حر من القيود
تسابقت الأفكار في رأسه بينما يغلق عينيه بإحكام كما لو كان يهرب من الهواجس التي تطارده، السكون العميق الذي غلف المكان جعل قلبه يتوقف لوهلة عن النبض كما لو أن الزمن قد تجمد، شعور الوحدة يتسلل لأعماقه، يخنق أنفاسه ويؤجج النار بصدره المحترق، لوعة الفراق التي لم تفارق ذهنه يوماً.
تردد الصمت في أذنيه كصدى بعيد، كلما ملأ ذهنه هو صور مشوهة لأحبائه الذين فقدهم
"هل ..."
طعنته تلك الوساوس كخنجر يلتف ويغرز عميقاً في روحه الجريحة، لم تكن لديه الشجاعة لفتح عينيه ومشاهدة الغرفة الفارغة ولكن في تلك اللحظة رن في أذنيه صوت مألوف صوت مزعج ويثير الحنين
"هاه؟ ساهيونغ؟"
"تشيونغ ميونغ؟"
كافح الأصوات بداخله وفتح عينيه كما لو كان يناجي لأجل الخلاص من العذاب الذي أحاط به، في تلك اللحظة انحسرت تلك الظلال في لحظة واحدة.
أمام عينيه كان رفاقه يقفون وينظرون له مع ابتسامة على وجوههم كما لو عادو من غياهب النسيان، كانت وجوههم تنبض بالحياة لكن
"هل هذا حقيقي؟"
اجتاحت مشاعره عاصفة من الفوضى كان رفاقه محيطين به لكن صورهم تداخلت بطريقة مروعة كلوحة فنية متصدعة تتبدل بين الحياة والموت في لحظة.
ابتسامة أخيه الحانية والمشرقة وعيناه اللتان لطالما احتضنتاه بدفئهما، تبدلا لأخرى جاحظة من أثر الرعب بتعبير مشوه ودم يتدفق من جرح عميق في جبينه.
"س...اه...يو...نغ"
و تشيونغ جين الذي كان ينظر له بابتسامة مشرقة على وجهه ونظرة فخورة كما العادة لكن،
سرعان ما تبدلت ابتسامته لأخرى يائسة لشخص تخلى عن حياته في كهف لا يعرف النور إليه طريقاً على أرض صلبة قاسية وبجسد جريح تسيل منه الدماء يحتضن بيديه الضعيفتين وجسده المفتت إرث الطائفة الذي فداه بروحه
وآخر
وآخر
وآخر
وجوه شاحبة خالية من الحياة تارة وتارة ابتسامة دافئة ووجهاً سعيداً نابضاً بالحياة، ندائهم الصادق يتحول لصرخات موت تحيط به كدوائر من اليأس لتختلط بذلك مع همسات الذكريات المريرة
"تشيونغ ميونغ!؟"
ترددت في أعماق روحه لتعبر عن ألم لا يحتمل، حيث تشابكت أصواتهم الدافئة، تلك التي كانت تُشعره بالطمأنينة، مع صرخاتهم المتألمة، تتردد في أذنه كأصداء لشبح ماضٍ لن يزول.
بدا له كأنهم يتحدثون في آن واحد، يُشيدون بذكريات الفرح، ثم يُصرخون في وجهه كأنما يطلبون النجاة من عذابات لا تنتهي.
كاد رأسه أن ينفجر بينما تتداخل كسيمفونية من الذكريات المؤلمة لتغرقه في بحر من الذنب والندم تمزق قلبه وتحطم روحه
"لم أكن هناك عندما احتجتم إلي!"
"كنت عاجزاً عن فعل أي شيء"
"كان يفترض بي حمايتكم"
"أنا...."
"كنت الشخص الذي يجب أن يموت"
(هالكلمة قطعتلي قلبي بشكل)
كلما حاول التركيز على أحدهم، كان الآخر يتلاشى، وكأنما كان يُفقد جزءًا من نفسه مع كل ذكرى يترنح على الخيط الفاصل بين الحياة والموت، حتى بات غير واضح، كأنما كان يسير على حافة هاوية.
شعر بموجة من الألم والحنين، وتدفق الدماء في عروقه كالأمواج العاتية وكأنما كانت تلك الذكريات تُعصر من قلبه.
كان الكابوس يتكرر، حيث يجد نفسه محاصرًا بين الفرح المُزيف والحزن العميق، بين الذكريات التي لا تُنسى والأحلام التي تحطمت.
.................
