إنشاء تحالف معنا نحن قصر الوحوش البعيد؟ ألا يرانا سكان السهول الوسطى كبرابرة بدائيين؟"

"أنت محق"

أومأ تشيونغ ميونغ برأسه بهدوء بينما تدفقت الصرخات الهادئة بالمكان

" كفى"

سيد القصر الذي صرخ بالحرس سارعو بإدارة وجوههم وإخفاء انزعاجهم بينما تبسم تشيونغ ميونغ للمشهد

" أليس قصر الوحش عشيرة محاربين؟ "

"هاه؟ "

" أعتقد أن المحارب الذي يقدر الشرف أفضل من الطاوي الذي يسعى للوجه والتبرير"

'محارب؟'

تفاجئ سيد القصر بخروج هذه الكلمات من فم قديس السيف وما جعله مذهولا أكثر أن وجهه لم يحمل أي علامة للكذب كان حقا تقديرا صادقا، حينها فطن سيد القصر لمسعى تشيونغ ميونغ الحقيقي وعندما كان على وشك النطق،

فجأة

...........................

وقف الرجل أمام بوابة جبل هوا أخيرا وأخذ يلتقط أنفاسه بينما يسند يديه على ركبيته كما لو أن الأدراج لم تكفي كانت الجبال وعرة وغير ممهدة

'ما الذي يفكر به أسلاف هذه الطائفة بحق؟'

وبعد أن استجمع شتات نفسه ونفض الغبار عن ملابسه وأعاد ترتيب شعره بأناقة، اقترب من البوابة حيث يقف مبارزان شابان بدت الطاقة المنبعثة منهما نقية وواضحة كما يجدر بتلميذ طائفة مرموقة،

اقترب الحارسان من الرجل وسألا عن غرضه

"ما الذي أتى بك إلى طائفة جبل هوا؟"

"أنا... أريد.... مقابلة... قديس السيف"

على الرغم من إعادته لهيئته المحترمة إلا أن أنفاسه المتقطعة ولهاثه كانا شيئا يفوق قدرته

فتح الحارسان أعينهما على مصراعيها وهما يحدقان بالرجل، الذي بدا عليه التعب والإرهاق وكانت ملابسه مجعدة بعض الشيء،

" قديس السيف؟ "

" أجل؟ "

" قديس سيف زهرة البرقوق؟"

"أجل؟"

بينما يجيب الرجل بثقة كان العرق يتصبب من وجه الحارسين وفي لحظة سارع أحدهما نحو الداخل يصرخ بقوة

"زعيييييم الطاااائفة"

بينما أشار له الآخر بالدخول

"ادخل من فضلك، لا تقلق سيعود حقك بالتأكيد"

" هاه؟ "

نظر الحارس له نظرة مثيرة للشفقة وربت على كتفه مواسيا له بينما يرشده نحو الغرفة التي سينتظر بها

'ماخطبهم بحق؟'

........................

تدفقت نية القتل الهائلة في المكان، وتغيرت نظرة تشيونغ ميونغ الجادة بينما يبرز وريد أحمر على جبينه وتشتعل عيناه بالغضب، تدفق الدم من يديه جراء الكوب الذي تحطم، بينما حدق سيد القصر به بذهول

'كيف لشخص في طوائف الخير أن يبث نية القتل الهائلة هذه؟'

بينما كافح الحراس للتنفس في هذا الجو الخانق، شعرو كما لو أنهم أرنب صغير محاصر من نمر شرس، أحاطت بهم نية القتل الخانقة وجعلتهم عاجزين عن الحركة.

في حين أن تانغ بو النائم قد استعاد وعيه وحدق بتشيونغ ميونغ، بدا وجهه غير مألوفا بالنسبة له، كان هذا غضب خالصا، وكراهية مطلقة.

