الأوغاد اللعناء
"تشيونغ ميونغ!"
"......."
"تشيونغ ميونغ!"
"......."
"تشيونغ ميونغ!"
"ماذا؟"
رد تشيونغ ميونغ، محاولًا إخفاء تململه.
"ارفع يديك بشكل صحيح، أيها الوغد!"
"هاااه"
خرجت تنهيدة عميقة من فم تشيونغ ميونغ وهو يرفع يديه للأعلى من جديد، وكأنما كان يحمل ثقل العالم على كتفيه.
ألا يتعب أبداً؟
كان وجه تشيونغ مون كقناع من الخدر وعيناه تتقدان بنيران الغضب وهو يراقب كل حركة لتشيونغ ميونغ.
منذ الصباح وهو يوبخه بلا توقف، ولدرجة أن أذنيه قد نزفتا من شدة صراخه، مما جعل تشيونغ ميونغ يشعر وكأن صدى الكلمات لا يزال يرن في رأسه.
"هل فهمت؟"
سأل تشيونغ مون بصوت عميق ومليء بالسلطة، بينما كانت عضلات وجهه مشدودة كأنما كان يجسد كل ضغوط العالم.
"هاه؟" جاء الرد من تشيونغ ميونغ، الذي كان يبدو كأنه غارق في تصوره الخاص.
"أكنت تستمع إلي حتى؟"
"هاهاها، أجل، ساهيونغ بالتأكيد!"
رد تشيونغ ميونغ مبتسمًا بسخرية، محاولًا تخفيف حدة الموقف.
"أيها... الوغد..."
وبينما كان تشيونغ مون يمسك برقبته وجسده متشنج من شدة الغضب، استرق تشيونغ ميونغ النظر إلى تانغ بو، الذي كان يجلس بشكل مريح على الكرسي، لكن عينيه كانتا فارغتين، وكأن الروح قد استنزفت منه.
بدا محبوسًا في هذا المكان، يستمع لتذمر تشيونغ مون، رغم أن الصراخ كان موجهًا لتشيونغ ميونغ.
ومع ذلك، لم ينسَ تشيونغ مون في كل حين أن يطعنه بكلماته.
التفت تشيونغ مون نحو تانغ بو، الذي سرعان ما عدل من طريقة جلوسه، وكأنما كان يحاول تجنب نظرته.
"أنت أيضاً شيخ في عائلة تانغ، بدلاً من إيقافه، تقوم باللحاق به؟؟؟"
سأل تشيونغ مون، عينيه تشتعلان كالنار.
"هذا..."
كان تانغ بو عاجزًا عن النطق، عجز الكلمات يتجسد في وجهه.
إيقافه؟ هذا الشخص؟ كان الأمر سيكون من الأسهل أن يطلب منه هد الجبال وملأ المحيطات.
حدق تشيونغ مون بكل منهما بعيون حادة تبرق بالجنون، ليصرخ من جديد.
"وأيضًا، ما هذه الملابس بحق الإله؟ أتسميا أنفسكما الشيخ الأكبر لعائلة تانغ وشيخ طائفة مرموقة؟"
عند ذكر الثوب الأسود، تصبب عرق بارد من جبين تانغ بو، وأنزل عينيه شعورًا بالذنب، بينما راح تشيونغ ميونغ يبتسم كمن وجد فرصة لقلب اتجاه التوبيخ.
"ساهيونغ، لقد كانت فكرته. لا علاقة لي بذلك!"
هتف بقوة، محاولًا التملص من المسؤولية، لكن صوته كان يحمل نغمة خفيفة من الخوف.
"هاه؟"
كان تشيونغ مون ينظر إليه باندهاش، وعيناه تتسعان.
"لقد قال إنه بهذه الطريقة يمكنني ضربهم دون أن يعلم أحد!"
أضاف تشيونغ ميونغ، مبتسمًا بشكل غير مألوف، لكن تلك الابتسامة كانت تحمل في طياتها شبح القلق.
كانت نظرات تشيونغ مون الفارغة تجول بين تشيونغ ميونغ المبتسم وشيخ عائلة تانغ، الذي رفع رأسه وابتسم بشكل محرج، مما زاد من حدة الموقف.
"ههه، لقد حاولت فعل شيء لأجل سمعة جبل هوا. بعد كل شيء، نحن أصدقاء، هاهاها!"
رفع تشيونغ مون عينيه الدامعتين نحو السماء، من سيلوم؟ أكان خطأه إخبار تشيونغ ميونغ بالبحث عن أصدقاء؟ كيف له ألا يجتمع إلا بمن يشبهه.
"أكانت فكرته؟"
"إذا هو السبب الرئيسي في ذلك؟"
"هذا..."
عند النظرات المفاجئة للسيوف الخمس أخفضت سوسو عيناها في الواقع لم يكن الأمر خطأها ولكن بالتفكير بالمشاكل التي سببها تشيونغ ميونغ بهذا الزي شعرت بطريقة ما بالمسؤولية، لا سيما وأن المسبب الأكبر لهذا هو سلفها.