"تشيونغ ميونغ"
"أجل ساهيونغ؟"
"أليس هذا شيخ عائلة تانغ من المرة السابقة؟"
التفت تشيونغ ميونغ خلفه ليجد تانغ بو الذي كان يحدق به بعيون متلألئة ومشعة، تشوه وجهه عند هذا المشهد وأظهر كل الانزعاج الذي يمكن أن يظهر وبتذمر أجاب
"أجل"
"هل فعلت شيئا له؟"
"لا ساهيونغ ألا يمكنك التوقف حقاً لما تعتقد أنني أتجول هنا وهناك وأضرب الآخرين وأتسبب بالمشاكل؟"
"ألست كذلك؟"
"هاه؟ .... عند التفكير بذلك"
عندها ومضت في ذهن تشيونغ ميونغ ذكريات تسكعه عن عمد في مناطق الطائفة الجنوبية لكي يتسلى بضربهم، والمشاهد التي لا تعد ولا تحصى له وهو ينهال على الآخرين بالضرب لم يستطع تشيونغ ميونغ إنكار ذلك
"حسنا ..ربما قليلا؟ ولكن صدقني هذه المرة حقا لم أفعل شيئاً هو من يلتصق بي كالعلقة"
"فهمت"
"لا ساهيونغ هل يمكنك قول ذلك بعد إزاحة هذه النظرة؟"
"أي نظرة؟"
"ذاك الوجه الذي يصرخ: لا أصدقك ولكن حسنا أيا كان ليس وكأنه كان يوماً أو اثنين"
"تشيونغ ميونغ"
"أجل"
"اصمت"
"...."
كان كل من السيوف الخمس وهاي يون وحتى تانغ بو يشاهدون هذا المشهد مفتونين حينها قد شعرو بذلك
"حقاً هناك سماء فوق كل سماء"
وبينما كان تشيونغ مون يرحب بتانغ بو كان تشيونغ ميونغ يحدق بهما ويفكر
'عائلة تانغ'
'شيخ'
'كان قويا بعض الشيء'
'ساهيونغ يبدو أنه يحبه '
'اوه'
وفي تلك اللحظة صرخ
"ساهيونغ!"
.......................
بينما كان تشيونغ ميونغ غارقًا في دوامة أفكاره، يتخيل نفسه محاصرًا في وهم جديد، فجأة، عصف به صوت قوي بجانبه
"بووووووووم"
"أيها الأحمق ما الذي تفعله"
"ألا تراه مصدوماً؟"
"تشيونغ ميونغ هل أنت بخير؟"
تشيونغ مون الذي وبخ تشيونغ جين راح يتفقد تشيونغ ميونغ بعيون قلقة، صوت المفرقعات الذي دوى في المكان كما لوكان انفجار فرح في قلب الليل، أعاد الحياة لقلبه الميت، كما لو كان يعلن عن عيد لم يتوقعه
"هاه؟"
اتسعت عيناه في ذهول وكأنما استيقظ من كابوسٍ طويل، بينما تساقطت الزينة اللامعة حوله، تضيء المكان بألوان زاهية كنجوم سقطت من السماء.
"......"
تدفق شعور غير متوقع من الارتباك، إلا أن الخوف لا يزال يتسلل إلى قلبه، كأنما كان واقعًا غير مسموح له بلمسه.
حاول أن يتكلم، لكن الكلمات تجمدت في حنجرته، كأنها سجينة في قفص من الصمت.
ارتجف جسده، وشحب وجهه حتى أصبح كالقمر في ليلة مظلمة، بلا أمل.
كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال داخلي، هز كل أركان كيانه وفي لحظة، خارت قواه وكأن الجاذبية قد سرقت كل ما تبقى من طاقته، حتى يسقط على ركبتيه ليهرع إليه كل من تانغ بو وتشيونغ مون وجين
"تشيونغ ميونغ!"
"هيونغ!"
"ساهيونغ!"
في تلك اللحظة، اجتاحه السكون بعد العاصفة، شعر تشيونغ ميونغ بأن كل شيء قد انكسر داخله.
كان قلبه يضرب بقوة، شعر بدفء الأيدي التي لامسته وحرارة أنفاسهم القلقة ليرتمي بين أحضانهم سامحاً لكل قيوده بالانكسار، تدحرجت دموعه كحبات المطر، كأنها نهر قد انفتح بعد جفاف طويل.
مع أول دمعة انحدرت من عينه، شعر وكأنها جرس إنذار يوقظ كل الآلام المكبوتة وتدفقت الدموع كالأمطار الغزيرة، تروي أرضًا جرداء احتاجت إلى الحياة.
"آه..."
تحول بكاؤه إلى صرخات مكتومة، تنفجر من أعماقه كبركان خامد تم استثارته.
كانت تلك الصرخات تنبعث من عمق روحه، تحمل معها كل مشاعر الخوف والفقد والندم التي عاشها طيلة تلك السنين.
"آآآه...آآه..."
جسده يرتعش، وكأنما كان في صراع مع قوى غير مرئية ،دموعه تتساقط دون هوادة، تتسرب عبر خديه، كأنها تبحث عن مخرج من سجن الألم.
كان يشعر بأن كل دمعة تحمل معها جزءًا من قلبه، تُحرره من قيد الماضي، لكنها في ذات الوقت تُذكره بما فقده.
كلما زادت وتيرة بكائه، زادت معه مشاعر الراحة والحرية. كان كما لو كان يترك كل ثقل من أحزانه يتلاشى في الهواء، كغيمات تتكسر في أشعة الشمس.
"آآآآآآآآه"
ومع كل تنفس، كان يشعر بأن الهواء يملأ رئتيه بشيء جديد، شيء لم يشعر به منذ زمن: الأمل.
وبينما كان رفاقه يراقبونه، كانوا كالأشجار التي تحميه من عواصف الحياة.