'هيونغ؟'

بدأ العرق يتصبب من جبين سيد القصر الجالس بجواره، ثم خرج صوت كهدير وحش هائج من فم تشيونغ ميونغ

"سيد القصر"

"أجل؟"

"سيعتمد ما سأفعله على إجابتك لذا أجبني بصدق"

على الرغم من الجو الخانق في المكان وشعور الموت المحيط بالأرجاء إلا أن السماح بإهانة سيد القصر سيكون فيه عار على فخر قصر الوحوش ولذا تقدم بعض الحرس وهم يكافحون ليصرخو

"هذه وقاحة"

"كيف تجرأ أمام سيد القصر"

تشيونغ ميونغ الذي نظر إليهم ببرود جعل الحارسان يسقطان أرضا، بدا أمامهما ككيان هائل وحش يستحيل المساس به

'ما نية القتل هذه؟'

كان جسد الحارسان يرتعش ويتصببان عرقا بينما يصران على أسنانهما بقوة، لكن تشيونغ ميونغ تجاهلهما ونظر لسيد القصر من جديد

" أجبني"

"على ما؟"

"لما أشعر بهذه الطاقة القذرة تنبعث من قصر الوحش؟"

"طاقة قذرة؟"

اتسعت عينا سيد القصر عند سماع ذلك وسرعان ما ابتسم

"كما توقعت ذلك إذا هذا سبب مجيئك"

"أجبني"

"حسنا ألن يكون من الأفضل أن ترى بنفسك؟ فمهما قلت قد لا تصدقني"

"سيد القصر ذلك"

" لا بأس يبدو أننا على الصفحة ذاتها"

نظر ميونغ سان تجاه تشيونغ ميونغ بابتسامة وتحدث مازحا

"ألا يمكنك تخفيف نية القتل هذه ألا ترى أن أطفالي يعانون بالتنفس؟ وحال صديقك لا يبدو مختلفا"

نظر تشيونغ ميونغ باتجاه تانغ بو الذي كان يتصبب عرقا بغزارة وعلى وجهه علامة دهشة وخوف، وحينها خفف من هالته إلا أنه حافظ على حدته، كان هذا أمرا لا يجب المساس به أيدا بالنسبة له

" حسنا فلترني"

نهض ميونغ سان من مكانه مشيرا لتانغ بو وتشيونغ ميونغ باتباعه

"حسنا سيكون رائعا لو تمكنا من الحصول على مساعدة قديس السيف وسيد الظلام"

".........."

"هيونغ ما الذي يجري؟"

نظر تانغ بو إلى وجه زميله الذي كان باردا بعيون محتقنة بالدماء عض على شفتيه بقوة في حين لاحظ قطرات الدم المنهمرة من يديه

"هاه؟ هيونغ متى أصبت؟ دعني أرى"

أمسك تانغ بو بيدي تشيونغ ميونغ فزعا يتفحصها لكنه سرعان ما سحب يده وسار مبتعدا

'ما الذي يجري هنا بحق الاله؟'

......................

جلس الرجل في الغرفة وأمامه فنجان الشاي الدافئ، كان متفاجئا من الترحيب المفاجئ ونظرات الذنب التي اكتست تلاميذ جبل هوا وهم يحدقون به

'لما هذه الطائفة غريبة هكذا؟'

وبينما كان جالسا يتفحص المكان من حوله بنظراته كان الحارس يحدث زعيم الطائفة

"زعيم الطائفة"

"ما الأمر؟"

"جاء رجل للبحث عن الشيخ"

"أي شيخ؟"

"قديس السيف"

"تشيونغ ميونغ؟"

"أجل"

"لما؟"

"لم أسأله ولكن بدا عليه التعب وكانت عيناه تشران عزما وانزعاجا"

"أين هو تشيونغ ميونغ الآن"

"هذا...."

"يمكنك الذهاب"

خرجت تنهيدة عميقة من فم تشيونغ مون وهو يشد قبضته على فنجان الشاي ويتخيل تشيونغ ميونغ من خلفه يضحك بسعادة

'ساهيونغ لا تقلق إنها ليست مشكلة كبيرة'

'ما المشكلة بسرقة بعض المال؟'

هاه؟ ضرب الناس؟ هم يستحقون ذلك'

' الشرب؟ وما الخطأ في ذلك؟'

" تشيونغ ميونغ!"