"هااااااااااااااااا"
في تلك اللحظة حاول جوغول أن يفتح فمه ويضحك ولكنه سرعان ما حلق عالياً
"لا بحق لم أقل شيئا بعد"
"لسنا بحاجة للاستماع حتى نعلم"
"من الواضح ما ستقوله"
"تستحق ذلك سيجو"
"هؤلاء الأوغاد"
لم يهتم أحد للدموع التي تدفقت من عيني جوغول، بطريقة ما كان يشعر أنه يتم التنمر عليه بشكل أكبر هذه الأيام لا سيما وأن الشخص الذي أرسله محلقا لم يكن إلا يوي سول
"ساغو...لما؟"
"غبي"
..................
في باحة الطائفة، حيث تتساقط بتلات البرقوق كدموع الربيع، كان الهدوء يلف المكان كستارة ثقيل.
أشعة الشمس تتسلل من بين أغصان الأشجار، ترسم ظلالًا متراقصة على الأرض الحجرية.
ولكن تحت هذا السطح الهادئ، كان هناك توتر يتصاعد كدخان في الهواء، مما يوحي بأن شيئًا عاصفًا على وشك الحدوث.
جلس تشيونغ ميونغ وتانغ بو على مقعد حجري مهترئ، كأسا من الخمر بين يديهما.
على الرغم من ملامح تشيونغ ميونغ الهادئة، إلا أن عينيه كانتا تتوهجان بلهيب داخلي، وكأنه يحرق العالم بأسره بنظراته.
كانت عيناه مثبتتين على السماء الزرقاء، وكأنما يبحث عن إجابات غامضة بين الغيوم البيضاء المتناثرة.
"هاااه"
تنفس بعمق، محاولًا كبت مشاعره المتضاربة، بينما كانت يده ترتجف قليلًا على حافة الطاولة، تعكس التوتر الذي كان يشتعل في داخله.
تانغ بو، الذي كان يجلس قبالته، نظر إليه بقلق، فقد كانت يديه تلعبان بعصبية على الطاولة، تتخبط بين الأمل والخوف.
"هيونغ، ما الذي تنوي فعله الآن؟"
سأل، محاولًا كسر الصمت الذي كان يثقل الأجواء.
"......"
استمر تشيونغ ميونغ في تأمل السماء، دون إجابة، تراقصت بتلات البرقوق وهي تتساقط من حولهما
"أتود الذهاب إلى قصر الجليد؟"
تابع تانغ بو، محاولًا اختراق سكون تفكير تشيونغ ميونغ، إلا أنه لم يظهر أي علامة على الاستجابة، بل استمر في غوصه في بحور من الأفكار.
"هل من الضروري ضم قصر الجليد حقاً؟"
سأل تانغ بو، محاولًا فهم ما يدور في ذهنه، رفع تشيونغ ميونغ رأسه وحدق به بصمت لبرهة بتعبير معقد وبصوت هادئ أجاب
"إنها ضرورية"
"بلورات الجليد؟"
أومأ تشيونغ ميونغ برأسه بخفة، كانت بلورات الجليد مهمة لإنشاء حبة السماء الأرجوانية، لكن كلمات تشيونغ ميونغ كانت غامضة لذا سأل تانغ بو
"أهو من أجل الحبة؟"
"هذا... نعم إنها مهمة، ولكن"
صمت تشيونغ ميونغ في منتصف حديثه ليغرق بأفكاره من جديد كان هناك شيئًا أعمق يثير قلقه، شيئًا يتعلق بكائن مظلم رآه في أحلامه، كابوس يطارده ليل نهار.
"الشيطان السماوي"
همس تشيونغ ميونغ بصوت خافت يهتز وهو يتذكر ذلك المشهد.
على جبل مرتفع كوحش أسود من قلب ساحة المعركة، متوجاً بسماءٍ ملوثة بدخان المعارك وأنين الموتى، لم يكن جبلاً من الصخور، بل من أكوام الجثث المتراكمة فوق بعضها البعض، مكونةً هرمًا بشعًا يتحدى السماء.
كان يجلس هناك، تحيط به هالة خضراء متوهجة كأنها نيران جهنم.
بدت عيناه الحمراوان كأنها أحجار ياقوت داكنة، كانت تطل على العالم بنظرة احتقار عميق.
شعره الأسود الطويل يتطاير في الهواء، وكأنه له حياة خاصة به، يلتف حول وجهه الشاحب كالأفعى الزاحفة.
الجثث التي اعتلاها تحمل قصصاً كتبت بدمائهم الوجوه المشوهة التي لم يتسنى لها إغلاق أعينها، تتطلع للأعلى وكأنها تلعن السماء.
كانت رائحة الدماء واللحم المتحلل تختلط في الهواء، مكونةً سمفونية مقززة تهز الحواس.