قربهم منه كان كحبل نجاة، يربطه بالعالم الخارجي، شعر بوجودهم يحيط به ويجعله يشعر بالأمان.
"آآآه"
بكاؤه لم يكن مجرد تعبير عن الحزن، بل كان بمثابة شفاء. كان يُحرر كل ما كان يعتقله في أعماقه، يُخرج كل الأسئلة التي لم يجد لها إجابات.
"أهو سراب؟ أم واقع؟"
كانت تلك الأسئلة تتردد في ذهنه، لكن في عمق بكائه، كان يجد نوعًا من الصفاء، وكأن كل الإجابات ليست ضرورية الآن.
ومع مرور الوقت، بدأت نوبات بكائه تخف، وبدأت أنفاسه تتماسك، كأنما كانت تعود إلى إيقاع منتظم. لكن الدموع لم تتوقف، بل استمرت في الانسياب، كأنها تروي قصة طويلة من الألم والشوق.
شعر بتدفق هائل من الراحة يغمره، كأنما كان يحمل عبئًا ثقيلًا على كاهله.
كان لديه شعور بأن رفاقه هم الملاذ الآمن الذي طالما بحث عنه. كانت ضحكاتهم كأنشودة تُبعد شبح الفقد والقلق، تُعيد له الأمل في الحياة.
الدموع التي انهمرت من عينيه كانت تغسل روحه وتعيد إليها الحياة وتزيح الحجارة التي أثقلت قلبه وأطبقت على صدره.
الرفاق الذين كانوا في البداية مجرد ظلال في ذاكرته، أصبحوا هنا، يحيطون به كأشعة شمس في صباح عاصف.
اقتربوا منه، يمدون أذرعهم في حركة لطيفة، كأنهم يرسلونه إشارات الطمأنينة وفي تلك اللحظة، احتضنهم بقوة.
كان احتضانهم كلمسة سحرية، تُعيد له جزءًا من نفسه المفقود، شعر بدفء أجسادهم، وكأنهم يحمونه من زوّار الخوف والقلق الذين كانوا يتربصون به.
كانت قلوبهم تنبض كموسيقى واحدة، تُعزف على أوتار الرفقة والمحبة.
ومع كل عناق، كانت كلماته تتساقط كأوراق الشجر في الخريف، تحمل معها كل ما كان يخشى البوح به.
"لقد فقدتكم... كنت خائفًا... لم أكن أعلم كيف سأواجه الحياة بدونكم."
كانت صوته يتقطع بين الشهيق والزفير، وكأن كل جملة كانت تحتاج إلى جهد خارق للخروج.
في تلك اللحظة، بينما كانت الزينة تتناثر من حوله كحلم يتلاشى، بدأ تشيونغ ميونغ يشعر بأن الألم يمكن أن يتحول إلى قوة، وأن هذه اللحظة، رغم قسوتها، هي بداية جديدة. فكل دمعة كانت تُسقط عنه عبئًا، وكل صرخة كانت تُعيد له جزءًا من روحه، لتخطو نحو النور مرة أخرى.
فداخل زحام الذكريات والأحاسيس، تأكد أن هذه هي عائلته الحقيقية، وأنه ليس وحده في معركته. كانت تلك اللحظة بمثابة انطلاقة جديدة.
..............
"ساهيونغ"
"ماذا؟"
"إنه صديقي"
"هاه؟"
"قلت أن أحضر صديقا"
"هاه؟"
التفت تشيونغ مون إلى تانغ بو الذي كان وجهه لا يختلف كثيراً عنه لا لربما كانت صدمته أكبر
"منذ لحظات كان ذلك الوغد يصرخ بوجهي للابتعاد"
بدا كما لو أن تانغ بو لم يكن لديه فكرة عن أي من هذا بينما تشيونغ ميونغ الذي نظر إلى تشيونغ مون كجرو يطلب مديحاً ووقف بفخر كما لو أنه طفل جلب لوالده هدية
"تشيونغ ميونغ...أعتقد أن مفهوم الصديق مشوه عندك قليلا"
لم يستطع تشيونغ مون النطق بتلك الكلمات، كانت نية تشيونغ ميونغ واضحة
"لقد أحضرت لك صديقا لذا كف عن إزعاجي ودعني أفعل ما أريد"
إلا أن اعترافه بصداقتهما خطوة عظيمة نحو الأمام لذا وبوجه حنون وابتسامة دافئ حدق تشيونغ مون به
"تشيونغ ميونغ"
"أجل ساهيونغ"
"أعد الأموال التي سرقتها من قطاع الطرق"
"كنت تعلم"
"هذا واضح"
"ألا يمك.. "
"لا"
"تشه"
"......"
"......."
"......."
"......."
"......."
"......"
.........................
بعد فترة من البكاء، بدأت نوبات الحزن تتلاشى شيئًا فشيئًا، واستعاد تشيونغ ميونغ أنفاسه المتقطعة. رفع رأسه ببطء، مُحدقًا في وجوه رفاقه الذين احاطوا به، وكانت تعبيراتهم محملة بالقلق والدهشة. كل واحد منهم كان يمثل جزءًا من عالمه الذي فقده، وكأنهم كانوا مرآة تعكس مشاعره المضطربة.
