الفصل العشرون

أنا بخير وإن لم أكن



يوي سيول التي كانت سارحة بذكرياتها غمرتها رائحة أزهار البرقوق، التي اختلطت بأجواء الليل، وكأنها تحمل معها ذكريات ذلك العرض الفريد.

وأخيراً وصلت إلى قمة الجبل، حيث كان الليل قد غلف المكان بسكونه العميق، مزيج من الظلام والنجوم المتلألئة في السماء.

في ذلك المكان كان تشيونغ ميونغ يقف هناك، وأمام عينيه كومة من الحجارة ، شاهدة على معاناته.

كان يسكب الكحول عليها بحركة بطيئة، وكأنما كان يقدم قربانًا لذكرياته الثقيلة.

بينما كانت الرياح تُداعب خصلات شعره الأسود، وكأنها تُحاول أن تُعيده إلى زمن آخر، زمن لم يكن فيه وحده.

تسرب السائل الذهبي بين الحجارة، مما منحها لمعة غريبة تحت ضوء القمر.

كانت كل قطرة تنزل كأنها تحمل معها جزءًا من روحه، تُعيد إلى الأذهان لحظات من الندم والألم.

ارتسمت على شفتيه ابتسامة تبدو كغلاف رقيق يخفي تحتها عمق المعاناة.

وهو يتأمل الكومة، وكأنها تجسد كل ما فقده، كل حلم لم يتحقق، وكل شخص لم يعد موجودًا.

تلك الحجارة، رغم صلابتها، كانت تحمل في طياتها آلام الفقد، كأنها تُذكره بألمه المستمر.

بينما كان يسكب الكحول، كانت الرياح تعصف به، تحمل معه همسات الماضي، وكأنها تُعيد له صدى ضحكاتهم وكلماتهم.

كان يتحدث بصوت منخفض، يُخاطب الأرواح الغائبة، مُحاولًا أن يُظهر لهم أنه لا يزال هنا، رغم كل شيء.

كأن تلك اللحظة كانت وسيلة ليُعيد لهم اعترافًا، حتى وإن كان مؤلمًا.

حينها أدركت يوي سول ذلك، تلك الحجارة كانت قبوراً لرفاقه.

الأسلاف الذين وهبوا حياتهم لإنقاذ العالم، أراد أن تسكن أرواحهم في جبل هوا حتى وإن كانت أجسادهم حبيسة في جبال الألف.

بينما كانت تتأمل الموقف، شعرت بثقل الحزن يتسلل إلى قلبها، كأنما كل حجر يمثل روحًا عانت، وكل ذكرى تحمل في طياتها فراغًا لا يمكن ملؤه.

بدا تشونغ ميونغ، وهو يسكب الكحول على تلك الحجارة، كان يُقدم اعتذارًا صامتًا، يُعبر عن الندم الذي يعتمل في داخله.

كل رشفة من الكحول كانت كأنها تدفق من روحه، وكأنما كان يستنطقهم، مُحاولًا أن يُعيد لهم بعض الاعتبار، رغم أنه كان يعلم أن ذلك لن يُعيدهم.

كانت تلك الحجارة تمثل الذكريات التي تلاحقه، والخيبات التي لم يستطع تجاوزها.

كمه الفارغ، كان يتمايل مع الرياح، يطعن عميقًا في قلب يوي سول.

كل حركة له كانت تُشعرها بفراغٍ هائل، كما لو أن كل لحظة من عدم الاكتمال كانت تُذكرها بما فقده، بما لم يكن كافيًا.

كانت الرياح تعصف به، وكأنها تُعبر عن عدم الاستقرار الذي كان يعتريها، فيتراقص الكُمُّ كما تتراقص مشاعره المتضاربة.

اقتربت يوي سول منه، وقلبها يتراقص بين الرغبة في مواساته والخوف من رد فعله.

كانت تراقب تشيونغ ميونغ وهو منغمس في أحزانه، كأنه عالق في دوامة من الذكريات المؤلمة، غير مدرك لوجودها.

وجهه كان شاحبًا، وعينيه غارقتين في حزن عميق، وكأن كل ما حوله قد تلاشى، تاركًا إياه وحده في عالم مليء بالذكريات.

عندما باتت قريبة منه، شعرت برغبة ملحة في كسر صمته، في الوصول إلى قلبه الذي كان يُعاني.

لكن الكلمات كانت تتعثر في حلقها، وكأنها تخشى أن تُزيد من ألمه.

حاولت أن تتحدث، أن تُخرج شيئًا من تلك المشاعر المكبوتة، لكن كل ما استطاعت قوله كان

"هل أنت بخير؟"

خرجت الكلمات كهمسات ضعيفة، لكنها كانت تحمل في طياتها الكثير.

لم يُدرك تشيونغ ميونغ وجودها في البداية، كأن صوته الداخلي كان أعلى من كل شيء آخر.

لكنه سرعان ما التفت نحوها، ووجد نفسه يُواجه نظرتها القلقة.

ابتسم تشيونغ ميونغ وهو ينظر لها، كانت الابتسامة تبدو كقناع، تُخفي خلفها عواطف متضاربة، ومع إجابته الباردة.

"أنا بخير"

انقبض قلب يوي سول، شعرت بأن تلك الكلمات كانت تُعبر عن مسافة بعيدة بينهما، وكأنها تعبر عن جدارٍ غير مرئي يفصل بين قلوبهما.

كان صوته خاليًا من الحماس، وكأنما كان ينطق بالعبارة بشكل آلي، دون وعي حقيقي لما يقوله.

كانت تلك الكلمات تُشبه رذاذ الماء، عابرًا وسريعًا، لكنها لم تكن كافية لتغطي على عمق الألم الذي كان يعتصره.

كانت تراقب عينيه، التي لم تتغير، لا تزال غارقتين في الحزن، مما جعلها تشعر بأن تلك الابتسامة لم تكن سوى محاولة يائسة لإخفاء الحقيقة.

في تلك اللحظة، أحست يوي سول برغبة عارمة في الاقتراب أكثر، لكسر ذلك الجدار الذي يحجب عنه مشاعرها.

لم تعلم يوي سول ما الذي عليها فعله أو كيف يمكنها مواساته.

كان الأمر صعبًا ومعقدًا بالنسبة لها، وكأن مشاعرها تتداخل في فوضى من القلق والحيرة.

شعرت بالعجز، وكأنها تراقب شخصًا يغرق في محيط من الألم، بينما كانت عاجزة عن مد يد العون.

تمنت لو كانت قادرة على سحب الحزن من أحشائه، أو منحه بعض القوة، لكنها كانت تدرك أن ذلك يتطلب أكثر مما تستطيع تقديمه.

سألها تشيونغ ميونغ بصوت خافت، يخرج من بين شفتيه كهمسة،

"ما الذي تفعلينه هنا بهذا الوقت؟"

كانت الكلمات تحمل نبرة من الفضول.

أجابت بصوت هادئ وخافت كنسمات الليل الباردة.

"إنهم يبحثون عنك."

كانت تلك العبارة بسيطة، لكن خلفها كان هناك الكثير.

"فهمت"

الإجابة التي خرجت من شفتيه كانت إجابته قصيرة ومختصرة، كأنما كان يُغلق على نفسه أكثر، لكن لم تُظهر ملامحه أي تغير، وكأنها لم تُحدث أي تأثير.