بحر الدماء الذي أحاط به مغطى بأسلحة مكسورة وأشلاء متناثرة بكل مكان.
كانت الأرض مشبعة بالدماء لدرجة أنها تحولت إلى طين أحمر لزج.
لم يعد هناك أثر للخضرة، فقد تحولت إلى اللون البني القاتم، وكأنها حزنت على كل قطرة دماء سُفكت عليها.
رفع تشيونغ ميونغ رأسه لينظر إليه، فمه الذي كان مفتوحًا في ابتسامة ساخرة، كشف عن أسنان حادة كأنها مخالب، ولسانه الأحمر اللزج يلعق شفتيه ببطء.
بشرته كانت شاحبة، شبه شفافة، تكشف عن عروق زرقاء متورمة تجري تحتها كأنها أنهار من السم.
كانت يداه الكبيرتان، ذات الأظافر الطويلة المدببة، ممدودتان أمامه، وكأنهما يستعدان لانتزاع روح ضحيته القادمة.
كانت هناك طاقة خبيثة تتدفق من جسده، تهز الأرض من حولها، وتجعل الهواء يئن.
الشعور المقزز والرهبة التي حفرت عميقاً بأصداء تشيونغ ميونغ، تلك القو ة التي تفوق البشر.
"هيونغ؟"
فجأة استيقظ تشيونغ ميونغ من غفوته بذهول، كان جسده يتصبب عرقاً بارداً وأظافره تغرز بعمق بيديه لتنساب الدماء الحمراء منها.
"لا يوجد وقت..."
"......."
"الشيطان السماوي"
عند سماع هذا الاسم، توقف تانغ بو عن التنفس للحظة وشحب وجهه كالموتى، وكأن العالم قد توقف عن الدوران حوله.
عادت إليه ذكريات ذلك اليوم المشؤوم في قصر الوحش، حين رأى بعينيه عابد الشيطان يطلق طاقة سوداء قاتلة.
ذلك الشكل المشوه الذي كان يبعث الرعب في قلبه تذكر نظرة ذلك العابد الجامدة، وكأنها عينان لا روح فيهما.
الآن، ومع عودة ذكرى ذلك اليوم، شعر تانغ بو وكأنه يعيد العيش في تلك اللحظات المظلمة.
"هيونغ"
"......."
"أتعتقد أنهم هناك أيضاً؟"
"لا أعلم...فقط"
ها هو من جديد ذاك الصمت المطبق الذي يعصر قلب تانغ بو ويخنق أنفاسه، مما جعله يتساءل في أعماقه
'ما الذي يفكر به بحق الإله؟'
بدأ تشيونغ ميونغ ينقر بإصبعه على الطاولة باستمرار، يتمتم بصوت غريب كما لو كان ممسوسًا بشبح ما.
"الشيطان السماوي... النزول الثاني."
كانت القوة التي يمتلكها قادرة على تدمير كل ما عرفه من قبل، وكأنها كانت قادرة على محو ذكريات كل من واجهه.
تلك القوة كانت كفيلة بالقضاء على الفرقة الانتحارية التي تسلقت ذلك الجبل في ذلك اليوم.
المبارزين الذي تواعد على العودة معا إلى جبل هوا، لكن...
لم يعد أحد
دفنت عظامهم في ذلك الجبل المقفر
"سيعود؟....من أين؟...كيف؟"
كانت تلك الأسئلة تتردد في ذهنه كأصداء تتلاشى في الفضاء.
من المستحيل أن يكون موجودًا من قبل، ومن المستحيل أن يعيش شيء كهذا بين البشر بسلام.
إذاً، كيف أتى؟
حينها تردد في ذهنه ذكرى بعيدة لقسٍ يصرخ بقوة، يمجد النزول الثاني للشيطان السماوي.
وكما لو أنه أدرك شيئاً تحدث بصوت مبحوح كفحيح الثعبان،
"ماذا لو أنه لم يأت بل أوتي به؟"
"هيونغ؟"
"ماذا لو لم تكن المرة الأولى؟"
كانت تلك الفكرة تثير مشاعر متضاربة في قلب تشيونغ ميونغ. إذا كان الأمر كذلك، وإذا لم يكن قد أتى، ماذا لو أنهم قاموا باستدعائه؟ إذا كانت هناك مرة ثانية، فهناك أولى.
إذاً .....إذا استطاع إيقافه قبل أن يأتِ... لا، حتى لو استطاع تأخيره قليلاً، لوقت أكثر، ليوم آخر فقط، ليصبح أقوى هو ورفاقه، حينها ألن يتجنب ذلك المصير القاس؟
بينما كانت بتلات البرقوق تتساقط حوله، كان يشعر بعبء هائل من الحزن والخوف، تذكره بأن الوقت ليس في صفه، وأن عليه أن يواجه مصيره قبل أن يحل الظلام.
كان الإحساس بالاستعجال يتزايد في صدره، وكأن كل بتلة تسقط تمثل ثانية تبتعد عن الفرصة لإيقاف ما هو قادم .