نظر حوله، ووجد المكان مزينًا بألوان زاهية، كأنه احتفالٌ غير متوقع في قلب العتمة.
الأضواء تتلألأ، والزينة تتدلى من السقف، تُضفي على المكان جوًا دافئًا من الفرح.
لكن ما لفت انتباهه أكثر كان الطاولة الكبيرة، التي كانت مليئة بكل الأطعمة التي يحبها، أطباق من المأكولات التي كانت تذكره بأيام سابقة، ومن بينها كان الطبق الذي اعتاد تشيونغ مون إعداده له في عيد ميلاده، حين كانت الضحكات تعلو في كل زاوية، والأحاديث تدور بلا انقطاع.
وعلى الطاولة، كان الكحول الذي لم يخرجه تشيونغ مون إلا في المناسبات المهمة، والذي لطالما تسلل لسرقته خلسة، يُزين المكان أيضًا. زجاجات تتلألأ تحت الأضواء، وكأنها تناديه، تُذكّره بأوقات الفرح والجنون التي عاشها مع رفاقه.
تجمدت مشاعره للحظة، بين الحزن والدهشة.
'هل هذا حقًا لي؟'
'هل حقا يمكنني أن أؤمن بذلك؟....هل ...يسمح لي بأن أصبح سعيداً؟'
تساءل في نفسه، بينما كان القلب يرفرف في صدره، كانت تلك اللحظة بمثابة تذكير بمدى قربهم، وبأنهم لم ينسوه حتى في أشد اللحظات ظلمة.
شعر بشيء عميق يغمره، مزيج من الراحة والقلق. كانت عواطفه متضاربة، كأنما تتصارع في داخله. كان أحيانًا يشعر بأنه محاصر بين جدران الماضي، وأحيانًا أخرى يشعر بأن الأمل قد بدأ ينمو في قلبه.
لكن قلبه بدأ ينبض من جديد، وكأنما الجروح القديمة بدأت تشفى، كان المكان مليئًا بالأمل، وكان رفاقه هم الحبل الذي يربطه بالعالم. نظر إليهم، ورأى في عيونهم ما كان يحتاجه أكثر من أي شيء آخر: الدعم، الأمان، والمحبة.
مع كل لحظة تمر، بدأ يشعر بأنه يمكن أن يتجاوز الألم، وأنه ليس وحده في هذه المعركة. كانت تلك اللحظة بداية جديدة، فرصة لبناء ذكريات جديدة مع الأشخاص الذين أحبهم، وتجاوز ذلك الكابوس المظلم
هو يعلم أن الطريق أمامه ليس سهلاً، لكن بوجودهم، بدأ يشعر بأنه يمكن أن يتجاوز الألم، وأن الحياة لا تزال تحمل له مفاجآت جميلة.
............................
شيئًا فشيئًا، بدأت دموع تشيونغ ميونغ تتلاشى كندى الصباح تحت أشعة الشمس، بينما احتضن رفاقه بقوة، كمن يحاول أن يجمع شتات روحه الممزقة. أحاطت ذراعيه المرتجفتان بهم، وكأنهم درعٌ يحميه من عواصف الذكريات المؤلمة التي كانت تضربه بلا هوادة. شعور الأمان تسلل إلى قلبه كنسيم رقيق يهب على وجهه بعد عاصفة، وفي تلك اللحظة، تبدد الضباب الذي كان يعيق رؤيته، ليصبح المشهد أمامه أكثر وضوحًا.
**ذلك الدفء**
**هذا الشعور**
**تلك النظرات**
كانت حقائق ملموسة، وليس مجرد سراب كان تشيونغ مون، كما عهده دائمًا، يربت برفق على ظهره، بمظهر ووجه دافئ وعيون حانية، بينما كان تشيونغ جين متجمدًا في مكانه، وعيناه تتسعان بدهشة، كأنما كان يشاهد وحشًا مُنكسراً للمرة الأولى.
'ساهيونغ؟ يبكي؟ بهذه الطريقة؟'
همس جين، وكأن الكلمات تتسلل من بين شفتيه ببطء.
'ذلك الساهيونغ؟'
ترددت الأفكار في ذهن جين، حيث كان تشيونغ ميونغ بالنسبة له القمة التي لا يمكن بلوغها، وحشًا منيعًا بمزاج قاسي وشخصية لعينة لكنه كان الآن كجبلٍ يتهاوى تحت وطأة الزلازل.
جسده، الذي كان مشدودًا كوتدٍ في الأرض، أصبح مُتراخيًا، وكأنما فقد كل قوة كانت تجري في عروقه. كان يتنفس بصعوبة، وكأن كل نفس يأتيه يحمل معه عبء الذكريات المؤلمة، تلك الذكريات التي احتضنها في زوايا قلبه.
بدا تشيونغ ميونغ، الذي يُختنق بدموعه، كشخص مختلف، أكثر إنسانية، وأكثر قربًا من رفاقه.
