سقوط الأقنعة
كان الشخص الذي يصرخ بقوة دائمًا، الآن يقف صامتًا، وكأن الكلمات قد جفت في حلقه. كانت الأجواء خانقة بشدة، مما زاد من توتره.
شد تشيونغ ميونغ قبضتيه بشدة، وأصابع يديه تبيّن مدى احتدام مشاعره، اتجهت عيناه إلى تشيونغ مون، الذي كان يرتشف الشاي بهدوء.
بدا كأنه حجر ثابت في بحر من العواطف المتلاطمة. كان أخاه، كما كان دائمًا، يحافظ على رزانته وسط العواصف.
قلب تشيونغ مون بصره بين الشيوخ في المكان، بوجهه المعبّر عن الجدية.
"قبل أن أجيبك، هل يمكن للشيوخ إجابة سؤالي؟"
" زعيم الطائفة، لماذا تستمر في التهرب من الموضوع بهذه الطريقة؟"
قال يونغ سو، وقد ارتفعت نبرته بالانزعاج، واهتزت يده في حركة غير مدروسة. لكن سرعان ما تراجع للخلف، نية القتل التي طغت على المكان كغيمة ثقيلة.
هذا التوتر، شعور البرودة يسري في عظامهم. كانت الأعين تتنقل بين تشيونغ ميونغ وتشيونغ مون، وكأنهم يستعدون لمواجهة عاصفة لا يمكن الهروب منها. كانت القلوب تخفق بشدة، والتوتر يتصاعد كأنما كان هناك صوت خفي ينذر بخطر وشيك.
بدا وكأن تشيونغ ميونغ مستعد في أي لحظة لقطع رأس يونغ سو، في تلك اللحظة، لم يكن مجرد شخص غاضب.
كان يمثل قوة حقيقية، قوة تعكس كل ما يمكن أن يترتب على تجاوز الحدود. كان يتحدث بلغة غير منطوقة، حيث كانت تعبيرات وجهه وأسلوب وقفته يبعثان برسالة واضحة
'كيف تتجرؤ على التصرف بوقاحة في هذا المكان؟'
كان الخوف يسيطر على الشيوخ، لكن في قلبهم كان هناك أيضًا شعور بالاحترام تجاه تلك القوة، وفي تلك اللحظة، أصبح كل شيء في الغرفة مشحونًا، كل كلمة تُقال، وكل نظرة تُلقي، كانت تُشعرهم بأنهم على حافة الهاوية.
حينها وكما لو كان يسكب مياه باردة على بركان هائج، تكلم تشيونغ مون بنبرة هادئة ولكن حازمة، وعيناه تتقدان بالثقة.
"لا أعتقد أنني وجهت هذا السؤال إليك، لقد فهمت موقف شاولين"
كانت كلماته تنبعث من بين شفتيه كالرصاص، قوية ودقيقة.
تجمدت الأجواء للحظة، وكأن الزمن توقف. كان يونغ سو يواجه النظرة القاسية التي ألقاها عليه تشيونغ ميونغ، الذي بدت معالم وجهه صارمة، كأنما نحتت من الحجر، كانت قبضته مشدودة على الطاولة، وأصابعه بيضاء من الضغط، مما أضاف إلى هالة القوة التي تحيط به.
بينما كانت الأنفاس تتقطع في الغرفة، كانت الأعين تُركز على تشيونغ مون، الذي أضاف بهدوء وهو يرفع يده ببطء،
"أجيبوني رجاء، لا أريد مجرد كلمات منمقة"
كانت يده تتجه نحو شيخي وودانغ و نامجونغ، كأنها تشير إلى ضرورة الوضوح في هذه الأوقات العصيبة.
أخذ الجميع نفسًا عميقًا، وكأنهم يتوقعون ما سيحدث بعد ذلك. الأجواء كانت مشحونة، ومع كل لحظة تمر، كان شعور الغضب والقلق يتصاعد كدخان يتصاعد نحو السقف، محملاً بمعاني أكبر من مجرد كلمات.
تبادل الشيوخ نظرات حذرة، بعضهم يهمس بكلمات غير مسموعة، بينما كان تشيونغ ميونغ ينظر إلى تشيونغ مون، ووجهه يعبر عن مزيج من الإحباط والقلق. كانت عضلات فكه مشدودة، وكأنما يتبنى حربًا داخلية.
حل صمت ثقيل بالمكان، لكن تشيونغ ميونغ كان يعلم ، إجاباتهم واضحة؛ لم يكونوا ليبالوا بالأمر أو يضحوا بحياتهم لأجل الغرباء البعيدين، حتى لو كان هذا يعني أن ذلك السيل قد يجرفهم يومًا ما.
ثم جاء ديوك هيون وكسر هذا السكون
"هل يمكنني أن أسألك سؤالاً قبل هذا؟"
"تفضل."
رد تشيونغ مون، بهدوء.
"لا أعتقد أن زعيم الطائفة شخص مندفع بالعواطف، لذا أريد أن أعلم، هل يرى جبل هوا هذه الطائفة كتهديد حقيقي؟"
كان حديثه مدروسًا، لكن تشيونغ ميونغ كان يشعر بأن سكون داخله يتشقق.
كما أضاف نامجونغ مين
"أنا أيضًا أتساءل. يبدو كما لو أن زعيم الطائفة متمسك بهذا الأمر."
............
في الأجواء الخانقة لجبل هوا، حيث كان صوت المعركة يتردد كالرعد في السماء، كانت النيران تلتهم المباني، وتضيء المكان بلونها القرمزي المشتعل. كانت الصرخات المدويه تتصاعد من كل جانب، تملأ الفضاء باليأس والرعب.
السيوف الست، يقفون في زوايا الظلام، يراقبون المشهد بقلوب غصة.
كانت أعينهم تتسع في ذهول، مشدودة نحو طائفتهم التي تتعرض للهجوم، بينما كانوا يشعرون بالعجز يتسلل إلى نفوسهم.
كان بإمكانهم رؤية التلاميذ الصغار، الذين يكافحون بكل ما أوتوا من قوة للنجاة، وجوههم الشاحبة تعكس الخوف والرعب.
تبددت الأنفاس في صدورهم حين رأوا الأطفال يركضون بين النيران المشتعلة، يتفادون الحطام المتساقط، وقلوبهم تتراقص بين الأمل واليأس.
كانت الدماء تلطخ الأرض، وتختلط برائحة الدخان، مما زاد من حدة المشهد المأساوي.
كانت أصواتهم تتردد في الهواء، كأنها صرخات استغاثة تتطلب النجدة، لكن لا أحد كان هناك للاستجابة.
بايك تشيون، الذي كان في قلب المعركة، شعر بثقل المسؤولية يضغط على صدره. كانت عضلاته مشدودة، ويداه تتقلصان حول مقبض سيفه، كأنهما يحاولان استجماع القوة من أعماق روحه.
بينما كانت عينيه تراقبان الأعداء، كان يتذكر كل لحظة من التدريب، وكل كلمة من تعاليم جبل هوا.
في تلك اللحظة، فجأة، انطلقت صيحة من أحدهم،
"ما الذي تفعلونه بالوقوف هكذا بحق الجحيم؟"
كانت كلماته كالصاعقة التي أحدثت صدى في صمتهم المطبق، تجمدت السيوف الست في أماكنهم، وأعينهم تضيء بالدهشة.