"هل أنت متأكد أنك بخير؟" حاولت أن تسأل مرة أخرى، لكن صوتها كان ضعيفًا، كأنها تخشى أن تُعكر صفو سكونه. كانت بحاجة إلى أن تُخبره أنه ليس وحده، وأن هناك من يهتم لأمره، لكن الكلمات كانت تتعثر في حلقها.

اتجهت نظرات يوي سول نحو القبور، لا نحو أكوام الحجارة، وكأنها تبحث عن إجابة أو عن شيء يمكن لها قوله في هذا الموقف.

عندما لاحظ تشيونغ ميونغ نظراتها، عاد إلى الابتسام، لكن تلك الابتسامة كانت مُحملة بمعانٍ معقدة.

"حسناً، فأنا لا أستطيع إحضار جثثهم الآن، يجب أن تكرم أرواحهم على الأقل."

بدأت يوي سول تتحدث بهدوء، لكن الكلمات كانت تتعثر في حلقها، وكأنها محبوسة في قفص من الألم.

كان الهواء حولهما مملوءًا برائحة الكحول والذكريات، وكأن كل ذرة من المكان تُغلفها بشعور من الكآبة.

تلك اللحظة كانت ثقيلة، كأن الزمن قد توقف، وكل ما يحيط بها أصبح ضبابيًا.

لم تعرف كيفية صياغة الكلمات، كيف تُعبر عن مشاعرها.

"الزهور..."

همست، وكأنها تُحاول استحضار تلك اللحظات الجميلة.

"هاه؟"

جاء رد تشيونغ ميونغ، استدار نحوها متعجبًا، كأنما لم يفهم ما تقصده.

"لم أستطع إزهارها..."

لم تستطع أن تُكمل، كانت الكلمات تتزاحم في عقلها، لكن لا شيء كان كافيًا لوصف المشاعر التي كانت تتخبط في داخلها.

لكن قالت أخيرًا، وكأن كل كلمة كانت تُثقل لسانها.

"سيفي لم يزهر... لكنك فعلت."

كان صوتها يحمل شعورًا بالحنين، وكأنها تتذكر تلك اللحظات المشرقة التي شهدتها.

تشيونغ ميونغ نظر إليها، عينيه مليئتين بالحيرة.

"ما الذي تتحدثين عنه؟"

"كانت جميلة"،

أكملت يوي سول، صوتها يختلط بالحسرة، وكأنها تُعيد استحضار تلك اللحظات المشرقة التي شهدتها.

لكن في عمق تلك الجملة، كان هناك شعور بالوحدة.

كانت تلك الزهور التي تفتحت على طرف سيفه، رموزًا لجمال لم يكن بإمكانها الوصول إليه.

كانت تُشبه الذكريات التي تلاشت، كأوراق شجرة جافة تحملها الرياح بعيدًا.

لكن تشيونغ ميونغ ظل صامتًا، ملامحه تُظهر مزيدًا من الضياع.

كان يبدو كمن يُحاول أن يستوعب كلماتها، لكنه مُحاصر في عتمة من أفكاره، غير قادر على رؤية ما وراء الألم.

"لكنها وحيدة..."

أضافت، والألم يتسرب من صوتها.

"إنه ليس خطأك."

لكن تلك الكلمات، رغم قوتها، بدت ضئيلة في مواجهة الحزن الذي يغمرهما.

كانت تُحاول أن تُخمد نيران ذاك الفشل، لكن كل ما استطاعت فعله هو تقديم القليل من الأمل في بحر من الظلام.

في تلك اللحظة، كان هناك شعور عميق بالعزلة، رياح الليل تعصف بهما، تحمل معها همسات الأرواح الغائبة، وكأنها تُذكّرهما بما فقدوه.

تشيونغ ميونغ، رغم وجوده هناك، كان يبدو بعيدًا، وكأن جدارًا عازلًا قد ارتفع بينهما.

كانت يوي سول تشعر بأن كلماتها لم تُعبر عن عمق ما في قلبها، وأنها تبذل جهدًا كبيرًا لتصل إليه، لكن كل محاولة كانت تُقابل بصمت قاتل.

لم يستطع تشيونغ ميونغ فهم كلماتها، لكن شيئًا ما في عيني يوي سول جعل قلبه يستشعر نواياها.

كان يُدرك أنها تحاول مواساته، رغم أن حزنها كان يُعبر عن عجزه عن تجاوز آلامه. لكن إدراكه هذا لم يُخفف من وطأة ما يشعر به، بل زاده انزعاجًا.

ابتسم بسخرية من نفسه، وكأن تلك الابتسامة كانت درعًا يحميه من مشاعر العجز.

"يبدو أنني أظهرت مظهرًا مثيرًا للشفقة لدرجة أن تقلق علي طفلة مثلك".

كانت كلماته تخرج كأشواك، تُظهر الصراع الداخلي، حيث كان يحاول أن يُخفي ضعفه تحت قناع من الهزل.

تلك الابتسامة الساخرة التي أطلقها كان لها تأثير عكسي، فبدلاً من أن تُشعرها بالراحة، جعلتها تشعر بعبء أكبر.

يوي سول التي لاحظت نبرته الساخرة شعرت بشيء من الانزعاج.

كانت تلك الكلمات كالسهم الذي أُطلق نحو قلبها، وخاصة عندما ناداها بالطفلة.

في تلك اللحظة، أشعل في داخلها شعورًا بالضعف، وكأنها تُحاول بجد أن تُكون لنفسها مكانًا في عالم يتجاوز قدراتها.

لم تستطع قول شيء، على الرغم من أن كلماتها كانت تتراقص على لسانها.

الآن من أمامها هو شيخ، قديس سيف زهرة البرقوق، بينما هي مجرد تلميذة من الدرجة الثانية، غير قادرة على فهم عمق معاناته.

شعرت بالضيق يتسلل إلى وجهها، فانتفخت خديها بعبوس ضعيف، كأنها تعبر عن استيائها دون أن تنطق بكلمة.

حينها بدأ تشيونغ ميونغ يضحك على وجهها العابس، وكان ضحكه كنسيم خفيف يتسلل عبر ظلمة اللحظة.

كانت تلك الضحكة تُشعر يوي سول بشيء من الارتباك، لكنها في ذات الوقت تركت أثرًا غير متوقع، كأنها كانت تُعيد لها بعض الحياة.

"ماذا عن الآن؟"

سألها، وعينيه تتلألآن بشيء من الدعابة.

أمالت يوي سول رأسها، غير قادرة على الفهم.

كانت تتأمل في تعابيره، محاولةً أن تُفكك تلك الألغاز التي تتداخل في كلماتهم.

بينما كان تشيونغ ميونغ يبتسم، سألها بفضول

"هل أزهرت أزهارك؟"

كانت تلك العبارة تحمل في طياتها رمزية عميقة، كأنها دعوة للعودة إلى الجمال وسط الفوضى.

أومأت يوي سول برأسها بهدوء، لكنها شعرت بشيء من التردد.

من ثم استلت يوي سول سيفها، وبدأ التلويح به لإظهارها له، بينما راقبها تشيونغ ميونغ بصمت، دون أن يُظهر أي تعبير على وجهه.

كانت رشيقة وسريعة، كأنما تتناغم مع أنغام الحياة التي تتدفق من حولها.

بدا سيفها ينساب برفق كالماء، كل حركة تعكس قوة داخلية ورغبة في تجاوز الألم.