وفي تلك الأثناء كان تانغ بو الذي يراقب، يتألم في داخله لرؤية حال صديقه لم يستطع أن يفهم ما يمر به إلا أنه الألم الذي تملكه قد وصل إليه بشعور ولكن
كيف له أن يفهم؟
كيف له أن يتصور مشاعر شخص خسر كل شيء في لحظة واحدة؟
كيف له أن يعلم الألم الذي يجتحه وهو يتأرجح بين واقع قاس ومظلم حيث يقف به وحيداً منكسراً بجسد جريح يحتضن جثث رفاقه ويذرف دموعاً من الدماء، وبين حلم أشد قسوة حيث حيث يعانق أجسادهم الدافئة، بينما تتسلل حرارتها لتذيب الجليد في قلبه، ليذرف الدموع بين أحضانه
**القوة؟**
نعم، لقد كان قوياً، لكن هذا ليس ما سعى إليه.
**القتال؟**
نعم، لقد قاتل بكل قوته، لكن ليس لأنه أراد، كانت بالنسبة له حربًا بلا معنى، لكن وجه أخيه الذي يبتلع مرارته الدافع الذي يلقي به بساحة المعركة
الرغبة بحماية الطائفة التي آوته
الأمل بالعودة من جديد الذي تلاشى من بين يديه كقلعة رملية هشة
وكانت النهاية
أنقذ العالم
لكنه
خسر كل ما لم يكن ينبغي له أن يخسره
لم يبقى شيء على ذاك الجبل، فقط جثث وأجساد مشوهة، وأرواح فشلت في العودة
وفي ذلك المكان كان موجودا أيضا
جسده هذا ما هو إلا وعاء خاو، روحه لا تزال هناك، مقيدة بين تلك الجثث، غارقة في ذاك البحر القرمزي
هذا الألم جعله يتشبث بالوهم الحلو الذي ظهر أمامه، المرة الأولى التي يحرر بها مشاعره المكبوتة، الألم في قلبه الذي كان كحد السيف شديداً وقاسياً
لذا
كان هذا قراره
الآن سيحررها
سيدع ذلك الكابوس خلفه
تلك الحرب،
الجثث،
الدماء،
الشيطان السماوي،
الطائفة المنهارة،
الأحفاد الذي يكافحون للبقاء،
العودة،
كل شيء
كلها كانت سراباً، هاجساً قاسياً لإيقاظه من غفلته، وما أمامه الآن هو الواقع.
وكانت تلك اللحظة التي ودع بها شكوكه في قلبه، حيث أصبح ذلك الحلم هو الواقع.
عانقت ضحكات رفاقه الأجواء لتشعره بأنه ليس وحيداً بعد الآن، لتعيد الحياة لقلبه الميت
الآن بات الواقع القاسي كابوساً، والحلم واقعاً
..........
تسللت أشعة الشمس الذهبية إلى غرفته لتداعب وجهه بلطف بينما هبت نسمات لطيفة نشرت رائحة البرقوق العطرة بأرجاء الغرفة، التقط فنجان الشاي الدافئ وهو يستنشق عبقه بكل سلام
"الجو مسالم"
وفي اللحظة التي اقترب فيها الفنجان من شفتيه
"جانغ مون ان"
"زعيم الطائفة!"
"أوقف ساهيونغ أرجوك"
تشيونغ مون الذي قفز من مكانه فزعا بينما كاد أن يسكب الشاي الساخن على نفسه وحدق بالتلاميذ الذين انهالوا عليه كالبرق الذي يسبق عاصفة رعدية مدوية، في الواقع كان خطأه فعند النظر حوله والتحديق بالمكان الفارغ الذي اعتاد تشيونغ ميونغ الجلوس به كان لابد له أن يتوقع شيئا كهذا
وضع تشيونغ مون فنجان الشاي بيده على الطاولة بهدوء وأخذ نفسا عميقا وسأل بصوت هادئ كعادته
"ما الأمر"
"هذا..."
"الشيخ..."
"ساهيونغ...."
نظر التلاميذ الثلاث إلى بعضهم البعض بلحظة هدوء،
"يونغ تشي فلتتكلم أولاً"
(شخصية جديدة من كيسي😂)
رداً على تشيونغ مون قدم يونغ تشي الرسالة في يده إلى تشيونغ مون
"رسالة؟"
بدا التلميذ مرتبكا وعاجزا عن إخبار زعيم الطائفة بالأمر فتح تشيونغ مون الرسالة بهدوء وبدأ بقرائتها، كانت عيناه تنقلبان وتتسعان كما لو كانتا ستخرجان من مكانهما وتتجمع الأوردة الحمراء على وجهه شيئاً فشيئاً
"هذا....."
تشيونغ مون الذي أغلق الرسالة غاضباً أخذ أنفاسا عميقة محاولا التماسك بينما أشار للتلميذ الآخر بالكلام
"ما الذي قلت أن تشيونغ ميونغ فعله؟"
"هذا..لقد قام بضرب تلاميذ الحافة الجنوبية"
"......"
"زعيم الطائفة؟"
"أهذا فقط؟"
"هاه؟"
"وأنا الذي ظننت أنه أمر أكبر"
"لم يكن وحده"
"هاه؟"
"قام هو وشيخ عائلة تانغ بالتعدي على مكانهم والشجار معهم ومن ثم ضربهم وسرقتهم"
"........."