لم يكن من المفترض أن يتم ملاحظتهم، لكنهم أدركوا بوضوح أنهم أصبحوا مرئيين للجميع، شعور غريب اجتاحهم، وكأن الزمن قد انكسر، مما جعل مسؤوليتهم تتزايد في قلوبهم.
"هل يمكنهم رؤيتنا؟"
همس جوغول، وعيناه تتسعان بخوف. لكن في تلك اللحظة، لم يكن لديهم الوقت للتفكير،كانت صرخات التلاميذ تحثهم على التحرك، وكأنها دعوة للقتال.
تبادلوا النظرات، وشيء ما في تلك التحديق جعل عزيمتهم تتجدد.
"فلنذهب!"
صرخ بايك تشيون، بينما كانت قبضته تتشدد حول سيفه.
بسرعة، التقطوا سيوفهم واستعدوا للانقضاض. كانت قلوبهم تخفق بقوة، بينما أدركوا أن هذه اللحظة قد تكون فرصتهم لإحداث فرق. انطلقوا معًا، وكأنهم انتزعوا أنفسهم من كابوس.
تقدم جوغول بسرعة نحو الأمام، كان سيفه سريعاً ومندفعًا، يتألق في ساحة المعركة كوميض برق في ليلة عاصفة.
حده حاد كخنجر، يعكس الضوء بشكل مثير، بينما كان يتنقل بين الأعداء برشاقة لا تضاهى، حركاته كانت تتميز بالسرعة الفائقة، كأنه يشق الهواء نفسه، مما جعله يبدو وكأنه كائن من عالم آخر، يتلاعب بالموت في كل ضربة.
عندما كان جوغول يندفع نحو خصومه، كانت خطواته خفيفة وسريعة، كأنما يرقص على حافة الخطر، كل ضربة كان يوجهها كانت تحمل قوة متفجرة، تضرب الأعداء بدقة متناهية، وكأن كل حركة كانت مدروسة بعناية.
"احذر أيها الأحمق"
يونغ جونغ الذي صد الضربة المتجهة نحو جوغول عبس وهو ينظر إليه
"ذلك الوغد يندفع بدون تفكير"
وكما كان الوضع دائما كان يونغ جونغ إلى جانبه، يدعم حركاته ويغطي ثغراته. بينما كان جوغول يهاجم، كان يونغ جونغ يقف كجدار حماية، سيفه يتألق في الهواء، يصد أي هجوم قد يأتي من الخلف، كان لديه القدرة على قراءة ساحة المعركة، ورؤية ما قد يفتقده جوغول في سرعته.
عندما كان جوغول يوجه ضربة سريعة نحو أحد الأعداء، كان يونغ جونغ في الخلف، يراقب بعناية. إذا لاحظ أي حركة مشبوهة، كان يتحرك على الفور، سيفه يندفع في الاتجاه الصحيح ليصد أي هجوم محتمل.
مع كل حركة من جوغول، كان يونغ جونغ كظل يتبعه، يخلق تناغمًا مثاليًا بين القوة والسرعة.
بهذا التناغم بينهما، كانوا يشكلون ثنائيًا لا يُقهر، حيث كان كل منهما يدعم الآخر بحركات منسقة، مما جعلهم يتفوقون على خصومهم، رغم الأعداد الكبيرة للطائفة الشيطانية.
وفي تلك الأثناء بايك تشيون الذي وقف في قلب ساحة المعركة مشتعلاً بالعزيمة.
كل حركة من حركاته كانت محملة بالقوة، وسيفه يقطع في الهواء كالسهم، يُحدث صدًى مدويًا في أرجاء المكان.
كان يركز على كل خصم، يتفحص نقاط ضعفهم، وينقض عليهم بدقة متناهية.
عند ازدياد الضغط وحدة ساحة المعركة، شيئا فشيئا بدأت الأزهار تنبت على طرف سيفه، سحابة من بتلات البرقوق المتدافعة تضغط على أجسادهم بقوة
مع كل حركة، كانت طاقته الداخلية تتدفق، مُحملة في تلويحات سيفه، حيث كانت القطعات تنطلق كالسيوف اللامعة، تخترق الفوضى.
كان بايك يستخدم تلك اللحظات لصالحه، يركز طاقته في كل ضربة، مما يجعلها أكثر فتكًا.
كما لم ينسى أن يقلب عيناه في ساحة المعركة بتركيز حاد، مراقباً كل حركة .
لتوجيه الأوامر بوضوح، يحدد مواقع الأعداء، ويشجع رفاقه على اتخاذ المبادرات.
"جوغول إلى اليمين! احذروا من الخلف!"
كانت صرخاته تتردد بين المقاتلين، مُلهمة لهم لمواجهة التحديات.
بينما كانت يوي سول تتألق في ساحة المعركة كنسيم خفيف، تتنقل بخفة وسرعة شبحية، مما جعلها تبدو كأنها غير موجودة في بعض الأحيان.
عندما كانت تلاحق الأعداء، كان جسدها ينزلق بين الظلال، مما يجعلها تتجنب الأنظار.
وكأنها تتلاشى في الخلفية بينما تراقب خصومها بعناية ومع كل حركة، كانت تنثر أزهار البرقوق من سيفها، كأنها تشعل الأجواء بلونها الوردي اللامع.
كانت تلك الأزهار تبرز بجمال ، لكنها أيضًا كانت وسيلة لتشويش الأعداء. عندما تتناثر، كانت تخلق غيمة من الفوضى.
تخفي تحركاتها وتربك خصومها، لحظة واحدة من الهدوء كانت كافية لتخطفهم، متربصة في انتظار اللحظة المناسبة.
عندما يدرك الأعداء ما يحدث، كان الوقت قد فات بالفعل. في لحظة خاطفة، كانت يوي سول تظهر أمام أعينهم، ككائن من الظلام، وتنهال عليهم بضربات سيفها.
كل ضربة كانت تتسم بالدقة والسرعة، وكأنها ترسم لوحات من الألم على أجسادهم.
كانت ضرباتها تتابع بلا انقطاع، تخترق الدفاعات، وتترك أثرًا عميقًا في نفوس من واجهتهم.
مع كل مواجهة، كانت تواصل رقصتها الفتاكة، تنسج بين الأعداء كأنها تتلاعب بقدرهم.
كانت الساحة تتردد بصدى ضرباتها، فيما الأعداء يتساقطون واحدًا تلو الآخر، عاجزين عن مجاراة خفتها وسرعتها.
كما كان هاي يون يُهيمن على ساحة المعركة بفنون القبضة الاستثنائية لمعبد شاولين، وكأنه تجسيد للقوة الطبيعية الغاضبة.
كل حركة من حركاته كانت تتسم بالرشاقة والدقة، حيث كان يتنقل بين الأعداء كالنسيم.
بينما كانت قبضته تُرسل موجات من القوة تجعلهم يتراجعون في ذهول.
انطلف نحو خصومه، تتردد خطواته كدوی الرعد، ورجلاه تتشابك في حركات متقنة، تُظهر توازنًا مثاليًا.
كانت قبضته تنقض بسرعة كالسهم، تضرب الأعداء بقوة كأنما كان يُسقط عليهم صخورًا.