وفجأة،
"زعييم الطائفة!"
جاء الصوت بعيدًا، يقطع سكون الفناء.
"نعم يجب أن أخبر ساه...؟ هاه؟ "
تشيونغ ميونغ الذي كان غارقا في أفكاره رفع رأسه بدهشة باتجاه الصوت الذي يصرخ بصوت مرتفع، كالرعد الذي يشق السماء.
"لا من هذا الوغد الذي يصرخ هكذا في جبل هوا؟ أيسعى للموت؟"
تمتم، والغضب يتسلل إلى قلبه، مما جعل قبضته تتقلص بشدة، لينطلق مسرعاً باتجاه مصدر الصوت.
"هيونغ!"
حاول تانغ بو إيقافه إلا أنه كان أسرع منه، ليحدق بظهره بابتسامة فارغة ويرفع بصره باتجاه السماء بألم
'هاهاها، سيتسبب بمشكلة أخرى.'
قال تانغ بو بسخرية، لكن في عينيه كان هناك قلق حقيقي.
"هيونغ انتظرني!"
تانغ بو الذي كان قلقا من المشكلة التي سيسببها صديقه راح بسرعة من خلفه وعند وصولهما كان أمامهم
...................
بينما كان السيوف الست منغمسين بالمشهد أمامهم فجأة، كأنما أُطلقت صرخة من أعماق الوجود، أظلم المكان من حولهم بشكل غير متوقع.
كان الظلام كثيفًا، يتسلل كخنجر إلى أعماق أرواحهم، يمتص كل نور ويعزلهم في فراغ عميق.
تطاول الظلام، وكأنه كائن حي، يلتف حولهم بأذرع غير مرئية. شعرت السيوف بتيار بارد يجري عبر أجسادهم، مما جعل شعرهم يقف على أطرافه.
كانت الأنفاس تتسارع، بينما كانت قلوبهم تخفق بشدة، تتراقص بين الخوف والقلق.
تسمرت أقدامهم في مكانها، وكأن الأرض تحتهم قد ابتلعتهم في جحر مظلم.
تغير المشهد أمام أعينهم فجأة، حيث انزلقوا مرة أخرى إلى ممر الذكريات، ذلك الفضاء الغامض الذي كان يضم تجارب تشيونغ ميونغ.
"هاه؟"
"مرة أخرى؟"
"لما يصبح الأمر أغرب بكل مرة؟"
بعد أن انتقلوا إلى ممر الذكريات، تملكتهم الحيرة والقلق. حدقوا ببعضهم البعض، وكان الصمت يثقل الأجواء كالأحجار.
انفجر جوغول أخيرًا، صائحًا بأعلى صوته
"لا ماهذا الهراء بحق؟ أريد أن أعلم لماذا هذا الطفل متعلق بتشيونغ ميونغ! وما الذي سيحصل! لماذا خرجنا في هذا الوقت؟"
أجاب بايك تشيون بتجهم
"جوغول"
"..."
"اصمت."
لكن جوغول لم يكن ليقف عند هذا الحد.
"لا، ساهيونغ! ألست فضولياً أيضًا؟"
"هل هذا ما يقلقك؟"
"هاه؟ ساهيونغ؟"
حدق جوغول بيونغ جونغ الذي كانت تعابيره متصلبة بشكل غريب ووجهه متجهم بينما يشد قبضتيه
"أنا أكاد أجن هنا! غير قادر على فهم أي شي!"
تدفقت الكلمات من فمه كصرخة استغاثة بدا كما لو أن بركاناً يغلي بداخله
"لماذا يوجد جبل هوا القديم في ذكريات تشيونغ ميونغ؟ ولماذا يتمتع أولئك الأشخاص بأسماء أسلافنا ، المكتوبة في قاعة الأسلاف؟"
توقف للحظة، واستمر بحيرة متزايدة.
"لماذا يبدو تشيونغ ميونغ بالغًا في هذا المكان؟"
"........"
"لماذا كل شيء مختلف؟"
"......."
هل تصدقون حقًا أنه أحد أسلافنا؟ أنه قديس سيف زهرة البرقوق نفسه؟"
تجمد الجميع في مكانهم، وأعينهم تتسع بصدمة. كانت أسئلة يونغ جونغ تتردد في أذهانهم مثل أصداء في مكان مغلق، وكلما تعمقوا في التفكير، كانت الحيرة تتزايد.
"أليس هذا من فعل ذلك القس المجنون؟"
أضاف يونغ جونغ، وقد بدأ صوته يرتجف.
"ماذا لو كان يتلاعب بنا؟"
تبادل السيوف النظرات، وظهر القلق في ملامحهم. كان الصمت يتسرب إلى قلوبهم، وكأنهم يشعرون بثقل الكلمات التي لم تُقال.
شعور بعدم اليقين كان يسيطر عليهم، وكأن كل خطوة يخطونها في هذا الممر قد تقودهم إلى مصير غامض.