وفي مكان آخر كان تشيونغ ميونغ يسير بمرح حاملا زجاجتي كحول بينما يلعق شفتيه بسعادة

' هاه؟ لما أذني تحكني؟'

"ذلك الساهيونغ ضيق الأفق"

...............

جلست سوسو في ساحة عائلة تانغ مصدومة، كان الاسم الذي سمعته من الشيوخ للتو

"تانغ بو؟... "

" ما الأمر سوسو؟"

"هذا... إنه... سيد الظلام"

"سيد الظلام؟"

بدا كما لو أن السيوف الخمس سمعت بهذا الاسم من قبل، بينما كان ها يون في حيرة من أمره

"أهو شخص عظيم؟"

"أجل"

هتفت سوسو بقوة، وحماس

"اااه"

وفي تلك اللحظة صرخ جوغول بشدة مسببا الفزع للجميع

" ما الأمر الآن؟ "

" ألا يمكنك أن تتصرف بشكل طبيعي؟ "

جوغول أرجوك"

" أحمق"

" إنه رفيق قديس السيف"

" هاه؟ "

" ساهيونغ ألا تتذكر ذلك في قصر الوحش؟"

"قصر الوحش؟"

" أجل ألم يخبرنا سيد القصر أنه وقديس السيف كانا يتجولان معا في ساحة المعركة؟ "

" أنت محق"

"إذا ما هذه الفوضى؟"

في تلك اللحظة انتاب السيوف الخمس الشعور ذاته، التاريخ الذي عرفوه كان منافيا بشدة للحقيقة

قديس سيف زهرة البرقوق المبجل، بطل جبل هوا، وسلفهم النبيل كان

تشيونغ ميونغ

وسيد الظلام رفيقه الذي كان كظله يحميه بالمعركة وقاتلا جنبا إلى جنب لم يكن مختلفا كثيرا عنه.

"بطريقة ما أستطيع أن أفهم"

"ساسوك؟"

"يجب أن تكون مجنونا بهذا القدر لتقف في ظهره"

"اه"

"أنت محق"

"هذا منطقي"

"سيجو ألا تعد هذه جريمة بحق الأسلاف؟"

"أجل وأنت شريكنا"

"هاه؟"

"أيها الراهب لا يمكنك الهروب"

"فات الآوان"

"لقد شتمته عدة مرات بالفعل"

'الأوغاد القذرون'

وهكذا قررت السيوف الخمس والراهب الحزين الاتجاه نحو جبل هوا حيث قديس السيف

تشيونغ ميونغ

.................... 

في ممر طويل يمتد كخيط من الظلال، تقدم رجلان يقودهما سيد القصر بخطوات واثقة ووجه هادئ،

ومع تقدمهم أحرقت رائحة الدماء العفنة حناجرهم، واخترقت أنفاسهم، كانت قوية ومقززة تتسلل إلى نفوسهم كخنجر مسموم وعلى جدران الممر تجمعت بقع داكنة مشوهة مشكلة لوحات من الألم والفوضى، وسرت القشعريرة بأجسادهم كتيار كهربائي تتزايد مع كل خطوة يخطونها تتسلل لعمودهم الفقري وترتعش بها أطرافهم، كان الهواء ثقيلا ممتلئا بعبق خطر

تسربت الطاقة الخبيثة إلى أجسادهم، وكاد تانغ بو أن يقسم أنه لم يسبق له الشعور بهذا الكم من الحقد والكراهية من قبل

كثيرا ماتلفت إلى صديقه يتفحص تعبيره ويتفقد حاله

'ما خطبه؟'

منذ أن أطلق تلك الطاقة الهائلة وهو صامت لا ينطق بحرف، يكسو وجهه ذاك التعبير المظلم.

أراد تانغ أن يسأل

لما أنت على هذه الحال؟

ما الذي شعرت به لت؛ظهر مثل هذا الوجه؟

'إذا أخبرتني..... لا هذا لا يهم الآن'

بغض النظر عن الأمر سيعلم بالوقت المناسب وعندما يحين الوقت سيكون في ظهره يدعمه كما هو الحال دائما

.............