كل ضربة كانت كفيلة بإرسالهم محلقين في الهواء، يُشبهون الأوراق التي تطايرت بفعل عاصفة
.وفي تلك الأثناء سوسو التي ترددت بين القتال وإنقاذ الجرحى بسرعة.
استلّت خنجراً حاداً من حزامها ورمته بدقة نحو العدو، حيث اخترق الهدف بدقة، مُسقطًا إياه على الأرض.
تمكنت سوسو من إنقاذ التلميذ، لكن لم يكن الوقت كافيًا للاحتفال.
توجهت إليه على الفور، وبدأت تعالج جروحه، بينما كانت تستجمع تركيزها.
"ليأت المصابون إلي!"
صاحت، صوتها يعلو فوق الفوضى، مُحاولة أن تبث في الآخرين الأمل.
كانت يديها تتحركان بسرعة، تُطبق الضمادات وتستخدم الأعشاب الطبية بحذر، وهي تشعر بضغط الوقت يتزايد.
بينما كانت تعالج الجرحى، كانت عينيها تتفقد ساحة المعركة، تراقب الأعداء والأصدقاء على حد سواء، مُدركة أن كل لحظة تُعتبر حاسمة.تجوب ساحة المعركة كالنحلة، تنقل الأمل في أوقات الاضطراب.
عينيها تتألقان بالتصميم، ورغم الفوضى والدمار من حولها، كانت تسير بخطوات ثابتة وعزيمة لا تنكسر.
عندما كانت ترى أحد الجرحى ملقى على الأرض، كانت تتجه نحوه بسرعة، قلب.
كانت تُحمل زجاجات من الأعشاب الطبية، مُعدّة بعناية، وتستخدمها كما لو كانت فنانة تجيد رسم لوحة شفاء.
توقف قلبها للحظة عندما رأت أحد التلاميذ الصغار، وجهه شاحب وملطخ بالدماء. انحنت عليه برفق، وبدأت تعالج جرحه.
بيدين رقيقتين، وضعت الأعشاب على الجرح، وابتسمت له بلطف، محاولة أن تبث فيه الأمل.
كانت تتحدث معه بصوت هادئ، كأنها تغني له أغنية مهدئة، تُبعد عنه الخوف الذي كان يعتصر قلبه.
بينما كانت تعمل، كانت عيناها تتفحصان المكان من حولها. كانت تسمع صرخات المعركة، لكنها لم تدعها تشتت تركيزها.
كل حركة كانت مدروسة، حيث كانت تضع يدها على الجرح لتشعر بمدى عمقه، وتستخدم ضماداتها بطريقة احترافية، تتأكد من أن كل شيء مُعد بدقة.
................
"ساهيونغ، لقد كنت محقًا."
كانت الكلمات تخرج من فم تشيونغ ميونغ بصعوبة، كأنها تتعثر في حلقه. كل كلمة كانت تتردد في ذهنه، كصدى يتلاعب به الزمن، بينما كانت نظراته موجهة إلى الأرض، كأنما تخفي عينيه وجعًا عميقًا.
بدا كقوقعة فارغة، جسدًا خاوياً من الروح، يحمل عبء الذكريات والمآسي.
"لم أدرك ذلك قبلاً."
تشوهت تعابير وجهه، عابسة ومليئة بالندم، وكأن كل خط في وجهه يحكي قصة معاناة. كان يده ترتجف قليلاً، بينما كان يحاول السيطرة على مشاعره، لكنه كان كمن يقف في عاصفة هوجاء، بلا مأوى.
"نعم، أنا أندم. لقد تملكني الندم ينهش كياني ويمزق روحي، كلما لاح في ذهني ذلك الكابوس."
خرجت تلك الكلمات كأنها أنين من أعماق قلبه. كانت عذابات الماضي تُسجل على ملامح وجهه، حيث ابتلعت الدموع عينيه، لكن كبرياءه منعته من الانهيار أمامهم.
"قد يبدو الأمر سخيفًا بنظرك... كيف يمكن أن ينهار جبل هوا؟ كيف للجميع أن يعجزوا أمامهم؟"
كانت نبرة صوته ترتفع، وكأن الكلمات نفسها تعكس الصراع الذي يدور داخله. كان يتحرك بعنف، كأنما يحاول طرد الأفكار المؤلمة، لكن الجسد كان مستسلمًا، خاوياً، كأشجار عارية في فصل الشتاء.
"لكن ساهيونغ، حتى في هذه اللحظة، يمكنني الشعور بذلك الخوف يتسرب إلى أعماقي، ذلك الشعور المقزز الذي انتابني، العجز الذي سيطر علي."
كانت كلماته تتدفق، محملة بألم لا يمكن تجاهله، بينما كانت عينيه تتسعان، كأنما يواجه وحشًا يهدد وجوده.
"لكن... أكثر ما آلمني... في العالم الذي أنقذناه، العالم الذي بذلنا دمائنا لأجله، في ذلك المكان، جبل هوا... لم يكن موجودًا."
كانت الكلمات تتقطع، وكأن كل واحدة منها تحمل وزرًا ثقيلاً، بينما كانت ذراعه ترتجف بشكل غير إرادي. بدا كمن يحاول الإمساك بشيء غير مرئي، شيء فقده إلى الأبد.
"بينما كان أحفادنا يكافحون للحياة، كان أولئك الأوغاد يتمتعون بكل المجد الذي كان لنا."
كان صوته يتغير، يتحول من الحزن إلى الغضب، لكن الغضب كان متدفقًا من مكان أعمق، من جرح لم يندمل بعد.
"لم أستطع قولها لهم، أن يفخروا بنا، كيف لي أن أفعل؟ لم نكن من تحمل مرارة قرارنا."
كانت يده تلوح في الهواء، وكأنما يبحث عن كلمات تنقذه من هذا الفخ الروحي الذي وقع فيه.
"هل كان حقًا الصواب؟"
كان صوته يهمس، وكأن السؤال يخرج من أعماق روحه، محملاً بكل الشكوك التي أثقلته.
"أعلم أنه مجرد حلم، لم يحصل أي من هذا... ولكن لماذا تلك المشاعر تتلوى بمعدتي كما لو كانت حقيقية؟ لماذا تلك الصور تحفر عميقًا بداخلي؟"
كانت تعابير وجهه تتغير، بين الألم والحنين، بينما كان يضع يده على قلبه، كأنما يحاول تخفيف الوجع الذي يعتصره.
"لماذا كان جبل هوا، ساهيونغ؟"
كانت عينيه تبحثان عن إجابة، كطفل تائه في غابة مظلمة، بينما كان قلبه يصرخ في صمت.
"لماذا أنا؟"
كانت هذه الكلمات تنبعث من أعماق روحه، تحمل في طياتها كل الهموم والآلام، كما لو كانت تسأل الكون بأسره عن معنى وجوده في هذا العالم المليء بالخيبات.
.................
وفي خضم الفوضى والدمار، بينما كانت صرخات المعركة تتردد في الأفق، أزهرت أزهار البرقوق بصورة غير متوقعة، كأنها تنبض بالحياة وسط ساحة المعركة الدموية.
كانت تلك الأزهار تمثل جمالًا لا يُصدق، يتناقض بشكل صارخ مع واقع العنف والموت من حولها.