بينما كانت تقوم بتلك الحركات، بدأت تزهر أزهار البرقوق من طرف سيفها، وكأنما كانت تلك الأزهار تتراقص مع كل ضربة، تُعيد الحياة إلى ما كان مُحاصرًا بالظلام.

كانت الأزهار تتفتح في الهواء، تملأ المكان برائحة عطرة وكأنها تُعبر عن جمال الحياة رغم كل التحديات.

كانت تلك اللحظة تشبه سحرًا، حيث اجتمعت القوة والنعومة في تناغمٍ فريد.

بدأ شعور غريب بالدغدغة ينمو داخل تشيونغ ميونغ، شعر بتلك الغرابة تتسلل إلى عقله، حيث بدا سيفها مألوفًا بشكل غريب.

كان مختلفًا عن سيوف تلاميذ جبل هوا الذين يعرفهم، لكنه كان مألوفاً بنفس الوقت.

ليس فقط من حيث الشكل، بل في أسلوبها أيضًا.

كان هناك شيء في طريقة استخدامها للسيف، في حركاتها السلسة، يُذكره بأسلوبه الخاص.

لم يكن ليعلم، لكنه كان الشخص الذي علمها، هو من بث الحياة في سيفها الميت.

هذا الشعور بالتقارب كان يُشعره بالدهشة.

شبيه إلى حد ما سيفه الذي صقله خلال المعارك، بالطبع كان ضعيفاً ومثيراً للشفقة بشكل كبير، كما كان لا يزال يحتفظ بروح الطائفة الصالحة، على عكس سيفه المحمل بنية القتل الخالصة.

وعندما انتهت يوي سول من استعراض تقنيات سيفها، وتلاشت أزهار البرقوق التي نبتت على طرف سيفها، نظرت إليه كما لو كانت تطلب مديحًا.

كانت عينيها تتلألأان بشغف، وكأنها تنتظر كلمة تُشعرها بأن جهودها لم تذهب سدى، وأن ما قدمته كان له تأثير.

تشيونغ ميونغ، الذي رآى وجهها المتلهف، شعر بشيء يتغير في قلبه.

مشى باتجاهها بخطوات هادئة، ووضع يده على رأسها بلطف، بينما لم تتوقع تلك اللمسة.

ومن ثم سار مبتعداً بعد أن عبث بشعرها، لوح بيده وهو يقول بينما ترتسم ابتسامة ناعمة على شفتيه،

"اذهبي للنوم، لا يجب على الأطفال البقاء مستيقظين لوقت طويل."

كان في كلماته نبرة ساخرة، لكن هناك أيضًا نوع من الرعاية خلف تلك الكلمات، قد كان دوماً لطيفاً بشكل خاص مع الأطفال.

يوي سول، التي استمعت لكلماته، أظهرت وجهًا غاضبًا، وعبرت عن مشاعرها بشكل مفاجئ.

"غبي!"

قالتها بصوت مرتفع، متجاهلةً خجلها.

كان غضبها نابعًا من الإحباط، وكأن كلماته الساخرة قد أثارت فيها شعورًا بالاستياء.

تشيونغ ميونغ، الذي لم يكن معتادًا على أن تُوجه له مثل هذه الكلمات، توقف في مكانه.

بدت له يوي سول كما لو كانت تتحدى توقعاته، لم يكن يعرف كيف يتفاعل مع تلك الردة الفعل، لكنه شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه.

"ماذا؟"

تساءل بفضول، مع ابتسامة ساخرة على شفتيه، وكأنه يستمتع بتلك اللحظة.

لم يكن هناك أي تعبير على وجهه يدل على أنه انزعج، بل كان يشعر بشيء من الدهشة.

"أنا لست طفلة!"

أضافت يوي سول، وقد انتفخت خديها بعبوس، يُشبه فجرًا محملًا بالعواصف.

كانت تتمنى أن تُظهر له أنها ليست مجرد تلميذة صغيرة وهي تُحاول أن تُظهر له أنها ليست ضعيفة، بعد كل شيء كانت ساغو خاصته وهو كان الساجيل خاصتها.

تشيونغ ميونغ، في تلك اللحظة، أدرك أنه قد أثار غضبها، لكنه لم يُظهر أي علامة على الاعتذار.

بل كان يراقبها باستمتاع.

"حسنًا، يا صغيرة، عليك أن تذهبي للنوم الآن"

قال بجدية، لكن مع لمسة من السخرية في صوته، ومن ثم ابتعد عن المكان وعلى وجهه ابتسامة مستمتعة.

كانت تلك الابتسامة كخيط من الضوء يُخترق ظلمة الليل، مُعبرةً عن لحظة غير متوقعة من البهجة وسط كل ما يُعانيه.

وكأن تلك اللحظة قد أعادت له شيئًا من خفة الروح التي فقدها.

بينما كان يتلاشى، كان صدى خطواته يتردد في أذن يوي سول، كأنها تُذكرها بأن هذا الرجل الذي يحاول أن يُخفي مشاعره هو أيضًا إنسان

شيئاً فشيئاً عادت يوي سول إلى وضعها الطبيعي، ووجهها خالٍ من التعابير، كأنما كانت تحاول أن تُخفي مشاعرها المعقدة.

ترقبت ظهره وهو يتلاشى من أمامها شيئًا فشيئًا، ذلك الظهر الذي لطالما وقف أمامهم لحمايتهم ورعايتهم.

ومن ثم شعرت بشيء يثقل قلبها، وكأنما سحابة من الحزن تُغطي سماء روحها.

خرجت تنهيدة عميقة من فمها، تنطلق كدخان من نار مُحتضرة، تُظهر العجز الذي تشعر به.

رائحة الأرض الرطبة، التي كانت تُشعرها بالراحة، أصبحت الآن مُختلطة بعبق اليأس.

كل ما حولها كان مُظلمًا، وكأن الطبيعة نفسها تُشاركها الحزن.

كانت الأصوات من بعيد تتلاشى، وكأن العالم قد توقف عن الدوران، مُعطيًا إياها لحظة من السكون للتأمل في مشاعرها.

.................

رح نبلش تحدي تحاولو تحزرو شو هو نوع الكابوس الي شوفو تشيونغ ميونغ بنهاية كل فصل بتركلكم تلميح

بتحبو ترسلو تخميناتكم هون او بالانستا وين ما بتحبو

بجاوب بس تلت مرات ان اي او لا

تلميح الفصل

الكابوس مرتبط بلعنة تشيونغ ميونغ


.................

عاد تشيونغ ميونغ إلى غرفة أخيه، حيث تخلل الظلام المتراكم بين الجدران كأنما يلتف حول روحه المنهكة.

ومع كل خطوة، كان صوت صرير قدميه على الأرض الخشبية يذكره بأيامٍ خلت، أيام لم تكن فيها الحرب قد تركت آثارها المدمرة.

كان الهواء محملاً برائحة العفن، ورائحة الدم التي لم تُمحَ بعد، مما جعل قلبه يتقلص وكأنما يُخنق بالألم.

عندما نظر إلى الغرفة، شعر بوحشة تفترس سعادته؛ كانت نظافة المكان تعكس الصراع الداخلي الذي يخوضه، حاول بجد أن يجسد روح أخيه المحب للنظافة بالمكان.

كانت الأقمشة ملقاة بعناية على السرير، لكن الفوضى في الزوايا كانت تروي قصة أخرى، قصة فقدان وتشتت، كأنما تخبره أن النظام الخارجي لا يمكن أن يعيد الحياة.