دخل تشيونغ مون المكان بتعبير محرج على وجهه وهو يحدق بالرجل الجالس والحيرة بادية عليه

'هاه؟.. هذا.. ؟...المجنوووون'

وقف الرجل بسرعة وضم قبضتيه أمامه وانحنى باحترام

"تانغ بو من عائلة تانغ يحي زعيم طائفة جبل هوا"

أومأ تشيونغ مون برأسه ووضع يده على كتف تانغ بو بحرج وكأنه يواسيه

"لا أعلم ما الأمر ولكنني أعتذر حقا وأعدك بإصلاحه مهما كان"

"هاه؟"

"أعتذر حقا بشأن ذلك ولكنه ليس هنا الآن ولكن سأوبخه لاحقا، اوه ولا تقلق بشأن الانتقام"

توسعت عينا تانغ بو بحيرة وهما تدوران بالمكان لم تبدو ملامح التلاميذ مختلفة جدا عن زعيم الطائفة الذي بدا كأب محرج علم بتسبب طفله بمشاكل كبيرة

"المعذرة، زعيم الطائفة"

"أجل؟ "

" أعتقد أن هناك سوء فهم"

" سوء فهم؟ "

" أجل

" ألم تأت لاستعادة أموالك المسروقة؟"

"ل.. لا، في المقام الأول لما ستكون الأموال المسروقة بطائفة صالحة؟ "

"هاه؟..أنت محق.، محق ولكن... "

"........ "

" إذا... "

بصوت متردد وبحذر تكلم تشيونغ مون

"هل كانت الإصابة شديدة؟"

"المعذرة؟"

"........"

حدق الاثنان ببعضهما البعض ثم تسربت ضحكة محرجة من فم تانغ بو وسارع بتصحيح سوء الفهم

" زعيم الطائفة"

" أجل"

" لم أت هنا للشكوى"

" هاه؟ إذا لما تبحث عن قديس السيف؟ "

وقف تانغ بو باحترام واضعا يديه أمامه وتحدث بنبرة حازمة وعزيمة

" أتيت لطلب النزال مع قديس السيف وتبادل الخبرات"

"مع من؟"

"قديس السيف"

"تشيونغ ميونغ؟"

"أجل"

"لما؟ "

" لطالما ترددت بأذناي قصصه البطولية وقوته المذهلة بالإضافة لشخصيته الفريدة"

"بطولية؟"

"أجل"

"شخصية؟"

"أجل"

"من؟"

"......."

كان تانغ بو عاجزا عن فهم هذه المحادثة الغريبة بدا أن كل كلمة ينطق بها عن قديس السيف ينتهي بها لتفهم بطريقة أخرى، لكن المشكلة أن تعابير الجميع كانت كما لو أن هذا طبيعي

'حسنا إنها فريدة... نعم فريدة بشكل لا يصدق.. هههه'

تسربت ضحكة خفيفة من فم تشيونغ مون بعد أن حاول تنظيف أذناه مرارا ليكون الجواب نفسه في كل مرة

.............


مع اقترابهم تصاعدت الطاقة الخبيثة كبركان ثائر تتموج من حولهم كأمواج من السموم

كان تعبير تشيونغ ميونغ مظلما كما لو أنه رأى شبحا أو شيئا لا ينبغي له أن يوجد وبدا أنه مستعد بأي لحظة لاستلال سيفه

تانغ بو الذي كان يراقبه شعر بوخز في قلبه، لم يسبق له من قبل أن شعر بنية القتل الخالصة هذه تنبعث من صديقه وفجأة

اخترق المكان صراخ مدو صوت رجل يهدر كوحش هائج وكأنها صرخة من أعماق الجحيم تتردد بأذانهم وتثير الحنق في نفوسهم

"المجد للشيطان السماوي"

"فلتموتو أيها الكفرة القذرون"

في تلك اللحظة شعر تانغ بو برهبة وشعور غريب يجتاح جسده كما لو ثعبانا عملاقا يحيط به، يقطر السم القاتل من أنيابه وكأنه تترقب اللحظة التي ستغرز فيها برقبته، تجمد الدم في عروقه، وشعر بأن أدنى حركة ستكون هلاكه، عرق غزير كسا جسده كقطرات مطر بليلة عاصفة