تفتحت بتلات البرقوق بلونها الوردي الفاتح، كأنها شفرات رقيقة تتلألأ تحت ضوء الشمس المتسلل من بين السحب، مما أضفى لمسة من السكينة على الأجواء المليئة بالفوضى.
كل بتلة كانت تنساب برقة، وكأنها تتراقص في الهواء، تلتقط أنفاس الحياة في لحظة قاتمة.
كانت تضفي جمالًا سحريًا على السيوف، كأنها تحاكي روح الطبيعة التي لا تزال موجودة رغم كل شيء.
عندما كانوا يلوحون بسيوفهم، كانت بتلات البرقوق تتبع حركتهم، وكأنها تتراقص معهم، تلمع كجواهر في ساحة المعركة.
كانت كل بتلة مختلفة عن الأخرى، كل منها يزهر بشكل فريد، كل منها جميل بطريقته الخاصة.
وسط هذا المشهد المذهل، كانت أزهار البرقوق تُشعل في القلوب شعلة من الإلهام، تُحفزهم على القتال بشجاعة.
ولكن رغم كل ذلك، كان من الصعب إيقاف الطائفة الشيطانية. كانوا يقاتلون بصعوبة، يحاولون حماية التلاميذ العاجزين عن الحركة.
كانت ضربات السيوف تتقاطع، ولكن الفوضى كانت تعم المكان، والشعور باليأس كان يخيم على الأجواء.
وبينما كان بايك تشيون يقاتل أحدهم، تركزت أنظاره على خصمه.
لكنه لم يكن يعلم أن الخطر يقترب من خلفه. فجأة، شعر بحركة خلفه، وعندما استدار، كانت ضربة سيف كادت تصيب رأسه
. في تلك اللحظة، توقفت كل الأفكار في عقله، وكأن الزمن قد تجمد.
أغمض عينيه، ظنًا منه أنها النهاية. كانت لحظة من الرعب، حيث شعر ببرودة السيف يقترب منه، وبدأت أفكاره تتجول في مسارات غير متوقعة.
هل سيترك كل شيء وراءه؟
هل سيفشل في إنقاذ التلاميذ؟
كانت الأسئلة تتدافع في ذهنه، لكن في قلبه، كان هناك شعور عميق بالألم لفشله في حماية من هم في حاجة إليه.
..............................................
فجأة أصبح كل شيء ساكنًا في لحظة واحدة.
كانت أصوات السيوف وصرخات المقاتلين تتلاشى، وكأنها محيت من الوجود، مما خلق شعورًا غريبًا بالخلود في قلب الفوضى.
توقفت ضربات السيوف في الهواء، وكأنها تجمدت، بينما انحنت الرياح لتستمع إلى صمت اللحظة.
كانت الألوان تتلاشى، وتبدو ساحة المعركة كلوحة فنية باهتة، حيث كانت تفاصيل الدماء والنيران تتلاشى في ضوء باهت.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك سوى الإحساس الغامر بالدهشة والرهبة.
أصبح كل مقاتل وكأنه تمثال منحوت، عالق في وضعه، عيونهم مفتوحة على مصراعيها.
كان بإمكان المرء أن يرى كيف كانت قلوبهم تخفق بشدة، لكن أصواتهم لم تُسمع.
كأن العالم قد أخذ استراحة من الألم والمعاناة، تاركًا فقط صدى الذكريات في الهواء.
حتى الأنفاس كانت تتباطأ، وكأن كل شيء قد استسلم لسلطة هذه اللحظة.
كانت الأجساد المتساقطة على الأرض تبدو وكأنها تنام في سكون لا نهاية له.
بينما كانت الأضواء تتراقص حولهم، كأنها تحاول أن تنقلهم إلى عالم آخر.
في تلك اللحظة، تجلى معنى الوقت بشكل مختلف.
لم يكن هناك ماضي أو مستقبل، بل مجرد وجود حقيقي، حيث كان لكل شيء مكانه، ولكل روح وزنها.
كان شعورًا بالترابط الذي يتجاوز الفوضى، وكأن كل شيء في الكون يتنفس معًا في تلك اللحظة الساكنة.
ثم، مع لمحة من الأمل، بدأ الزمن يتسلل ببطء مرة أخرى. كانت الأصوات تعود تدريجيًا.
تتلاشى الفوضى لتعود الحياة، لكن تلك اللحظة الهادئة ستظل محفورة في ذاكرة الجميع، كذكرى عن كيفية أن الزمن يمكن أن يتوقف، حتى في أحلك الظروف.
بينما كان بايك تشيون مغلقًا عينيه، مستسلمًا للحظة من السكون العميق الذي غمره.
في تلك اللحظة، كانت همسات المعركة تتلاشى من حوله، وكأن الزمن قد توقف.
كان شعور السكون يحيط به كعناق دافئ، يخفف من وطأة الألم والخوف الذي كان يعتصر قلبه.
بينما كان في هذا السكون، شعر فجأة بحرارة الدماء تنساب على وجهه، تلك الحرارة كانت كصاعقة تعيد له الوعي.
كانت رقيقة، لكنها غامرة، تذكّره بأن الحياة لا تزال تتدفق حتى في أحلك اللحظات.
دفعه هذا الإحساس لفتح عينيه ببطء، وكأن كل حركة تتطلب جهدًا كبيرًا.
عندما رفع بصره، كان قلبه يتسارع، بينما كان يحدق في ظهر الشخص الذي وقف أمامه.
كان ذلك الظهر مألوفًا، لكنه كان يحمل شيئًا غريبًا، كأنما كان يتجسد في هالة من القوة والضعف في آن واحد.
تجمدت أنفاس بايك في صدره، وبدت له اللحظة وكأنها تمتد إلى الأبد.
كانت تفاصيل الظهر واضحة، لكن ما أثار قلقه هو تلك الطاقة الغامضة التي انبعثت من الشخص.
كان هناك شيء قاتم يحوم حوله، كما لو كان يحمل عبئًا ثقيلاً من الألم والمعاناة.
شعر بايك بشعور مختلط من الأمل والخوف. كان يعرف ذلك الشخص، لكن ما رآه كان يختلف تمامًا عما اعتاد عليه.
في تلك اللحظة، تداخلت مشاعر الحنين والقلق.
مع كل نبضة من قلبه، أدرك أنه ليس وحده، وأن عليه أن يتحلى بالشجاعة لمواجهة هذا الظلام.
بينما كان يحدق في ظهر ذلك الشخص، بدأ يستعيد عزيمته، عازمًا على استكشاف ما يجري، ومستعدًا لمواجهة ما قد يأتي.
في هذا المشهد حيث تتجلى بقايا المعركة في الأجواء وتسيل الدماء على الأرض، وتصبغ كل شيء حولها باللون الأحمر القاني.
كانت الأنفاس تتقطع، وكأن الجميع قد تجمد في مكانهم، عيونهم تتطلع نحو تشيونغ ميونغ وبايك تشيون، وكأنهما مركز الكون في تلك اللحظة.
ثم، وكأن السكون لم يعد يحتمل، انطلق صراخ التلاميذ كالرعد في سماء ملبدة بالغيوم.
"الشيخ!"
"ساهيونغ!"
قديس السيف!"
كانت أصواتهم تتردد في الأرجاء، تملأ الفضاء بالحماس والطمأنينة.