اقترب من سرير أخيه، حيث كان يرقد بلا حراك كجثة هامدة.

وضع يده برفق على جسده، وحرارة جسده الضعيف كانت كلسعة نار تُشعل في قلبه.

أغمض عينيه، محاولًا درء الصور القاسية التي كانت تتزاحم في ذهنه؛ صور معركة ملحمية، ورفاق سقطوا، وأخيه الآن، فاقدًا للوعي، كأنه شجرة جفت أوراقها.

بدأ يستدعي الطاقة من دانتيانه، كمن يستخرج الماء من بئر جاف.

شعور عميق باليأس تسرب إلى أعماقه، بدأت الطاقة تتدفق، كأنها شلال يتسرب عبر نهرٍ ضحل.

كل خلية في جسده كانت تتفاعل مع الألم، وعندما بدأت طاقته تتسلل إلى جسد تشيونغ مون، شعر كأنها حرب جديدة تُخاض، طاقة تشيونغ ميونغ تتصارع مع الطاقة الخبيثة التي تختبئ داخل أخيه، كأنما يواجه وحشًا متجسدًا.

كانت الطاقة الشيطانية تأبى الانصياع، تتشبث بجسد أخيه كالأشواك التي تعانق الجسد الجريح.

في تلك اللحظات، كان السكون حولهما مثل غيمة ثقيلة، تثقل الأجواء، وكأنما الزمان قد توقف.

ومع ذلك كان عليه أن يتجاوز هذا الظلام، أن يُحارب بأقصى ما لديه.

تسارعت أنفاسه، وكانت دقات قلبه تخفق كطبول الحرب، وكل محاولة كانت بمثابة صرخة أمل، صرخة تعكس خوفه العميق من فقدان أخيه.

تدريجيًا، بدأ الضوء يتسلل إلى جسد تشيونغ مون، كأشعة شمس تتحدى ظلام الليل.

كان الأمل يتجلى في ذلك الوميض، لكنه كان أملًا هشًا، يتطلب كل ما لديه للتمسك به.

أطلق دفعة أخيرة من الطاقة، كانت كالعاصفة، اجتاحت الغرفة، مُحطمةً كل ما في طريقها.

شعاع من النور انطلق من يده، مُسقطًا على كل زاوية في الغرفة، مُطاردًا الطاقة الخبيثة حتى تلاشت في الهواء، كأنها ضباب يُحرقه ضوء الشمس.

توقف كل شيء للحظة، بينما كان تشيونغ ميونغ يشعر بثقل المعركة يتلاشى.

لم يستطع طرد الطاقة الشيطانية بالكامل بسبب حالة جسد أخيه، لكنها كانت معركة طويلة، وقد تمكن بفضل عزيمته من التخلص من جزء كبير منها.

فتح تشيونغ ميونغ عينيه، وأنفاسه تتردد كهمسات في فراغ الغرفة.

نظر إلى جسد أخيه، الذي كان يرقد أمامه كجثة مُعذَّبة، لكن هذه المرة، كان هناك شيء مختلف.

استعاد أخوه شيئًا من ألوانه، وكانت خطوط الشحوب التي رسمتها المعاناة قد خفّت، كأنما الأمل بدأ ينسج خيوطه في نسيج الحياة من جديد.

لم يكن الأمر مجرد استعادة للون، بل كان تجسيدًا لإرادة الحياة.
لكن فجأة،

اجتاحت موجة من التعب جسده المنهك، وكأنما كل خلية فيه قد استنفدت قوتها.

شعور غريب تسلل إلى معدته، ومعه موجة من الغثيان.

كان الألم يتصاعد، كأنما كل ما كابده من معاناة وتضحيات يتجمع في تلك اللحظة.

تقيأ الدماء، سائلًا لزجًا قاتمًا يتدفق من فمه، وكأنما كان يحمل في طياته كل الآلام التي عاناها والأحزان التي دفنها.

كان الدم يتساقط كالأمطار الغزيرة، مُخلفًا وراءه بقعًا حمراء على الأرض، كجروح تروي قصة فشلٍ مأساوي.

كانت تلك اللحظة تجسد انكساره، وكأنما العالم بأسره قد تمزق من حوله.

صوت السعال كان يصدح في الغرفة، يتردد كصدى صرخات المعركة، بينما كان رائحة الدم والعرق الممزوجة تملأ المكان، تخنق أنفاسه.

كان يشعر بطعم الحديد يملأ فمه، مُذّكرًا إياه بأنه لا مفر من الألم، وأنه لا يزال عالقًا في دوامة من المعاناة.

وعندما استقر كل شيء، قام بمسح الدماء بكم يده ببرود، لكن تلك اللمسة الباردة كانت بمثابة صدمة.

كان كأنه يمسح آثار حياة حبست في جسده، وكأنما يحاول أن يتخلص من كل ما يعكر صفو روحه.

كل حركة كانت تعكس صراعًا داخليًا مريرًا، وكأنما كان يحاول مسح ذكريات مؤلمة لا يمكن الفرار منها.

تأمل الدماء التي لطخت كمه، وكأنها تعكس سطوة الفقد والألم الذي يعيشه.

ومع كل لمسة، كان يشعر بالثقل يزداد، كأنما يحمل على عاتقه آلام العالم بأسره.

وفي تلك اللحظة، كان عليه أن يواجه ما هو قادم، لكن الشعور باليأس كان يلتف حول قلبه كثعبان خبيث.

كانت تلك الدماء تروي له قصة من الفقد والمأساة، لكن كان في داخله شعورٌ يتجلى: رغم كل شيء، يجب أن يستمر، يجب أن يقاوم.

ثم، استقر صمت ثقيل في الغرفة، وكأن الزمن قد توقف عند تلك النقطة.

لكن شيئًا ما جذب بصره بعيدًا عن تلك الدماء.

نظر إلى جسد أخيه المتعرق، الذي كان يرقد بلا حراك على السرير.

كانت قطرات العرق تتساقط كالمطر، تلمع تحت ضوء الغرفة الخافت، وكأنها تروي قصة معركة خفية.

كان وجه أخيه شاحبًا، لكن خصلات الشعر المبللة كانت تعكس شيئًا من الحياة، شيئًا من الأمل المشتت.

استنشق الهواء، محاولًا طرد رائحة الدم، وركز على وجه أخيه مع عبوس طفيف على وجهه.

نقر على لسانه، محاولًا طرد تلك المشاعر المحبطة.

ومن ثم التقط قطعة القماش النظيفة التي كانت ملقاة بجانبه، وشعر بملمسها الناعم تحت أصابعه المتعبة.

حملت رائحتها عبق الطهر والنظافة، لكنها لم تستطع طرد رائحة الدم والعرق التي تسللت إلى الجدران، مما زاد من شعوره بالضيق.

عندما بدأ يمسح جسد أخيه، بدا كمن يحاول إزالة آثار الزمن عن تمثال محطم.

كل حركة تتطلب منه جهدًا مضاعفًا، ارتجفت ذراعه اليمنى وكأنما تحاول تحمل ثقل العالم بمفردها.

كلما مرر القماش على جلد أخيه، شعر ببرودة العرق الذي يجري كالشلال، وكأنها تتسرب إلى أعماق روحه.

كان صدى أنفاس أخيه يختلط مع صمته المخيف، وكأنما الغرفة بأكملها تُراقب هذا المشهد المأساوي.