تقدم بايك تشيون، وعبس وجهه.
"علينا أن نكون حذرين. إذا كان هناك من يتلاعب بنا، فعلينا اكتشاف الحقيقة بأنفسنا."
كان جوغول يهتز من القلق، بينما كان الآخرون يشاركونه نفس المشاعر.
"لكن كيف؟"
"كيف يمكننا مواجهة ما لا نفهمه؟"
"علينا أن نبحث عن تشيونغ ميونغ ونفهم ما يحدث."
"هذه الطريقة الوحيدة"
لكن يونغ جونغ لم يكن لتجاوز الأمر ككل مرة ليضيف بصوت مهتز
"إذا كان....إذا كان كل هذا حقيقياً......ألا يعني هذا أنه قد مات وعاد للحياة بطريقة ما؟"
"..........."
"هل يمكن لشيء كهذا أن يحدث؟"
"سيجو هذا.."
حاول هاي يون أن يتدخل بهذه الأجواء المشحونة، ولكن
"لا تقل شيئا كأن هذا ممكن!"
"يونغ جونغ"
"إنه ليس بوذا!"
"لما تتصرف بهذه الطريقة؟"
وضع بايك تشيون يده على رأسه، بالطبع بإمكانه فهم مشاعر يونغ جونغ المضطربة ولكن لما يصر بهذه الطريقة؟
"يمكننا أن نعلم"
"هاه؟"
"ساغو؟"
"إذا كان حقيقيا سيكون هناك"
أشارت يوي سول بيدها باتجاه الفقاعتين المتبقيتين، ليحدق السيوف بهما بحيرة، حيث كانت إحداهما تتلألأ بلون أخضر نابض بالحياة.
كان يشع منها قوة غامضة، وكأنها تجسد شيئًا خياليًا، يحمل بين طياته آمالًا وأحلامًا مفقودة.
كانت تلك الكرة تتراقص في الفضاء، تنبض بالحياة كما لو أنها كائن حي، ترسل إليهم شعورًا بالدعوة للبحث عن الأمل.
أما الكرة الأخرى، فقد كانت حمراء دموية، تبعث بهالة قاتلة، وكأنها تجسد كل ما هو مظلم وشرير في هذا العالم.
كانت تنضح بطاقة سلبية، وتحمل في داخلها ذكريات من الألم والمعاناة، كأنها تمثل كل ما هو مروع في ماضي تشيونغ ميونغ.
تبادل السيوف النظرات، تتجلى في عيونهم الحيرة والقلق.
في تلك اللحظة، ساد صمت ثقيل، وكأن الزمان قد توقف.
كانت الألوان تتداخل في الفضاء الداكن، بينما كانت الكرتان تضيئان بشكل مختلف، تعكسان تضادًا صارخًا بين الحياة والموت، النور والظلام.
"هل تقصدين الحمراء؟"
"أمم"
هزت يوي سول رأسها مشيرة بأنها لا تعلم، لكن بدا أن الجميع مقتنع بذلك.
ولهذا تقدم أحد السيوف بخطوات حذرة نحو الكرة الحمراء، بينما كان قلبه ينبض بسرعة، يختلج بين الأمل والخوف.
"علينا أن نبحث عن تشيونغ ميونغ، لننقذه من هذا الكابوس،... لكن علينا أيضاً أن نكتشف الحقيقة."
تقدم بايك تشيونغ بعزم وإصرار باتجاه الفقاعة القرمزية وفي تلك اللحظة.....
بحب اختتم الفصل بهالكلمات
انظر لمعان الأحداث 💃 شاعت كالسيف البراق 💃💃
وهي الكلمات
كان حلما منيرا مشرقا كالنهار
ليته ظل حلما يازمان
كنت اغدو كبيرا شامخا كالمنار
باسما من ظلم لا يعاني
أين شردو الاماني وفجرو دمع الحناني؟
مابي لا انسى لحنا شجيا رنان
ما بي لا اخرج من ظلمة نفق الاحزان
سوف يحيى هذا الحلم طول الزمان
بعيني طول الزمان
واخيرا
تبا ليونغ جونغ
...............................................
في ساحة طائفة جبل هوا، حيث يمتزج ضوء الشمس بظلال الأشجار الكثيفة، وقف يونغ سو، الراهب الأصلع من شاولين، بوجهه الهادئ ويديه متشابكتين أمامه،كان جسده مائلًا قليلًا إلى الأمام، كأنه يستمع إلى همسات الرياح.
في الجهة المقابلة، كان دوك هيون، شيخ وودانغ، يقف بوقار، لكن عينيه تحملان لمحة من التعالي.
وأمامها وقف نامجونغ مين، شيخ عائلة نامجونغ الشهيرة، الذي بدت ملامح وجهه متصلبة وغاضبة بينما يستمع على الصوت المزعج الذي رن في أذنيه
"أين تظن نفسك حتى تصرخ هكذا أيها الوغد؟"
عند سماع النبرة الوقحة، التفت نامجونغ مين بسرعة، كأنما سمع دوي قرع طبل، وعيناه تتقدان بنار الغضب.