كانت كلماتهم تحمل ثقل الألم والأمل في آن واحد، كأنهم يستعيدون شيئًا فقدوه.
تداخلت أصواتهم مع الصمت، وكأنها تحاول كسر الجليد الذي خيم على ساحة المعركة.
كان كل تلميذ قد شعر بعودة الأمل، كيف لا ؟ ومن يقف أمام أعينهم المبارز الأقوى في جبل هوا لا في العالم،
قديس سيف زهرة البرقوق
"تشيونغ ميونغ!"
كما صرخ السيوف الست ، بصوت أعلى، وكأنهم كانوا يعلنون عن عودتهم إلى الحياة.
كانت الكلمات تتردد كتعويذة، تدفعهم للقتال من جديد، لتجاوز كل ما مروا به.
تجدد النشاط في قلوبهم، وكأن صرخاتهم قد أوقظت الساحة من سباتها.
بدأت الأجواء تتحول، وأنفاسهم تتسارع، بينما استعادوا ثقتهم.
كان سكون المعركة قد انكسر، وأصبحوا مستعدين لمواجهة الطائفة الشيطانية بشجاعة، مستلهمين من قوة تشيونغ ميونغ، وعازمين على حماية ما تبقى من إرثهم.
حينها، السيوف الست التي ترقبت تشيونغ ميونغ شعروا ببرد عميق يسري بأجسادهم.
بالتأكيد كان الواقف أمام أعينهم هو تشيونغ ميونغ نفسه، ولكن...
"تشيونغ ميونغ؟"
...............
بعد صمت طويل، فتح تشيونغ مون عينيه بهدوء، وألقى نظرة سريعة على تشيونغ ميونغ، ثم مرت نظرته كسكين حاد على الشيوخ الذين كانوا يترقبون إجابته.
"لا أعلم."
قالها بصوت هادئ، لكن المحتوى كان يحمل ثقلًا كبيرًا.
"هاه؟"
"ألا تعلم؟"
تابع الشيوخ بذهول.
"لا أعلم شيئًا عنهم ولكن...."
"........"
" جبل هوا موجود لدعم أفراده وحمايتهم، لطالما كان الأمر كذلك وسيبقى"
صمت الجميع، كان الأمر واضحًا، لكن لم يأبه تشيونغ مون بنظراته واسترق النظر لبرهة نحو تشيونغ ميونغ الواقف خلفه.
"إذا كان الساجيل خاصتي والشيخ الأكبر بالطائفة، وعلى الرغم من كونه أكبر مسبب مشاكل، يراهم كتهديد حقيقي، من واجبي كزعيم لطائفة جبل هوا والساهيونغ خاصته أن أدعمه."
"ساهيونغ"
نظر تشيونغ ميونغ بتأثر إلى تشيونغ مون، حيث كانت مشاعره مختلطة بين الفخر والقلق.
ولم ينسى أن يتذمر بداخله
'لم يكن هناك داع لآخر واحدة'
"لكن هذا لا يعني أنني أتفق معه بشأن ترك التحالف."
"ساهيونغ!"
مرة أخرى هتف تشيونغ ميونغ، كانت الكلمات نفسها، لكن النبرة مختلفة.
حملت في طياتها قلقًا عميقًا بينما كان وجهه يزداد شحوبا، وعيناه تتسعان بقلق، كأنما يخشى من عواقب الكلمات التي قد تتبع.
"إذا حُسم الأمر..."
بدأ يونغ سو بابتسامة، لكنها كانت ابتسامة مريبة، مثل الغيوم التي تغطي الشمس.
"لم أنهي كلامي بعد."
قاطعه تشيونغ مون، وكان صوته كحجر ثقيل يسقط في بركة هادئة، مسببا دوامات من التوتر.
"ما الذي تقصده؟"
تساءل يونغ سو، وعيناه تتجولان بين الحضور، يبدو عليه الارتباك.
"أريد أن أعرف موقف بقية الشيوخ"
لقد اختار جبل هوا طريقه، فأي طريق ستختارون؟"
كانت كلماته تنبض بثقل المعنى، حاملةً تساؤلات أكبر من مجرد موقف عابر.
"هاه؟"
جاءت الإجابة مترددة، كأنما صدى لكلمات غير مفهومة، ووجه يونغ سو تجمد في مكانه.
"لا أمانع السير معًا إذا كانت وجهتنا واحدة."
أضاف تشيونغ مون، وعيناه تركزان على الشيوخ، كأنما يتحداهم أن يجدوا إجابة.
تجهمت وجوه الشيوخ الذين شدوا على أيديهم، وكأنهم يحاولون الحفاظ على توازنهم في عاصفة متصاعدة.
كان القلق يسيطر على المكان، مع شعور متزايد بأن الأمور تتجه نحو ما لا يُحمد عقباه.
"فهمت جيدًا نية زعيم الطائفة، ولكن لا أعتقد أن هذا شيئًا يمكن لشيخ مثلي مناقشته."
تحدث دوك هيون بصوت هادئ لكنه حازم، كما لو كان يحاول تهدئة العواصف التي تشتعل في الأفق.
"إذا لم أتيت؟"
ليجيب تشيونغ ميونغ على كلامه بسخرية وهو يحدق بهم بحدة، لكنهم تجاهلوا كلماته رغم الغضب الذي اشتعل بقلوبهم، لم يكن هناك شيء جيد يأت من السقوط باستفزازاته، بينما أضاف يونغ سو
"سأبلغ موقفك هذا إلى مدير الدير."
كانت كلماته كمن يتهرب من الإجابة، بينما تحمل بطياتها تهديدا خفيا، وبينما كان الجميع يستعدون لإغلاق هذا النقاش، تحدث نامجونغ مين بصوت حاد.
"قبل ذلك ما زال هناك أمر مهم يجب أن نناقشه."
"ما هو؟"
تساءل تشيونغ مون، وعيناه تتقدان بالفضول.
"التحالف الذي تنوي إنشائه."
كانت لهجته تعكس إدراكًا عميقًا، كما لو أنه يفتح بابًا لم يُفتح من قبل.
"تحالف؟"
نظر تشيونغ مون إلى تشيونغ ميونغ بعيون ضيقة مستجوبة، بينما أشاح تشيونغ ميونغ ببصره بهدوء، كما لو كان لا يعلم شيئا.
تابع نامجونغ مين كلامه بينما يوجه نظراته هذه المرة باتجاه تانغ بو الذي تم جره لهذا المكان رغما عنه.
"كما أريد سماع رأي شيخ عائلة تانغ."
"أنا؟"
حدق تانغ بو بهم بعيون متسائلة.
"هل هناك شيخ لعائلة تانغ سواك؟"
كانت الكلمات تتدفق من نامجونغ مين كالسيل، بينما كانت الأجواء مشحونة بالتوتر.
وحين كان تانغ بو على وشك فتح فمه الإجابة، رن صوت حاد ومهيب بأذانهم.
"اسمح لي بالإجابة على ذلك"
.............
على قمة جبل هوا، كان ذاته كما كان دائماً، حيث يلتقي السكون بصدى الذكريات، كان المكان هادئًا كمدينة تسكنها الأشباح.
هتاف التلاميذ خلال التدريب كانت خافتة، تنبعث من بعيد كأنها صرخات عابرة في وادٍ مظلم.