"........."
ارتسمت ابتسامة على شفتي تشيونغ مون بينما كان جسده يهتز وشفتاه ترتجفان لينظر أخيرا إلى تشيونغ جين
"تشيونغ جين؟"
بدا تشيونغ جين مترددا بالحديث وهو يحدق بزعيم الطائفة الذي يقبض يديه ويبتلع غضبه بصعوبة
"تشيونغ جين؟"
عند سماع ذلك الصوت الغاضب أجاب تشيونغ جين بسرعة
"ساهيونغ خطف طفلا"
"هاه؟ أعتقد أنني كبرت بالسن ما الذي قلته؟"
"ساهيونغ خطف طفلاً"
"........"
"........"
على الرغم من تكرار السؤال كان الجواب الذي عاد نفسه، مضى يوم بالكاد منذ أن عاد تشيونغ ميونغ جارا خلفه تانغ بو إليه كما لو كان يقدم إليه هدية ما بفخر
"إنه صديقي"
حينها اجتاح تشيونغ مون الندم وتمنى لو يعود الزمن به ولا يخبره بشيء كهذا أبدا، كان تشيونغ ميونغ زلزالا متحركاً بحد ذاته والآن؟
بات زلزالاً مصحوباً بتسونامي
تشيونغ مون الذي تلقى تلك الأخبار الصادمة بدأ يضحك ضحكة فارغة بينما يشد قبضتيه وحينها كاد تشيونغ جين يقسم أنه رأى شيئا أبيض يتسرب من فمه صاعداً للسماء
(الرسالة مجهولة كالعادة بس الي فيها صدمة جد😂😂)
.............
"...بفت.....بواهاهاهاهاهاهاهاها....هاهاهاهاهاهاها"
"ساهيونغ...هل.هه..أنت..هههه...بخير؟..ههه"
قلب تشيونغ ميونغ بصره بين تشيونغ جين الذي يكافح ضحكته التي تحارب للخروج، وبين تانغ بو الذي ارتمى على الأرض ممسكاً بمعدته بيده بينما يخبط الأرض بالأخرى تاركاً ضحكته تتفجر بالمكان
"هاهاهاها....هيونغ.....وجهك"
"أنتم"
عند سماع الصوت الحازم نظر تشيونغ ميونغ إلى أخيه بعينين مشعتين مليئتين بالأمل
'أجل ساهيونغ فلتوبخهم لأجلي'
"لا يجب عليكم....السخرية..بفت....منه....هكذا"
حدق تشيونغ ميونغ به بعينين فارغتين
'ساهيونغ هل يمكنك قول ذلك بعد أن تتقف عن الاهتزاز بهذا الشكل؟وما كانت بفت هذه التي بالمنتصف ساهيونغ'
كان وجه تشيونغ ميونغ منتفخاً وعيناه متورمتان بشدة من أثر البكاء، وجهه الذي بدا كما لو كان تعرض للضرب بشدة، بدا ذلك الوجه مثير للسخرية بشكل سخيف
'هؤلاء الأوغاد'
تسربت صوت منزعج من فمه، لكن كلماته فقدت تأثيرها وسط ضحكاتهم المتعالية في تلك اللحظة، ومع كل ضحكة، بدأ قلبه يشعر بالراحة، وكأن الجروح القديمة بدأت تشفى كان وجهه الذي بدا كوجه مقاتل مُنهك قد بدأ يتلاشى مع كل ضحكة تُطلق في الهواء.
لم يكن الأمر متعلقًا بالسخرية، بل كان احتفالًا بالحياة، بعودة مشاعره، وبأنهم هنا، معه، في هذه اللحظة من الضعف والقوة.
لكن هذا لا يغير حقيقة أنه لن ينسى
'سأريكما فيما بعد خصوصاً أنت تشيونغ جين'
ووسط تلك الضحكات فطن تشيونغ مون إلى أمر مهم جدا، أوقف اهتزاز جسده وحدق بشكل جاد إلى تشيونغ جين لينزل على رأسه بضربة جعلته يرتجف ويتوقف عن الضحك والحراك من أثر الصدمة،
التفت تشيونغ جين للخلف متوقعاً رؤية وجه تشيونغ ميونغ المشوه ليفاجئ بالابتسامة المخيفة لتشيونغ مون
"هاه؟..سا..جانغ مون إن؟"
"ما الذي كتبته بتلك الرسالة أيها الوغد لتجعل الشخص الذي لم يبكي منذ وقت طويل ينهار بهذا الشكل"
اتسعت عينا تشيونغ جين بينما بدت تعابير الظلم ترتسم على وجهه، بينما التفت الجميع إليه بنظرات تتراوح بين اللوم والفضول
"لقد طلبت منك أن تجعله يعود لا أن تسبب له صدمة بهذا الشكل "
"لا هذا ليس خطأي حقاً"
"انظر إلى حاله"
"عد للطائفة"
"هاه؟"
"هذا ما كتبته"
"توقف عن الكذب"
"......"
"حقا؟"
"أجل"
"إذا..."