"كيف تجرؤ على التصرف بوقاحة هك..."
لكن الكلمات تجمدت في حلقه عندما التقى بنظرات تشيونغ ميونغ، المبارز الشاب الذي كان يقف أمامهم، جسده القوي متناسق، وشعره الأسود الطويل مربوط بشكل عشوائي.
كان وجهه مشوهاً بتعابير الانزعاج، وكأن العالم بأسره قد ألقاه في دوامة من الفوضى.
"من أنتم أيها اللعناء؟"
صرخ بصوت عميق، مما جعل الأجواء تتوتر أكثر.
"قديس السيف"،
همس دوك هيون بهدوء، بينما كان يتحدث، كانت يده تتجه نحو الأمام في تحية رسمية، تعكس استعداده لتجنب أي تصعيد.
"دوك هيون من وودانغ يحيي قديس السيف"
أضاف مع بريق من الاحترام.
تبع ذلك يونغ سو، الذي انحنى برأسه برفق، كأنه يشارك في طقس قديم.
"يونغ سو من شاولين".
شعر نامجونغ مين بالخجل، لكن كبرياءه منعه من التراجع. صرخ بتوتر، وهو يصر على أسنانه:
"نامجونغ مين.. من عائلة نامجونغ".
"هاه؟ ماذا قلت؟"
سأل تشيونغ ميونغ، وكأنه لم يسمع.
"نامجونغ مين"
كرر الأسم، لكن هذه المرة كان صوته أقل حدة.
فجأة، انفجر تشيونغ ميونغ في ضحك هستيري.
"هاهاها هاهاها! أوي بو، هل سمعت ذلك اسمه؟ هاهاها".
"هيونغ!"
صرخ تانغ بو، الذي كان يقف بجانبه، فزعاً من تصرف تشيونغ ميونغ.
تشوه وجه نامجونغ مين من الغضب بينما بدأت العروق الحمراء تبرز في وجهه، إلا أنه أبقى على رباطة جأشه، عازماً على عدم الاستسلام على استفزازات تشيونغ ميونغ.
"هل لي أن أعرف سبب ضحكك هذا؟"
سأل وهو يكبح غضبه المتصاعد بصوت هادئ لكن مفعم بالتوتر.
تشيونغ ميونغ، الذي كان يمسح الدموع من عينيه، أجاب بسخرية
"هاه؟ هل أنا فقط من أجده مضحكاً؟ امتلاك فرد من عائلة نامجونغ اسماً كهذا؟".
(مين معناها الذكاء وفهمكم كفاية😉)
تسارعت نبضات قلب نامجونغ مين، وعيناه اتسعتا بصدمة، بينما نظر خلفه ليجد دوك هيون ويونغ سو، وكلاهما يحاولان كبح ضحكاتهما بشكل يائس.
"كيف تجرؤ على هذا؟"
صرخ، وقد تصاعد الغضب في داخله، واشتدت قبضته الممسكة بالسيف، بدا كأنه سيسحب السيف في أي لحظة ويغرزه بعنق تشيونغ ميونغ.
"هاه؟ ما الأمر؟ هل تريد القتال؟"
سأل تشيونغ ميونغ بابتسامة عريضة، حيث برقت عينيه بمزيج من التحدي والمرح.
...........
كان السيوف الست على وشك لمس الفقاعة الحمراء، لكن في تلك اللحظة، أضاءت الفقاعة الخضراء بجانبهم بشدة، كأنها تنفجر بحياة جديدة.
"هاه؟"
أحاط بهم ضوء الفقاعة الخضراء المتناثر، وكأنه يرفض اختيارهم للكرة الحمراء. كانت الألوان تتراقص حولهم، وتتشابك في دوامة من الأمل والقلق.
في تلك اللحظة، شعرت السيوف كأنها محاصرة في سحر غامض، ينجذبون نحو النور الذي ينبعث من الفقاعة كما لو كان نداءً لا يمكنهم مقاومته.
"لا، ما هذا؟!"
صرخ جوغول، لكن صوتهم تلاشى في خضم الضوء المتألق. كان مثل شعاع الشمس الذي يضيء في عتمة الليل، يغمضون أعينهم بشكل تلقائي، وكأن النور كان يجذبهم إلى الداخل.
مع كل ثانية تمر، كان الشعور بالقلق يتصاعد، كانت الفقاعة الخضراء تأخذهم إلى عالم آخر، اندمجوا في ضوءها الساطع، وكأنهم تركوا وراءهم كل مخاوفهم وأسئلتهم، كانت الفقاعة مثل بحر من النور، يحيط بهم من كل اتجاه.
شيئًا فشيئًا، بدأ المكان يتضح أمامهم.