عيونهم القلقة كانت تتلصص إلى الغرفة التي ينام فيها تشيونغ ميونغ، وكأنهم يبحثون عن سرٍ خفي.
في تلك الغرفة، كانت السيوف الست تتناثر حوله، كما لو كانوا غارقين في نوم عميق ،كأحلام كل خفقة من أنفاسهم تذوب في غياهب الذكريات.
تشيونغ ميونغ، المحاصر بلعنة الذكريات، كان غارقًا في عالمه الخاص، حيث تلاحقه صور ماضية لا تنفك تعذبه.
جلس بجانبه طفل صغير، أصلع الرأس، يرتدي لباس الراهب، وكأن خيوط الزمن قد نسجت له ثوب الحكمة في سن مبكرة.
على الرغم من صغر سنه، كانت الوقار والعمق في ملامحه يجعلان من حضوره طاغيًا.
كان يحدق بتشويق في تلك السيوف، عاكسًا توترًا خفيًا عبر انقباضات جبهته وتلك النغمة الهادئة في نظراته.
تراقصت أصابعه الصغيرة في الهواء، وكأنها تحاول التقاط أنفاس الذكريات المعلقة، بينما كانت مشاعره تتأرجح بين الخوف والقلق.
كان ينتظر اللحظة التي سيستعيد فيها تشيونغ ميونغ وعيه، ويرتفع من بين أنقاض ماضيه المظلم.
في كل لحظة سكون، كانت أصداء الذكريات تتردد، وتعود لتغمر المكان كأمواج البحر. كان الطفل يشعر بأن هناك شيئًا أكبر من مجرد حصار بالذكريات.
في تلك اللحظة، انبعث صوت الراهب العجوز بجانب الطفل، كصدى من أعماق الزمن:
"لقد مضى يوم وهم على هذه الحال. أما آن الأوان لخروجهم؟"
لكن الطفل، الذي بدا كأنه يحمل عبءًا أكبر من سنه، لم يجب، كانت عينيه مشدودتين نحو تشيونغ ميونغ، وكأنهما تبحثان عن إجابة في عمق تلك الذكريات.
تابع العجوز حديثه، صوته مفعم بالقلق
"ما الذي سيحصل إن عجزوا عن إخراجه؟"
كان القلق يلفح الهواء، لكن الطفل تمتم بهدوء، وكأن الكلمات تخرج من قلبه المثقل
"سيكون مصيره..."
ثم أضاف بغموض، وعيناه تلمعان بدموع غير مرئية
"هل تعتقد أن هذه اللعنة قاسية حقًا؟"
نظر العجوز إليه بدهشة، تتراقص في عينيه علامات الاستفهام.
لكن الطفل أشاح ببصره، كأنما يريد أن يهرب من ثقل تلك الأفكار، متجهًا نحو تشيونغ ميونغ الذي يغط في سبات عميق.
كانت دموعه تتدفق، تتساقط كالمطر في يوم صيف حار، تنساب على خديه كأنها تعبر عن مشاعر لا يمكن للكلمات أن تصفها.
لم يستطع الراهب العجوز حينها أن يسأل الطفل شيئًا، فقد كانت لحظة من الصمت الثقيل، حيث اختلطت مشاعر الخوف والقلق مع الأمل.
كان كل منهما يشعر بأن مصير تشيونغ ميونغ المتشابك ليعود الصمت من جديد محيطاً بالمكان كستار ثقيل.
جبل هوا بدون تشيونغ ميونغ لم يكن نفسه، كل العيون تتجه إلى غرفته برجاء يائس
"عد إلينا"
.......................................
في أعالي جبال هواسان، وسط ساحة التدريب المغطاة بعرق وتربة غبارية، كأنها لوحة فنية مشوشة.
تلاميذ جبل هوا، متناثرين كأوراق الشجر المتساقطة، كانت أجسادهم تئن تحت ثقل الإرهاق، وعيونهم تتلألأ بخيوط الأمل المكسور.
في وسط ذلك المشهد، وقف تشيونغ ميونغ، وجهه مشرق كالشمس في صباح مشمس، لكن شفتاه كانتا ملتفتان بتعبير يفيض انزعاجًا.
كانت يديه تتراقص بحركات متقنة، كأنها تعزف لحنًا قديمًا، بينما كانت عيونه تتجول بين التلاميذ، تبحث عن بقايا الحماس.
"تسك تسك، ألا يمكنك فعل شيء بهذه السهولة أيها الأوغاد؟! إنها الأساسيات، الأساسيات!"
كانت النظرات المتجهة نحوه تحمل نية قاتلة واستياء شديدين، لكن تشيونغ ميونغ تجاهل نظراتهم بدقة بينما يتابع تذمره
"هااا؟؟؟ تقنيات جديدة؟؟؟ الأطفال الذين يعجزون عن المشي بشكل صحيح حتى يريدون الركض الآن؟"
".........."
" في أيامي لم يكن الأمر هكذا!"
تبادل التلاميذ نظرات متوترة، وكأنهم يتشاركون سرًا محزناً.
"متى كانت أيامك هذه بالضبط؟"
"أكان الناس في أيامك وحوش؟"
"أنت أصغرنا أيها الوغد!"
"الشيطان!"
"تسك تسك"
نقر تشيونغ ميونغ على لسانه وهو يحدق بهم ككائنات مثيرة للشفقة، رفع سيفه بحركة سريعة، كانت بسيطة لكنها في الوقت نفسه تحمل قوة هائلة، كل ضربة تنبض بالحياة.
"فقط هكذا. أهذا صعب؟"
كانت نبرته الحادة المزعجة ترن بأذانهم كسكاكين حاد، نعم كانت الحركة بسيطة لكنها كانت مثالية بالوقت نفسه، بدا كما لو أن السيف قد كان امتداداً ليديه
"هاه؟"
وبينما كان تشيونغ ميونغ يستعد لمتابعة تذمره، لاحظ نظرات جوغول الغريبة تتجه نحوه، وكأن هناك شيئًا غير عادي في تلك اللحظة.
"ماذا؟"
سأل بتعجب.
"لا، هذا.. إنه غريب."
رد جوغول، وعلامات الحيرة تتلاعب في عينيه.
"ماهو؟"
"بإمكانك استعمال كلتا يديك بمهارة."
"إذاً؟"
تشوه وجه تشيونغ ميونغ وهو يستمع لكلامه، كما حدق به بقية التلاميذ بعيون حاقدة
'اصمت أيها الوغد'
'لما تستمر بإغضابه بحق؟'
جوغول الذي لاحظ النظرات التي اخترقته سرعان ما تراجع وبدأ يبرر كلماته
"لا أقصد ذلك... فقط كنت أتساءل لماذا لا تستخدم يدك اليسرى أبداً؟"
"هاه؟"
توقف تشيونغ ميونغ، ونظر إلى جوغول، بنظرة غريبة وعميقة، بينما عادت إليه ذكريات قديمة كأمواج تتدفق.
أغمض عينيه للحظة، وكأنه يسترجع لحظات منسية، ثم فتحهما ليجد الشرارة الغريبة تتراقص في عينيه.
ومن ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة، تحمل عبء الذكريات، ثم أجاب بنبرة هادئة
"إنها مجرد عادة، لا أكثر."