التفت كل من تشيونغ جين وتشيونغ مون إلى تشيونغ ميونغ الذي بدأ يسعل بحرج بينما يزيح وجهه بعيداً
"لا هذا الوغد الذي يرسل دوماً جرائد طويلة أرسل كلمتين فقط إذا كنت مكاني ألن تقلق؟"
"......"
'هذا ظلم ذلك الوغد يضربني إذا كتبت رسالة طويلة او قصيرة على أي وتر يجب أن أرقص إذا؟'
"......"
"لقد كان هناك دماء على الرسالة"
"دماء؟"
"آه لقد جرحت اصبعي عندما كتبتها"
"......"
"......"
"......"
(لا تسبوني بليز عالرسالة😶🤡)
..................
"ارفع يدك بشكل صحيح"
"تشه"
"يمكنني سماعك"
" لما أنا الوحيد الذي يعاقب؟ "
"تشيونغ ميونغ"
"ماذا"
"اصمت"
"......."
أطلق تشيونغ مون زفيرا عميقا من فمه وهو ينظر إلى تشيونغ ميونغ الذي راح الذي مد شفتيه متذمرا بوجه عابس، وبدا أنه ليس لديه أي فكرة عن الخطأ الذي ارتكبه، وفي تلك الأثناء عرق غزير تصبب من جبين تانغ بو الذي كان يرى ذلك الشيطان يجلس بصمت رافعا يديه بأدب هكذالكنه سرعان ما أشاح ببصره عندما اخترقته النظرات الحانقة لتشيونغ ميونغ وهي تتوعده
'ذلك الوغد سأريك فيما بعد'
تجاهل تشيونغ مون نظرات تشيونغ ميونغ ووجهه العابس والتفت إلى تانغ بو الذي كان جسده يهتز بشدة وبصوت هادئ وبكل الصبر الذي استطاع أن يستجمعه
"هل يمكنك إخباري بما حصل؟"
في تلك اللحظة لاحظ السيوف الخمس وها يون تشيونغ ميونغ وهو يرتجف بشدة ويتصبب عرقا بينما يلوح بيديه بشدة ليهدد تانغ بو بعدم التفوه بأي كلمة ولكن وبنطرة واحدة أغلق فمه ورفع يديه بهدوء
..............
قبل أيام كان تشيونغ ميونغ يتجول في المدينة برفقة تانغ
"هيونغ ما رأيك أن تأت لمنزل عائلة تانغ؟"
"هاه؟ لما سأفعل؟"
"أنت لم تذهب هناك من قبل أليس كذلك؟ لدى عائلتنا ألذ المأكولات كما لدينا كحول مميز"
"أجل مميز لدرجة أنني سأقابل خالقي بعد شربه"
"لا ألا تثق بعائلة تانغ؟"
"أنا لا أثق بك"
"......"
(عرفتو هالحوار😭😭)
.......
" لقد كنت أتساءل دوما ولكن كيف له بشخصيته القذرة تلك أن يكون اجتماعيا لهذه الدرجة؟ "
" لم تمضي عدة أيام منذ أن التقيا حتى"
" لا ساهيونغ ألم ترى كيف كان يتعلق به ويتعرض للضرب طوال الأيام الماضية؟ في الواقع هو الشخص المذهل"
حينها أوضت ذكريات الأيام السابقة في ذهون السيوف الخمس حيث كان تانغ بو يطارد تشيونغ بكل مكان بينما كان الآخر يحاول إبعاده دون فائدة وفي النهاية استسلم له وتركه.
كم كان الأمر سيكون رائعا لو أن جوغول توقف عند ذلك الحد ولكن إذا حدث هذا فلن يكون نفسه
" هاهاها إنه مثل سوووووووه"
وفي لحظة واحدة وبمهارة غرست قبضة سوسو في معدته لترسله محلقا بمهارة فائقة
"اووه"
"أحسنت"
"أنت تتطورين في هذا"
"قريبا ستصلين لمستوى بايك تشيون سيجو"
'أيها الراهب؟؟؟ لما أصبحت هكذا؟ '
(من الشغلات التي لا تعد ولا تحصى الي بحبها بالرواية بعد التنمر عجوغول وهاي يون هي شلون تشيونغ ميونغ بيتعلقو في متل هاي يون ودوي ونوكريم بالذات وهو بيرفسهم 😭😂)
"إذا إلى أين تنوي الذهاب؟ "
" شنشي"
" ها؟ أليست أرض الحافة الجنوبية؟ لما؟ "
بدلا من الإجابة لعق تشيونغ ميونغ شفتيه وابتسم، كانت شنشي بمثابة جنة له حيث بإمكانه تناول اللحوم والمشروبات كما يريد وضرب أوغاد الحافة الجنوبية الذين يتدفقون نحوه كالجراد
"لهذا السبب هيهيهي"
" هيونغ انتظرني"
............
أراد تشيونغ ميونغ وبكل ود وسلام إجراء محادثة عميقة مع تشيونغ جين إلا أنه قرر تأجيلها لكي لا يفسد أجواء الاحتفال، وبعد أن هدأ أفكاره وخمد البركان الهائج بداخله قرر أخيرا أن يسأل
"ولكن ما مناسبة هذا الاحتفال؟ "
" هاه؟ "
"........ "
"......."