كان جبل هوا، جبل هوا نفسه، كما كان دائمًا، وكأن كل حياة تشيونغ ميونغ كانت مرتبطة بهذا المكان، وكأن هذا الجبل هو عالمه الخاص.
لكن ما انكشف أمام أعينهم لم يكن كما توقعوا، كان مشهد جبل هوا الذي انكشف أمام أعينهم مختلفاً بشكل كبير بدأ هذا المشهد يضرب بأرواحهم عميقاً.
..............
تقدم دوك هيون بخطوات هادئة، وكأنه يحاول احتواء الموقف،
"هاهاها بالطبع لا، فنحن لسنا أشخاصا يأتون لافتعال المشاكل بمنطقة طائفة أخرى أليس كذلك؟"
عند سماع تلك الكلمات، بدأ تشيونغ ميونغ يشعر بغضب يغلي في داخله. كانت ملامح وجهه تتشوه تدريجياً، إذ اتسعت عينيه وكأنهما تتقدان بنار الغضب، بينما انقبضت زوايا فمه في تعبير عن استنكار شديد.
"ذلك الوغد أيقصدني بكلامه؟"
في تلك اللحظة، لاحظ تانغ بو ذلك، خلف تشيونغ ميونغ وللحظة أومضت صورة لإيموجي ضخم، يبتسم بخبث، ملامح وجهه مفعمة بالتحدي والسخرية.
كانت الابتسامة التي برزت على شفتي تشيونغ ميونغ تعكس مزيجاً من الفرح والشر، وكأنما كان يستمتع بتوتر الموقف.
شعر تانغ بو بقشعريرة تسري في جسده. لم يكن لديه أدنى شك أن هذه الابتسامة لم تكن مجرد تعبير عابر، بل كانت تحمل خلفها نوايا غير طيبة. في غمرة تخيلاته، بدت له مثل دعوة للمتاعب.
بلا وعي، تراجع تانغ بو إلى الوراء، كأنه يحاول الهروب من تلك الأجواء المشحونة. كانت خطواته مترددة، وعينيه تتسارعتان في البحث عن مخرج، وكأن وجوده في هذا الموقف قد أصبح أكثر من مجرد تحدٍ، بل كان كابوسًا يتجسد أمامه.
"هاهاها لم أعلم أن شيخ وودانغ العظيم ضيق الأفق لهذا الحد"
"ضيق الأفق؟ أنا؟"
رد دوك هيون، ملامحه تحولت لتظهر مزيجاً من الدهشة والغضب، بينما كانت كلماته تتدفق بشكل مهذب لكن حاد.
"ما المشكلة بقيام الأسلاف بتأديب خلفائهم قليلاً؟"
أضاف تشيونغ ميونغ، وهو ينظر إلى دوك هيون بعينين ساخرتين.
"أسلاف؟؟"
همس دوك هيون، وكأن الفكرة كانت صادمة له.
"اوه ألا يعلم شيخ وودانغ العظيم بذلك؟ نعم ربما لم تكن تعلم، يا الهي كيف يمكن هذا؟"
نظر تشيونغ ميونغ إليه بعيون مشفقة ساخرة
"الجميع يعلم أن مؤسس وودانغ من جبل هوا، ألا يجعلنا هذا أسلافكم؟ أليس كذلك؟"
تشيونغ ميونغ الذي استمر في سخريته التفت على تانغ بو خلفه مطالباً التأكيد.
لكن تانغ بو كان يتراجع إلى الوراء، محاولاً الابتعاد عن هذا الموقف المتوتر،
"لما تدخلني بذلك أيها الوغد؟"
بينما كان الغضب يتصاعد في قلب دوك هيون، لكن تشيونغ ميونغ لم يتراجع.
"لم أستطع مشاهدة ضعفكم هذا، لذا كنت فقط أعلمهم قليلاً... آآه، لم أعلم أنك لن تدرك المعنى العميق لهذا السلف"
قال تشيونغ ميونغ، وكأنما يضيف الشعلة إلى النار، بابتسامة خبيثة تضيء وجهه
"سيكون السلف حزينًا عند رؤية هذا، لا سيما وأنك شيخ وودانغ العظيم."
كلماته كانت تعبيرًا عن استفزاز صارخ، مما جعل تانغ بو يتمنى أن تنفتح الأرض تحت قدميه، متمنياً الهروب من هذا الموقف المحرج.
"لما تستمر بتكرارها بحق أيها الوغد؟"
صرخ تانغ بو بداخله، بينما كان وجهه شاحبًا وخافقًا، وعيناه تتلألأان بالانزعاج، لقد كان لصديقه موهبة عظيمة بتحويل الكلمات العادية لأخرى تثير الغضب وتلوي معدة الآخرين.
في تلك اللحظة، لم يستطع دوك هيون احتواء غضبه. شعر بدمائه تغلي في عروقه، وبدأ يتحرك مندفعًا باتجاه تشيونغ ميونغ، كأنما كان يسعى للانتقام. لكن صوتًا هادئًا من خلفه جعله يتوقف في مكانه، كأنما صدمه كهرباء مفاجئة.