"عادة؟"
تساءل جوغول، وكأن الكلمات تجسدت في فضاء المكان.
ابتسم تشيونغ ميونغ مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الابتسامة تحمل في طياتها حزنًا عميقًا، كأنها تعبر عن زمن بعيد رحل دون عودة.
"منذ وقت طويل."
طويل جداً
..................
انفتح الباب بشكل مفاجئ، ودخل تانغ باك، بوجهه الجاد وملامحه القوية التي تعكس هيبة لا يمكن تجاهلها.
كان طوله الفارع يجعله يبدو كجبل، وعيناه الحادتان تحملان نظرة ثاقبة، تعبر عن العزم والثقة. لم يكن هناك أي تهاون في تعابير وجهه، بل كانت كل ملامح وجهه مشدودة، وكأنما يحمل عبء مسؤولية ثقيلة.
عندما نظر إلى الموجودين، كانت نظراته تأسر الأنفاس.
لم يكن بحاجة إلى رفع صوته؛ كانت هيبته تكفي لتجعل الجميع يشعرون بأنهم في حضرة قائد.
كان لباسه الأخضر مرتبًا وأنيقاً، يضفي عليه طابع القوة والسلطة، مع تفاصيل دقيقة كانت تعكس ذوقًا رفيعًا، بينما كانت كتفيه مرفوعتين بانتصاب، تعكس ثباته وصلابته.
"رب الأسرة؟"
همست الأصوات في الغرفة، حيث تجمدت الأنفاس وارتفع مستوى التوتر.
تشيونغ مون حدق في تشيونغ ميونغ بعينيه الفارغتين، بينما تراجع تانغ بو خطوة إلى الوراء، متوجسًا، ظنًا أن تانغ باك قد جاء لتوبيخه.
لكن عند التفاته نحو تشيونغ ميونغ، الذي خفف من هالته القاسية. بينما تحولت ملامح وجهه الغاضب إلى ابتسامة ماكرة.
"أه، لما تأخرت هكذا؟"
نطق بها بنبرة متعالية، بينما كانت ملامح وجهه تتسم باللعب والتحدي.
"تشبونغ ميونغ!"
نظرات تشيونغ مون نحوه كانت حادة كخنجر، لكن تشيونغ ميونغ تابع ببرود، كما لو لم يُعنِ الأمر رافعاً حاجبيه كما لو كان يستمتع بالأمر.
"لا، ساهيونغ، لقد أخبرته بالمجيء منذ وقت طويل. ما الخطأ الذي ارتكبته؟"
"هل رب عائلة تانغ شخص تُأمره بالمجيء والذهاب هكذا؟"
شعر تشيونغ مون بمعدته وهي تلتوي عند رؤية تلك النظرات البريئة، والوجه الذي يصرخ
" هاه؟ ألا يمكنني فعل ذلك؟"
حينها تسربت ضحكة خفيفة من فم تانغ باك جعلت من كل حدته السابقة تبدو ككذبة
"هاهاهاها، آسف لتأخري، لكن استغرق مني تنظيم الهدية وقتًا طويلًا."
"هدية؟"
مرة أخرى اتجهت نظرات تشيونغ مون نحو تشيونغ ميونغ بعيون مستفسرة، لكنه وبكل براءة هز كتفيه مبتسماً، بينما كانت تعابير وجهه تعبر عن عدم الاكتراث.
في الوقت نفسه كان الشيوخ يحدقون بالموقف العبثي أمامهم بعيون مذهولة، لم تكن وقاحة تشيونغ ميونغ مفاجئة بشكل خاص إنما كانت رد تانغ باك الذي تقبلها دون أي إهانة أو غضب، وعلى الرغم من ذلك كان يونغ سو الذي يشد قبضتيه حتى كادت أظافره تنغرس في راحة يده، لا يزال يبحث عن إجابة وضحة.
"إذاً، ما هو رد رب الأسرة؟"
سأل يونغ سو، محاولًا استعادة السيطرة على الموقف لينظر تانغ باك إليهم بهدوء، وينطق بصوت قوي،
"طريق عائلة تانغ لا يختلف عن جبل هوا، فما المانع بالتكاتف معًا؟" كان صوته مؤثرًا، يعكس العزم والثقة.
"رب الأسرة؟"
همست الأصوات مرة أخرى، بينما كانت الأنفاس تتقطع في المكان.
"إذا كان هناك أي تهديد يقترب، فسيكون من واجبنا أن نتصدى له، لا أن نغض الطرف ونخشى من الظلال!"
عندما نطق بكلماته هذه، كانت صوته عميقًا وحاداً، يخرج من أعماق صدره كالرعد، مما جعل الجميع يشعرون بقوة رسالته.
"لا أعلم بأي وجه قد أتيتم لهنا، ولكن..."
"......."
"ليس من أسلوب عائلة تانغ غض البصر عن النيران التي تحرق الآخرين لمجرد أنها لا تصل لهم"
حدق تانغ بو بعينين متشككتين وهمس بداخله بنبرة تحمل استغرابًا عميقًا.
'لا ... منذ متى كنا هكذا؟ هل تغيرت عائلة تانغ بغيابي؟'
اشتد الغضب في قلوب الشيوخ الثلاثة، وخصوصًا يونغ سو، الذي أعاد بصره نحو تشيونغ مون، متحدثًا بنبرة تهديدية.
"أهذا هو جواب جبل هوا إذا؟"
"أه، هذا الوغد! هل حلقت عقلك مع شعرك؟ ألا يستطيع رأسك الأصلع استيعاب لغة البشر؟"
"هاه؟"
لم يُدرك يونغ سو ما يجري وتراجع متفاجئاً أمام سيل الشتائم الذي تدفق نحوه، بينما كانت ملامح وجهه تتجمد.
"ألم تقل إنك لست مؤهلاً لاتخاذ قرار قبل قليل؟"
كان صوت تشيونغ ميونغ يتصاعد، وكأنما يثير عاصفة من الغضب.
"اج.. ل"
أجاب يونغ سو بتردد
"إذاً، ما الذي يجعلك تظن أنك مؤهل لاستجواب ساهيونغ أيها اللقيط القذر؟"
"....."
كان نبرة الصوت مزعجة وساخرة لأبعد حد، جعلت بطونهم تلتوي، والغضب يتصاعد في صدورهم، غير قادرين على الرد.
"لم أعد أستطيع تحمل هرائكم هذا"
بينما نظر تانغ بو إلى تشيونغ ميونغ بعيون ضيقة وهمس بداخله
'هيونغ، متى تحملت شيئًا؟'
هبطت يد تشيونغ ميونغ على الطاولة بقوة بينما حدقت عيناه بهم بحدة، ويده الأخرة مشدودة على السيف بخصره
"انقلعوا من هنا، أيها الأوغاد، واحضروا زعماء طوائفكم، هذا ليس مكانًا لأمثالكم!"
بعد كلمات تشيونغ ميونغ الحادة ساد الصمت وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر.
الشيوخ، الذين لم يستطيعوا تمالك أنفسهم من الغضب، نهضوا من أماكنهم، عاجزين عن فعل شيء سوى العودة إلى حيث أتوا.
كانت ملامحهم تعكس الغضب والاستياء، بينما كانت أقدامهم تتقدم ببطء، وكأن كل خطوة تحمل ثقل العالم.