صوت أنفاسه المتقطعة كان كأنين الرياح في ليلة عاصفة، يثير في قلب تشيونغ ميونغ مشاعر القلق والخوف من المجهول.

في تلك اللحظة، كان كل شيء حوله يختفي، حتى الصوت، ولم يبقَ سوى صدى أنفاسه وأنفاس أخيه المقطعة.

كان صعبًا ومريرًا، وكأن كل حركة تجره إلى هاوية من اليأس.

و بينما كان يقوم بمهمة مسح جسد أخيه بذراع واحدة، تسربت من شفتيه ابتسامة ساخرة، كأنما تستهزئ من وضعه وضعفه.

تلك الابتسامة عكست مشاعر مُعقدة: خليط من الألم والإحباط، وكأنما يحاول أن يُخفي ضعفه خلف قناع من الفكاهة.

وما جعل الأمر أكثر إزعاجاً هو الخصلات السوداء الطويلة من شعره، التي كانت تتساقط على وجهه وتعيق رؤيته.

كانت تلك الخصلات كعقبات إضافية في طريقه، مما زاد من شعوره بالانزعاج.

تشوه وجهه حينما حاول دفعها بعيدًا، حتى كأنه يقاتل طواحين الهواء، وظهرت على ملامحه علامات القلق وعدم الرضا.

قبض على قطعة القماش بيده بقوة، كأنما كان يحاول أن يثبت لنفسه أنه قادر على مواجهة هذه التحديات، حتى في أحلك الأوقات.

ومن ثم راح يقلب بصره في المكان، باحثًا عن شيء يرفع به شعره الطويل المتناثر، الذي كان يعوقه.

و في تلك اللحظة، لاحت في ذهنه ذكريات أثارت الحنين، لكنها كانت مريرة بنفس القدر.

عادت ابتسامته لكن هذه المرة عادت بمرارة، تتصارع بقلبه كعواصف هوجاء.

وهو يتمنى لو أنه يستطيع إعادة تلك الأيام، لكن الواقع كان قاسيًا، وكأنما يذكره بأن الزمن لا يعود.

مد يده إلى جيبه، وأخرج منه رباطًا أخضر.

الرباط العزيز الذي يحمل في طياته قصة خاصة.

حدق به لفترة من الوقت، وكأنما كان يستعرض تلك الذكريات التي ارتبطت به.

نقر على لسانه وهو يتأمله بشيء من الانزعاج ومن ثم ببطء، بدأ يربط شعره باستخدام الرباط الأخضر، وكأنما كان يستعيد شيئًا من ذاته.

لكن الأمر كان أكثر صعوبة مما تخيل.

كانت يده اليمنى تتأرجح بين خصلات الشعر، وكأنما تحاول السيطرة على فوضى غير مسيطر عليها.

كلما حاول أن يُجمع الشعر معًا، كان يتسرب من بين أصابعه كالمياه، وكأنما يستحيل عليه الإمساك به.

شعر بالإحباط، وكأن العالم بأسره يتآمر عليه في تلك اللحظة.

الرباط الأخضر، الذي كان يحمل في طياته ذكرياته الثمينة، ينزلق الآن من يده بشكل متكرر.

في كل مرة، كان يسقط على الأرض بصوت خافت، كأنه يعلن عن فشله في تلك المهمة البسيطة.

كانت كل سقوطه كصفعة على وجهه، تذكره بمدى ضعفه وعجزه.

ومع ذلك، كان مُصممًا على عدم الاستسلام، رغم أن يده المرتجفة كانت تثير شعور اليأس في أعماقه.

أخيرًا، عندما سقط الرباط مرة أخرى، هذه المرة بشكل نهائي، حدق به بصمت لفترة طويلة.

كان ينظر إلى الرباط وكأنه يراقب قطعة من حياته تتلاشى.

الصمت المحيط بالغرفة أثقل الأجواء، وكأن الزمن قد توقف.

تلك اللحظة جسدت كل مشاعره المتناقضة، من الإحباط إلى الألم، ومن العزيمة إلى الضعف.

مرر يده على وجهه، مستشعرًا ثقل المشاعر التي تجمعت في قلبه.

وبعد فترة عاد تشيونغ ميونغ إلى واقعه بعد محاولته الفاشلة لربط شعره.

راح يعبث بخصلاته بانزعاج شديد.

كانت أصابعه تتشابك في الشعر الطويل، وكأنما تحاول الهرب من كل ما يعيقه.

في تلك اللحظة، كانت مشاعره مختلطة، بين الإحباط واليأس، كأنما كانت خصلات الشعر تعكس فوضى حياته الحالية.

كان يعبث بشعره بشكل هستيري، وكأنما يحاول أن يحرر نفسه من قيود الألم الذي يحيط به.

وجهه مشدود، وتعبيرات عينيه تحمل مزيجًا من الغضب والخوف.

وفي خضم تلك الفوضى الداخلية، فتح باب الغرفة فجأة.

كسر ذلك الصوت صمته، لكن تشيونغ ميونغ لم يلتفت على الفور.

كان في عالمه الخاص، حيث كان الصراع مع ذاته يتجلى في كل حركة.

تنبه لخطوات شخص ما، لكن قلبه كان مشغولًا، وكأنما كل شيء حوله بدأ يتلاشى.

انفتح الباب على مصراعيه، وكأنما أطلق نسيمًا من الهواء الطلق، لكنه لم يكن كافيًا لتهدئة عواصفه الداخلية.

وعلى الرغم من ذلك سارع لتعديل وضعه، محاولًا إخفاء حالته المزرية.

توقفت يده عن العبث بشعره، وكأنما كانت تحاول استعادة النظام في فوضى عواطفه.

استعاد وجهه الهادئ، وكأنما كان يرتدي قناعًا يحاول إخفاء كل ما يجول بداخله.

حدق بالشخص الواقف أمام الباب، وكانت نظراته تحمل مزيجًا من الاستغراب والقلق.

كان ذلك الشخص، يرمق تشيونغ ميونغ بنظرة متفحصة، وكأنما يحاول قراءة ما خلف تلك الواجهة الهادئة.

نقر على لسانه، محاولًا طرد طعم الإحباط الذي تشبث بحلقه.

كانت تلك الحركة كأنها علامة على عدم الرضا، لكنها أيضًا كانت تعبيرًا عن استعداده للمواجهة.

تجمد بايك تشيون في مكانه وكأنما أصابه صاعقة من مشهد لم يكن مستعدًا لرؤيته.

كانت الغرفة مظلمة، لكن الضوء الخافت الذي تسلل عبر الفتحة أظهر فوضى مُروعة.

رغم محاولات تشيونغ ميونغ اليائسة لإخفاء حالته، كانت الحقيقة واضحة كوضوح الدماء التي لطخت كمه.

رائحة الدم كانت خانقة، تشد الأنفاس كأنها تعلن عن مأساة لم تُروَ بعد.

كانت تلك الرائحة تتداخل مع عرق تشيونغ ميونغ، مما خلق خليطًا مُرًّا يحمل في طياته الألم والخوف.

أحس بايك تشيون بشيء ثقيل يستقر في معدته.

نظر إلى شعر تشيونغ ميونغ المبعثر، الذي كان ينسدل كخيوط من الظلام، يعكس حالة الاضطراب التي كان يعيشها.

لا سيما وكمه الفارغ يهتز مع نسمات الليل الرقيقة.