ببطئ أدار رأسه نحو مصدر هذا الشعور الكئيب الخانق

'هيونغ؟'

ليجد تشيونغ ميونغ الذي حدق بحدة بمصدر الصوت الهائج، بدت عيناه الورديتان كأفق شفق غائم تعكسان مزيجا من الغضب والكراهية وكأنما يصارع شيئا بداخله، عض على شفتيه بقوة وبرزت العروق على وجهه وكأنها شرايين من الغضب المكبوت

لاحظ تانغ بو أظافر تشيونغ ميونغ وهي تغرز عميقا بيده المصابة، فتتدفق منها الدماء بغزارة، كان الغضب يفيض من عينيه، ومشاعره العميقة تعصف بالمكان وتخلق جوا قاتما

لم يفهم تانغ بو سبب هذه الموجة العاتية من المشاعر، الكراهية التي كانت تشبه العاصفة وغضب كالرعد يقرع في سماء مظلمة

كما التفت سيد القصر نحوه بعد شعوره بنية القتل الغامرة التي استحضرتهما لحافة الهاوية حيث كل شيء قد ينهار في لحظة وكل نفس قد يكون الأخير

حينها ووسط هذه الأجواء الخانقة خرجت همهمات خفيفة من تشيونغ ميونغ، بدت كأنها أنين خافت لوحش جريح

"الشيطان.... السماوي"

...............

جلس تشيونغ مون برقي على الكرسي المجاور للضيف، والتقط فنجان الشاي أمامه بينما يشربه بهدوء وعلى العكس من ذلك كانت دواخله تغلي وتشتعل

في حين أن تانغ بو كان في حيرة من أمره من ردة الفعل الغريبة ونظرات الشفقة والصدمة التي تدفقت نحوه من كل مكان

"يريد القتال مع قديس السيف؟"

"هل هو مجنون؟"

"ألربما لم يسمع بالإشاعات؟"

"ربما فقد عقله"

بالطبع ماكان لتانغ بو أن يعلم حقيقة شخصية تشيونغ ميونغ فعلى الرغم من كل شيء لم يتجول تشيونغ ميونغ في الأرجاء يضرب الناس من حوله
كان رجلا مسالما بسيطا إذا ما أعطيته زجاجة من الكحول وطعاما شهيا سيستلقي بهدوء وسعادة
في الواقع لم يفتعل تشيونغ ميونغ قتالا أولا أبدا، كما كان يذكر نفسه وفي كل لحظة بوجه تشيونغ مون الغاضب أو المتعب مما يجعله يتحلى بالصبر

إذا أين المشكلة؟

حسنا لربما لم يفتعل قتالا ولكنه ماهرة بإثارة أعصاب الآخرين والتسبب بالتواء معدتهم لذا كثيرا ما يفتعل الآخرون معه شجارا وينتهي بهم الأمر بالتعرض للضرب على يديه

بالنسبة لتشيونغ ميونغ لا ينتهي القتال عند استسلام الخصم كما لا يرفض أي قتال يأت في طريقه

'تريد قتالي حسنا ولكن عليك دفع الثمن'

'هاه؟ تستلم حسنا هذا جميل ولكن لا يزال عليك دفع ثمن إثارة غضبي'

'لما تتدفقون بهذا الشكل بحق ألا تتعلمون؟'

حتى إذا لم ينطق بشيء كانت نظراته كفيلة بقلب دواخل الشخص الآخر واستفزازه، كما أنه كثيرا ما يتجول بأراضي الطوائف الأخرى ليهرب من عيني تشيونغ مون ويتسكع بحرية

حتى إذا لم ينطق بشيء كانت نظراته كفيلة بقلب دواخل الشخص الآخر واستفزازه، كما أنه كثيرا ما يتجول بأراضي الطوائف الأخرى ليهرب من عيني تشيونغ مون ويتسكع بحرية

بالطبع ماكان تانغ بو الذي خرج من عزلته قبل فترة قصيرة ليعلم هذا

.................................

السابق                       التالي




تعليقات