لم يستطع يونغ سو تجاهل مشاعر الغضب المتأججة في داخله.
ألقى نظرة أخيرة على تشيونغ ميونغ، وكانت عيناه متجهتين نحوه، تحملان مزيجًا من الاستنكار والتحدي، وكأنما يقول
"هل حقًا تعتقد أن وقاحتك هذه ستمر هكذا؟"
لكن تشيونغ ميونغ نظر إليه بوجه مليء بالغضب والتحدي.
لم يستطع يونغ سو فهم سر هذا الغضب الشديد، على الرغم من العداوة غير المعلنة بين الطوائف الصالحة إلا أنه لم يظهر أحد هذا العداء الصارخ.
كانت تلك نظرات كراهية خالصة مما زاد من حنقه.
"لقد فهمت موقف جبل هوا جيداً، أمل فقط ألا تندموا على هذا القرار"
"مهما كان القرار الذي سنتخذه سيكون أفضل من جر أذيالنا كالجبناء والاختباء في زوايا الجبل بينما ندعو " اووه بوذا العظيم أنقذنا""
كانت إجابة تشيونغ ميونغ الساخرة ونبرته المستفزة تهز كيان يونغ سو وتؤجج البراكين المشتعلة داخله.
لتكون تلك اللحظة بمثابة وعد غير معلن، حيث كانت المعركة قد بدأت بالفعل، لكن لم تكن تلك المعركة جسدية، بل كانت صراعًا على النفوذ والكرامة.
..........
اه كان الأمر هكذا إذا
استعاد السيوف الخمس وعيهم، وتوجهت أنظارهم نحو تشيونغ ميونغ، لكن نظراتهم لم تكن تراقب وجهه، بل كانت متركزة على جانبه الأيسر.
وفي تلك اللحظة، تجلت الحقيقة المروعة أمامهم كان المكان يفتقر إلى ذراعه اليسرى.
تلك الفجوة التي لا يمكن تجاهلها، تعبر عن عمق الألم والمعاناة، وكأنها تمزق نسيج واقعهم وكأنها جرحاً غائراً في نسيج كيانهم.
تجمدت ملامحهم، وكأنهم شهدوا انهيارًا في عالمهم. اتسعت عيونهم في ذهول، وكأنهم يتأملون كابوسًا يتجسد أمامهم، بينما انساب شعور الصدمة في قلوبهم، كأن الفجوة تمزق أوصال الروح، وتغرس الخوف في أعماقهم.
تبدلت مشاعرهم بين الخوف والقلق، وبدت تعابير وجوههم كلوحة مرسومة بعواطف مختلطة، غير قادرة على وصف ما شهدوه.
كانت الأفواه تُفتح في صمت، بينما كانت الأسئلة تتراقص في عقولهم دون إجابات.
لكن الصدمة التي اعترتهم كانت أكبر من مجرد كلمات، كانت تتجلى في كل تفصيلة من تفاصيلهم.
"كيف يمكن أن يحدث هذا؟"
همس بايك تشيون، بينما كانت شفتاه ترتعشان، ويده ترتفع نحو الفجوة، محاولًا استيعاب ما يجري.
ولكن فجأة شعر بضغط ثقيل يطبق على صدره، كأن ثقل العالم كله قد استقر عليه.
كان في تلك اللحظة على وشك مناداة تشيونغ، لكن يده الممدودة تراجعت برهبة، بينما ارتجف جسده وكأن الخوف قد تسلل إلى عظامه.
وضع يده الأخرى على صدره، وشعر بأنفاسه تتعثر، كأن الهواء قد امتلأ بشيء ثقيل، مما جعله يكافح من أجل التنفس.
كانت الطاقة التي تحيط بتشيونغ غامرة، شعورٌ لم يختبره بايك من قبل؛ كان كالعواصف التي تهب من بعيد، تحمل معها نية قتل لا يمكن تجاهلها.
كيف يمكن لنية كهذه أن تكون حية بهذه الدرجة، تتقافز وتخفق في الهواء كأفعى مائعة، تتلوى حول قلبه؟
تجمدت اللحظة، وكأن الزمن أوقف ساعته.
كل شيء من حوله بدأ يتلاشى، الأصوات، الحركات، حتى الهواء نفسه.
كان بايك تشيون يشعر وكأن تلك النية القاتلة تلتف حوله، تنغرز أنيابها في روحه، على الرغم من أنها لم تكن موجهة نحوه مباشرة، لكن وقعها كان كالسيف، يقطع أنفاسه ويجعل قلبه ينبض بشكل متسارع.
بينما كان الآخرون البعيدون غير مدركين لهذا الاختناق الروحي، كان بايك يتنفس بصعوبة، محاولًا مقاومة هذه الموجة من الرعب.
كيف يمكن أن يكون هذا الشخص، الذي كان دائمًا درعًا لهم، في هذه الحالة المزرية؟
كانت عينيه تتجولان في وجه تشيونغ، وعندما التقت عيونهما، شعر كأن قلبه قد انكسر.
عينان ورديتان تعكسان رونق أزهار البرقوق المتفتحة بالربيع، عميقتان كبئر كانت تلك عيناه لكن
"ما هذا؟"
كانتا الآن كعواصف عاتية بلا قلب محاطة بظلال عميقة، أشبه بزجاج معتم.
لا تحمل أي أثر من المشاعر، وكأنها تخفي فراغًا عميقًا في روحه، حيث فقدت كل بريق من الحياة.
فارغة، بلا حياة، كأنها تحمل عبء العالم بأسره.
قطع ذلك المظهر قلب بايك كالسيف، بينما كانت الفجوة حيث كان ينبغي أن تكون ذراعه اليسرى هي أكثر ما آلمه.
لم يكن هناك شيء سوى فراغ قاتم، يرمز إلى الفقدان، وكأن جزءًا من روح تشيونغ قد تمزق.
في تلك اللحظة، تجمدت المشاعر.
كيف يمكن أن يطلقوا عليه لقب "الحياة" وهو يبدو كظل لنفسه؟
كيف للإنسان أن يظهر بهذه الحال المزرية، وكأنه يعيش في كابوس لا ينتهي؟
كانت الأسئلة تتلاحق في ذهن بايك تشيون، بينما كان يتأمل في ذكرياته مع تشيونغ، الرجل الذي دائمًا ما كان يقف أمامهم، متصدياً للأخطار دون تردد.
كلما تأمل بايك في حالة تشيونغ، ازداد شعوره بالضياع.
كان يعاني، لكنه كان لا يزال يعيش، لكن هل كان ذلك كافيًا؟
كان يظهر علامات من الألم، ومع ذلك، كيف يمكن أن ينظر إليه على أنه حي وهو في هذه الحالة؟
وبينما كان يقاوم الشعور الرهيب الذي اجتاحه، خرج من فمه صوت مختنق.
"تش.. يو.. نغ.."
.............
احم احم ما بعرف ان عرفت وصل الشعور الفكرة براسي كانت احلى بس ما عرفت ظبطها بصراحة انا فكر وابكي ما يطلع حكي🤣🤣 لازم ترجع الامتحانات ليجو الافكار بس انو يعني حاولت اذا حسيتو شي ما ظابط او مكرر قلولي بعدلو لنخرج معا برواية احلى🤣🤣
تعليقات
إرسال تعليق