تلك اللحظة كانت قاسية، حيث كانت تعكس عمق الألم الذي كان يعيشه، وكأنما كانت تعلن أن كل شيء قد تغيّر.

اتسعت عينا بايك تشيون بشيء من الرعب والقلق، بينما تسارعت نبضات قلبه بسرعة، وكأنما يحاول الهروب من تلك الحقيقة المؤلمة.

لم يكن قادرًا على تحريك قدميه، وكأنما كانت الجاذبية تسحبه نحو الأرض، تثقله بمشاعر الحزن والعجز.

بينما كان تشيونغ ميونغ يحاول أن يتماسك، كانت عينيه تحملان نظرات مُختلطة من الألم والإصرار.

في تلك اللحظة، شعرت الغرفة كأنها تختنق بالوجع، وكأنما الأثاث والظلال كانت تشهد على مأساة لا يمكن تجاهلها.

بدأ بايك تشيون التحدث بتردد، وكأن الكلمات كانت تتعثر في حلقه.

"تشيو..."

حاول مناداة اسمه، لكن تردد في اللحظة الأخيرة، من أمامه الآن لم يكن تشيونغ ميونغ ساجيله لكنه قديس السيف والشيخ الأكبر لطائفة جبل هوا.

"أيها الشيخ..."

بدأ كلامه، لكن تلك الكلمات سكنت في فمه عندما لاحظ الانزعاج الواضح الذي تشكل على وجه تشيونغ ميونغ.

"لا هل هذا ممر من نوع ما ؟ لما تستمرون بالتدفق لهذا المكان؟ ما الذي تريده؟"

عند النبرة المنزعجة والتذمر المألوف في صوت تشيونغ ميونغ، تسللت راحة خفيفة إلى قلب بايك تشيون.

بدا تشيونغ ميونغ الذي رآه منذ دخوله هذا المكان مختلفاً بشكل غريب، لذا رؤية تصرفاته المعتادة منحت قلبه بعض السكينة.

لكن عندما رفع رأسه ليتحدث، تراجع بايك بسرعة إلى الوراء، مُفاجأً بردة فعل لم يكن يتوقعها.

"ما هذا؟؟؟؟؟"

ارتفع صوت تشيونغ ميونغ، وتجلى غضبه في كل تفاصيل وجهه.

كانت ملامحه مشوّهة بشكل فظيع، وكأنما كل شعور مكبوت قد تفجر في لحظة واحدة.

عينيه اتسعتا كأنهما نيران متأججة، تحملان نظرة حادة تجسد الغضب والخيبة.

كانت جفونه مرفوعة، مما زاد من حدة تعبيره، وكأنما كان يُلقي بسهام من اللوم على بايك تشيون.

بدأ بايك تشيون يتساءل عن الخطأ الذي ارتكبه هذه المرة، ومن ثم تتبع بصره نظرات تشيونغ ميونغ .

"كحووول؟؟؟ وفي غرفة زعيم الطائفة؟؟؟"

بايك تشيون الذي أدرك الأمر انتهى نظره نحو زجاجة الكحول في يده.

بالتأكيد كان من غير المقبول أن يتجول أحد تلاميذ جبل هوا حاملاً في يديه زجاجة من الكحول، كان هذا أمر غير معقول لاسيما قبل أن يحول تشيونغ ميونغ جبل هوا لوكر قطاع طرق.

ولكن على الرغم من ذلك لم يكن يعلم بايك تشيون أن ردة فعله ستكون بهذه الحدة، في الواقع كان الأمر ظالماً بشدة أليس تشيونغ ميونغ هو الشخص الذي يشرب الكحول طوال الوقت بلا اهتمام؟

ولكن بالطبع كانت هذه مسألة تشيونغ ميونغ وحده، كان الأمر مقبولاً بالنسبة له لكن ليس بالنسبة للآخرين.

تشوه وجه تشيونغ ميونغ بشكل فظيع، يحمل آثار الألم والغضب، وعيناه تحدقان به كالنيران المتأججة.

استشعر بايك ثقل تلك اللحظة، وكأن الزمن توقف.

"هذا..."

كان عليه أن يواجه واقع تصرفه، وأن يجد طريقة للاعتذار أو التبرير، لكن الخوف من غضب تشيونغ ميونغ جعل الكلمات تتعثر في لسانه، وتحاصره مشاعر الذنب والقلق.

"لقد أحضرتها لك"

قال بايك تشيون، وهو يقدم الزجاجة لتشيونغ ميونغ.

للحظة، بدا على وجه تشيونغ ميونغ ارتباكٌ واضح، لكن سرعان ما استعاد توازنه، وأمسك بالزجاجة.

"هاه؟ لي أنا؟"

رد تشيونغ ميونغ، بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة.

كانت ضحكة خفيفة تتسلل من بين شفتيه، وكأنما كل التوتر الذي شاب اللحظة السابقة قد تبخر في الهواء.

"هيهيهي، كان عليك قول هذا من البداية!"

تبدل تعبير وجهه من الارتباك إلى الفرح، وكأنما قد اكتشف شيئًا لم يكن يتوقعه.

كانت الزجاجة في يده كأنها مفتاح لعالم من المتعة، وتجسيدًا لرغباته المدفونة.

ضيق بايك تشيون عينيه وهو ينظر لهذا المشهد، قد كان تشيونغ ميونغ هو الشخص الذي وبخه قبل قليل لكنه الآن يتصرف هكذا؟ ما الذي حصل لقوانين الطائفة؟

في تلك اللحظة كان الاحترام الذي تكون لديه من الأيام الفائتة يتبخر بعيداً في الهواء.
بايك تشيون، الذي كان يراقب المشهد بدهشة، شعر بشيء من الارتياح لتتسرب من شفتيه ابتسامة مستسلمة

حسناً هذا هو تشيونغ ميونغ

تلميح الفصل

المشاعر الي انتابت تشيونغ ميونغ بعد الكابوس أكتر من الخوف او القلق كانت حيرة مافهم شي 


.....................

وبينما كان تشيونغ ميونغ سعيداً بالزجاجة، التفت بايك تشيون نحوه، محاولًا كسر

حاجز الصمت الذي يحيط بهما، وقال بتردد

"أيها الشيخ..."

أجابه تشيونغ بنظرة حادة

"ماذا؟"

"هل يمكننا التحدث قليلاً؟"

قال بايك تشيون، وكأنه يخطو على حافة الجرف.

أمال تشيونغ ميونغ رأسه ببطء، كأنما يبحر في بحر من الغموض، وحدق ببايك تشيون بنظرة حادة، لكنه لم يُظهر أي علامة على الاهتمام، بل كان هناك شيء من السخرية في عينيه.

كان وجهه جامدًا، كالصخر، يحمل في طياته برودة غريبة، وكأنما يختبئ خلف درع من اللامبالاة.

"ماذا تريد الآن؟"

قال تشيونغ، صوته خالٍ من الحماس، وكأنما يتحدث إلى حشرة مزعجة.

لم يكن معتادًا على احتكاك التلاميذ الآخرين به، إلا قلة من تلاميذ الدرجة الثالثة لكن الآن بدا أن هؤلاء الذين تجرؤا على مناداته باسمه بكل وقاحة يتزايدون، كانوا غريبين وغير مألوفين، لم يعلم أكان هذا بسبب الوضع أم لسبب آخر.

كانت تلك الديناميكية غريبة عليه، وكأنهم يتجاهلون قواعد الاحترام والتسلسل الهرمي.