وضع تشيونغ مون يده على رأسه عند رؤيته يميل رأسه كما لو كان حقا لا يعلم بينما ابتسم تشيونغ جين بسعادة، كان من المسلي رؤية الجانب الساذج من ذلك الساهيونغ المغرور لذا وبكل حماس اتجه إلى الطاولة بسرعة ليلتقط الكعكة التي تم إعدادها بعناية من أجله، ولكن في تلك اللحظة
"اااااه"
"......."
"......."
"......"
عند الصوت المفاجئ حل الصمت في المكان كانت وجوه الجميع فارغة كما اتسعت أعينهم بشدة، وفي لحظة واحدة ابتعد الجميع عن تشيونغ جين الذي وقف وحيدا يرتجف كورقة شجر بمهب الريح
"ساهيونغ.. ما رأيك أن تهدأ أولا؟"
"أهدأ؟ "
" حسنا لنتحدث قليلا هاهاه"
" حديث؟ اوه أجل سنتحدث سنتحدث عميقا طوال الليل"
"لا سااااهيونغ توقف"
بدأ تشيونغ جين يتلفت من حوله بسرعة باحثا عن طوق نجاة يتشبث به، لكن العيون التي التقت بعينيه بدت كلها كما لو كانت تدعو لروحه بالراحة الأبدية
"فلترقد بسلام ساهيونغ"
" ستكون أول تلميذ لجبل هوا يموت بهذه الطريقة"
" آمل أن تنام روحك بسلام للأبد"
'أيها الأوغاد أنا لم أمت بعد'
تشيونغ جين الذي يأس من هؤلاء الخونة الذين تخلو عنه التفت بسرعة نحو أمله الوحيد وبعيون متلألئة، ونظرة استغاثة حدق بتشيونغ مون، ولكن
'زعيم الطائفة؟؟ لما أنت في الخلف هناك؟! وما الذي تتلوه بهذا الوجه؟؟'
حينها أدرك تشيونغ جين مصيره البائس ونظر نحو تشيونغ ميونغ الذي بات قريبا منه، بدت عروق حمراء قرمزية تنبض في وجهه، بينما تتلوى عيناه وتطلقان شررا قاتلا، وعلى وجهه ابتسامة تصلح كإعلان للجحيم، لكن هذا المشهد المرعب أفسد بسبب الكريمة التي غطت وجهه وملابسه
' لقد انتهيت'
في الواقع كان تشيونغ ميونغ صبورا جدا وكريما بلا حدود تجاه تشيونغ جين هذه الأيام لكنه شعر بصدقه البالغ ورغبته الملحة للتعرض للضرب وكساهيونغ جدير أراد تشيونغ ميونغ وبكل حب تلبية رغبة الساجيل خاصته
"تشيونغ جين"
"أجل ساهيونغ؟"
"سأخبرك أين سأضربك لذا حاول تفاديها اتفقنا"
"هاه؟"
"الكتف، الذراع، الكوع، الكتف، الصدر،"
"لحظ.."
"الرأس الرأس الرأس الرأس الرأس"
تاك تاك تاك تاك تاك تاك تاك
'ألم تكن ضربة واحدة هي الزائدة في العادة؟ هذا ليس عادلا'
وهكذا التفت تشيونغ ميونغ بوجه منتعش تاركا خلفه كومة اللحم المتجمعة في الزاوية واتجه بإشراق نحو تشيونغ مون بينما اقترب تانغ بو أيضا بعدما أزاح الكومة بعيدا عن الطريق وسار بلا مبالاة من فوقه
'الأوغاد الخونة'
..............
"حقا!!!"
"لقد أخبرتك رأيت ذلك بعيني هاتين"
"هذا مذهل إنها ثمينة جدا"
"كما هو متوقع من طائفة الحافة الجنوبية"
حدق تانغ بو والسيوف الست بتشيونغ ميونغ بأعين فارغة بينما تكبر أذناه أكثر وأكثر ويسيل لعابه وهو يستمع إلى حديث الرجلين الصاخب، بدا هذا الوجه المألوف تجسيدا للجشع في أعينهم
" بطريقة ما أشعر بالأسف على طائفة الحافة الجنوبية"
" ربما كان هذا سبب الضغينة الطويلة"
"إذا كان كذلك فأشعر أننا مدينون لهم باعتذار"
"ولكن هل يمكن أن سيجو سيفعل ذلك حقا؟"
"أليس واضحا؟"
"إنه تشيونغ ميونغ"
"أجل"
"إذا لم يفعل ذلك فسيكون الأمر غريبا"
" هاه"
تنهد الجميع بتزامن وهم يراقبون وجه تشيونغ ميونغ الطماع ولسبب ما شعرو أن عليهم الاعتذار من طائفة الحافة الجنوبية، قد لا يكون تشيونغ ميونغ سبب هذه الضغينة الطويلة والكراهية العميقة لكنه وبكل تأكيد السبب الأكبر في تفاقمها واستمرارها
تعليقات
إرسال تعليق