بايك، الذي كان محاطًا بتوتره، حاول أن يتحدث، لكنه تلعثم.

"هل يمكننا التحدث قليلاً؟"

"تكلّم،"

رد تشيونغ بفتور، كما لو كان يقول*لا تهدر وقتي*.

بدأ تشيونغ في العبث بشعره مرة أخرى بانزعاج، لكن هذه المرة لم يكن بسبب الضيق الذي كان يحيط به.

بينما كان يسير أمام بايك، كانت خطواته تتسم بالثقة، وكأن كل خطوة تُظهر تفوقه على الموقف.

التفت تشيونغ ميونغ إليه وسأل، بصوت ممل.

"ألن تات؟"

سارع بايك تشيون للحاق به، كمن يحاول الإمساك بلحظة قد تتلاشى.

بينما كان الهواء يحمل رائحة الكحول، كانت التوترات تتلاشى في برودة تشيونغ.

اقتربا من السطح،  وقد كانت ليلة صافية، تتراقص فيها بتلات البرقوق البيضاء كالفراشات الرقيقة تحت ضوء القمر الساحر، تاركة وراءها سجادة من اللؤلؤ على الأرض، فيما ينبعث منها عطرٌ فواح يملأ الهواء بالهدوء والسكينة.

جلس الاثنان بصمت على السطح، ومن ثم بدأ بايك تشيون بسكب الكحول في كأس تشيونغ ميونغ، لكن قبل أن يتمكن من تقديمه، انتزع تشيونغ الزجاجة من يده بشغف، وكأنما كان في حاجة ماسة إلى ذلك السائل الذي يحمل وعدًا من الحرية.

راحت شفاهه تلتقي بالزجاجة، وشربها دفعة واحدة، وكأنما كان يستمد من الكحول قوة تعيد إليه الشعور بالحياة.

بينما كان بايك ينظر إليه بصمت.

بعد أن انتهى تشيونغ من الشرب، أخرج صوتًا منتعشًا من حلقه، كأنه يُحرر سراح طاقة مكبوتة.

ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة، تفتقد شيئًا ما، وكأن الفرح كان ضيفًا عابرًا في قلبه.

"لو رأى هذا،

" قال تشيونغ، وهو يعبث بشعره ببرود

"كان تذمره سيثقب أذني."

كلماته كانت تنضح بالسخرية، كأنما يعبر عن عدم اكتراثه برأي الآخرين.

كانت تلك العبارة تحمل في طياتها مزيجًا من الاستهزاء والحنين، وكأن الذكريات التي يحملها كانت ثقيلة كالأحجار، لكنها لم تمنعه من الاستمتاع بلحظته الحالية.

بايك، الذي كان يراقب كل حركة، شعر بأن تلك الكلمات كانت أكثر من مجرد مزاح.

كان هناك عمق في نبرته، وكأن تشيونغ كان يتحدث عن شيء أكبر من مجرد تذمر شخص آخر.

كان حديثه يشبه الهمسات في عاصفة، تحمل معها مشاعر مختلطة من الاستقلالية والحنين.

وفي لحظة الصمت التي خيمت على المكان، كان بايك تشيون يشعر بثقل الأفكار تتكدس في رأسه كالسحب الداكنة، غير قادر على النطق.

تحت تلك السماء المرصعة بالنجوم ورقصة البتلات المتفتحة، الستار الفضي للبدر المنير انعكس على سطح زجاجة الكحول، وكأنه ينظر إليهما بتساؤل.

بينما كان بايك يتأمل تشيونغ ميونغ، الذي كان يميل الزجاجة، موجهًا نظره نحو القمر، كأنه يبحث عن إجابة في ضوءه البارد.

"ألن تسأل؟"

قال بايك تشيون أخيرًا، محاولًا كسر جليد الصمت.

لكن تشيونغ لم يُجِب، بل رفع رأسه ببطء، وعيناه تلمعان كما لو كانتا تعكسان القمر نفسه، وبعد لحظة.

"لقد سحبت الناس في منتصف الليل وتنتظر مني الحديث، كنت أنت من يريد الكلام!"

أضاف تشيونغ بانزعاج، وكأن الكلمات كانت تخنقه، لكن في داخله، كان ينتظر أن ينطلق بايك بالكلام.

تسربت ضحكة خفيفة إلى شفتي بايك تشيون، كنسيم خفيف يمر بين الأشجار.

عادة، كان هو الشخص الذي ينتظر بصمت، متلهفًا لسماع ما يفكر فيه تشيونغ.

في تلك اللحظات، كان يشعر وكأنه يقف أمام باب مغلق، ينتظر مفاتيح تلك الأفكار الغامضة.

وعلى الرغم من أن كلمات تشيونغ كانت غالبًا مبهما وغير مكتمل، إلا أن بايك كان يستمع، كأنه يلتقط همسات الرياح.

تلك اللحظات كانت كدفقات من الماء في نهر جاف، تلطف الأجواء، وتعيد الحياة إلى مشاعره.

تسرب شعور من القلق إلى قلب بايك، لكنه لم يستطع سوى إلقاء كلمات عشوائية، كأنها قطع من أحجية، أملاً أن تُفتح أمامه أبواب الفهم.

لكن تشيونغ، وكأنه يعرف كيف يتلاعب بالمشاعر، كان يتخلص من قلق بايك بسرعة، ويقف مجددًا، كأنما يتجدد مع كل لفظة، ليصبح هو القوة الدافعة في هذه الديناميكية الغريبة.

في كل مرة يحدث ذلك، كان بايك تشيون يشعر بألم ينخر في قلبه، كأنما خنجرًا يطعن روحًا هشة.

كان الأمر يبدو كأنه قد ساعد تشيونغ ميونغ، لكنه تساءل هل كان هذا هو الواقع حقًا؟ كان عقله يتلاطم كأمواج عاتية، محاصرًا بأفكار متضاربة ومشاعر غير واضحة.

لم يكن يدرك ما يدور في خفايا نفسه، أو الألم الذي كان يمزق أوصاله كعاصفة بلا رحمة.

تشيونغ ميونغ، ذلك الشاب الذي وجد في كلماته العبثية طريقًا، كان يحمل في صمته ثقلًا أكبر من الكلمات.

لم يكن الأمر متعلقًا بكلمات بايك، بل بالشخص الذي استمع إليها بعمق.

بينما كانت الذكريات تتسلل إلى ذهن بايك كأوراق شجر تتساقط في خريف حزين، بدأت ابتسامته تتشكل شيئًا فشيئًا، كأشعة الشمس التي تخترق سحب الغيوم.

تلك اللحظات كانت كأغنية قديمة تتردد في أذنه، تحمل نغمات من الفهم والتواصل، تعيد له شعور الارتباط.

وبعد لحظات اتجهت أبصاره نحو الكم الفارغ لتشيونغ ميونغ، وكأنما كانت تلك المساحة الشاغرة تعكس فراغًا أكبر في قلبه.

كان الكم يتدلى بلا حياة، لذا ودون أن يدري، بدأت مشاعر الحزن تتسلل إلى قلب بايك، وكأنما كانت تلك اللحظة تضعه في مواجهة مع واقع قاسٍ.

كان يعرف أنه عليه أن يتحدث، لكن الكلمات كانت تتعثر في لسانه، كأنها تبحث عن مخرج في متاهة أفكاره.

تشيونغ ميونغ، الذي لاحظ نظرات بايك تشيون، شعر بشيء من الاستياء يتسلل إلى جوفه، كأنما كان هناك شعور خانق يلتف حول معدته.

كان هذا الفتى يثير فيه الحنق بشكل غريب ومع ذلك، كان يذكر نفسه أنه يجب أن يحتملهم، فهؤلاء هم التلاميذ الصغار للطائفة، وهو الآن القائد.

كانت تلك العبارات تتردد في ذهنه كتعويذة، يحاول بها ضبط مزاجه وشخصيته القذرة.

لكن وقبل أن يفقد صبره، تحدث بايك تشيون أخيرًا،

"تشي... أيها الشيخ، أنا..."

لكن الكلمات لم تفارق حنجرته، كما لو كانت تتشبث بسور من الشكوك.

كان في ذهنه آلاف الأسئلة، تتراقص كأشباح في العتمة.

ما هذه الذكرى؟ هل هي حقًا ذكرى؟ هل أنت تشيونغ ميونغ حقًا؟ لماذا يمكنهم رؤيتنا؟ لماذا الطائفة على هذه الحال؟ كيف أصيب تشيونغ ميونغ؟ وأهم سؤال، لماذا؟

نظر بايك إلى الكأس الفارغ بمرارة، وعيناه تتأملان تشيونغ ميونغ الذي كان يراقب انغماسه في تفكيره.

حينها ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه تشيونغ ميونغ، الذي راح ينقر جبين بايك تشيون بقوة، وكأنه يحاول طرد الأفكار المتراكمة من رأسه، وتحدث بنبرته الساخرة.

"تسك تسك، إنه ليس شيئًا يقلق بشأنه الأطفال من أمثالك."

"هاه؟"

تساءل بايك، عينيه تتسعان بدهشة.

"لا أعلم لماذا الجميع يفعل ذلك بحق الجحيم! إنها مجرد ذراع!"

تسرب شعور من المرارة إلى قلب بايك، وازداد استغرابه.

لم يكن غريبًا، فهو دائمًا ما كان هكذا.

لم يبدو أن تشيونغ ميونغ يزن لحياته أي قيمة، كان كمن يعيش في ظل قاسي، بينما الشيء الوحيد الذي يحمل وزنًا في قلبه كان جبل هوا.

كان الأمر مريرًا بشكل لا يطاق، حيث تداخلت الصور في ذهن بايك تشيون كلوحات مشوشة، تاركةً في قلبه شعورًا بالألم يعتصره.

"هل أنت خائف؟"

جاء صوت تشيونغ ميونغ، كصدى يتردد في الفضاء، ليكسر جدار الصمت الثخين.

رفع بايك رأسه، عينيه مذهولتين عند سماع السؤال.

كانت تلك الكلمات تتردد في قلبه كالأجراس، تثير فيه مشاعر مختلطة من القلق والارتباك.

لكن سرعان ما استعاد هدوء وجهه، وأجاب بصوت متماسك،

"الأمر ليس كذلك. إنه فقط... أنا لا أفهم شيئًا مما حدث وسيحدث."

ضحك تشيونغ ميونغ، وضحكته كانت كفجر يضيء عتمة الليل، لكنها حملت في طياتها نبرة من المكابرة، كما لو كان يتسلح بها ليخفي المرارة في قلبه.

"ما المعقد في الأمر؟ لقد قطعت رأس ذلك اللعين تشونما، وانتهت الحرب. كل ما عليكم هو التركيز على تدريبكم وترميم الطائفة."

بدت كلماته وكأنها درع مصنوع من كلمات، تحميه من الألم الذي يتسلل إلى أعماقه.

"لا تقلق، طالما أنا حي، لن تموت الطائفة أبدًا"

"......"

"سأكون الشرارة التي تضيئها لمئة عام قادمة."

تلك العبارة كانت كقطعة من الجليد تذوب في قلب بايك، بينما ارتسمت على وجه تشيونغ ابتسامة مفعمة بالثقة، لكنها كانت تحمل في طياتها ظلال القلق.

مشاعر الطمأنينة بدأت تتسلل إلى بايك، كنسيم منعش يلامس وجهه في يوم صيفي حار، لكنه كان يعلم أن تلك الكلمات كانت محاولة لتغطية الجراح.

بينما كان بايك يتأمل في عيني تشيونغ، رأى هناك عزمًا لا يتزعزع، لكن خلف تلك القوة كان هناك شعور بالضعف، كجبل صامد يتعرض لعواصف شديدة، وبعد لحظات

"إذاً؟"

قال تشيونغ، ورفع عينيه نحو بايك، كأنما يتحدى ردة فعله.

"هاه؟"

جاء رد بايك، وعلامات الارتباك تعلو وجهه، بينما كان يراقب السائل يتدفق، بدا تشيونغ ميونغ الذي راح يسكب الكحول في كأس بايك تشيون وكأنما كان يسكب أفكاره المظلمة.

تلألأت الزجاجات تحت الضوء الفضي، لكن السائل الذي ينساب منها كان يحمل في طياته توترًا غير مرئي، كعاصفة تتجمع في الأفق.

"من أنتم؟"

سأل تشيونغ، وهو يسكب الكحول بلا مبالاة، حيث بدأت القطرات تتناثر حولهما، كأنما كانت تشير إلى الفوضى التي تحيط بحياتهما.

تابع تشيونغ ميونغ بصوت بارد، وملامحه صارمة، بينما تتلاشى ابتسامته،

"لا تعتقد حقًا أن حيلتكم تلك قد انطلت علي. سأكون خائب الأمل حينها."

"......"

"أتعتقد أنني سأعجز عن التعرف عن صلعان شاولين الأوغاد؟"

كانت كلماته كخنجر يتألق في الظلام، تهدد وتتوعد، تثقل الأجواء برائحة الخطر.

"إذا... لما؟"

سأل بايك بتردد، وخوف يتسلل إلى نبرته، كعصفور محاصر في قفص، يبحث عن مخرج.

"لم يكن الوضع مناسبًا لهذا الهراء."

أجاب تشيونغ ميونغ، ونبرة صوته كانت هادئة لكنها في الوقت نفسه باردة كالصقيع.

"إذا لما فعلت ذلك "

تمتم بايك تشيون بعبوس، لكن نظرات تشيونغ ميونغ التي اخترقته جعلته يتراجع بسرعة

"لا... لا شيء"

تابع تشيونغ ميونغ كلماته، وعيناه تتأملان بايك بحدة، وكأنما كان يتفحص كل جزء من شخصيته.

"أنتم تبدون كتلاميذ جبل هوا، لكنكم مختلفون في نفس الوقت. إنه شعور غير مريح وغريب."

"رغم أنها كانت تقنيات جبل هوا، لكن لما ...."

".........."

"كان سيفكم أشبه بسيفي؟"

كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، كخيط رفيع قد ينقطع في أي لحظة.

تلميح الفصل

تشيونغ ميونغ بس يطلع من الكابوس بكون متشكك بضل بفكر في كان بالكابوس شغلات بيعرفها وشغلات ما مصدقها كانت غريبة مشاعر معقدة بس يعني كان مخربط كتير وفوضوي ما كان شغلة وحدة بس شاف كذا شغلة وما كان ماساوي متل الي قبل بس كل الي شافو كان حقيقة


ملحوظة : الفصول بالمدونة عبارة عن تلت فصول مجمعة من الموقع عشان أسهل هيك لهيك ممكن تلاقو تعليقات غريبة بالنص


تعليقات