"هاهاها، إذا كان هذا تعليماً من قديس السيف، فحتى أنا سأتمنى تلقيه. بالطبع، فنون قتال قديس السيف لا يعلى عليها، إنها مذهلة... فنون القتال"
كانت نبرة يونغ سو هادئة، كأنه يسكب الماء على نار مشتعلة، بينما كانت عينيه ترصد ردود الفعل من حوله بتركيز.
"ذلك الثعلب الخبيث"،
همس تشيونغ ميونغ لنفسه، بينما يتراجع ديوك هيون قليلاً إلى الوراء، محاولاً استعادة هدوئه.
تابع يونغ سو حديثه بهدوء، ووجهه تكاد لا تظهر عليه أي مشاعر.
"على الرغم من رغبتنا بالحديث مع قديس السيف لفترة أطول، ولكن كما ترى، فنحن ليس لدينا وقت فراغ طويل."
"إذا؟ ما الذي أتى بكم إلى هنا؟"
سأل تشيونغ ميونغ، ونبرة صوته تعكس استهزاءً صارخًا، بينما كان يرفع حاجبيه بتحدٍ.
أجاب يونغ سو، وهو يركز نظره على تشيونغ ميونغ
"لقد سمعنا شائعة مثيرة للاهتمام وأردنا التحقق من صحتها."
"تتحقق؟ أنت؟"
جاء الرد من تشيونغ ميونغ، بينما انحنى رأسه قليلاً، وكأنما يسخر من الفكرة.
لكن يونغ سو لم يتأثر، بل واصل بهدوء
"أرجو ألا تسيء الفهم، ولكن لا أعتقد أن هذا شيء يمكن مناقشته معك، حتى وإن كنت قديس السيف."
بينما كان تشيونغ ميونغ على وشك متابعة كلماته بحدة، رن صوت هادئ، مختزلًا التوتر في الأجواء
"تفضلوا بالدخول."
التفت تشيونغ ميونغ إلى تشيونغ مون، الذي كان واقفًا خلفه، بوجه صارم وعيون هادئة تعكس قوة الحضور. كان جسده مشدودًا، وكأنما يستعد لدعم كلماته.
"ساهيونغ!"
صرخ تشيونغ ميونغ، بينما كانت ملامح وجهه تعكس الاستياء.
"اهدأ"
جاء الرد بصوت هادئ، لكنه مليء بالسلطة.
"لا، لما بحق.."
"تشيونغ ميونغ"
نطق الساهيونغ بحزم، مما جعل تشيونغ ميونغ يغلق فمه على الفور، مشدودًا على قبضتيه، كأنما كان يحاول كبح جماح مشاعر الغضب المتأججة بداخله. كانت عينيه تتلألأان بالاستفزاز.
حاول الجميع استيعاب الموقف، حيث تسارعت الأنفاس في سكون المكان، بينما كانت الأجواء محمّلة بالتوتر.
تقدم الثلاثة من خلف تشيونغ مون بينما يحدق كل منهم بتشيونغ ميونغ بحدة
تشيونغ ميونغ الذي وقف في المكان منزعجاً
"تشيونغ ميونغ"
"ما الذي تفعله؟ تعال أيضا والشيخ بو "
ارتسمت بتلك اللحظة ابتسامة مشرقة على وجه تشيونغ ميونغ وراح ساحبا تانغ بو وراءه الذي كان يحدق بالسماء بعيون فارغة
"لما أنا هنا؟ من أنا؟ ما هذا الوضع؟"
..............
في غرفة زعيم الطائفة التي كانت تعكس شخصيته بشكل مثير، كل زاوية فيها تم العناية بها بدقة، وكأنها لوحة فنية. الأرضية مغطاة بسجادة ناعمة ذات نقوش تقليدية، مما يضفي شعورًا بالدفء والراحة.
الأثاث كان بسيطًا لكن أنيقًا؛ الطاولة الرئيسية مصنوعة من خشب الساج، مصقولة بعناية حتى تعكس ضوء الشموع المشتعلة على جوانبها. الكراسي حول الطاولة كانت مرتبة بشكل متساوٍ، كل واحدة على بعد مسافة متساوية من الأخرى، مما يعكس حساسية الزعيم للنظام والترتيب.
على الجدران، كانت هناك رفوف تحمل كتبًا قديمة، كل كتاب موضوع بعناية، وعناوينه متجهة نحو الأمام لتسهيل القراءة.
كل كتاب كان في مكانه الصحيح، متناسقًا مع الكتب الأخرى من حيث الحجم واللون. لم يكن هناك أي غبار أو فوضى، كما لو كانت الغرفة محصورة في فقاعة من الكمال.
حتى النوافذ كانت نظيفة بشكل استثنائي، تسمح بدخول الضوء الطبيعي، مما يضيء الغرفة بأجواء هادئة. الستائر كانت مصنوعة من قماش رقيق، تتمايل برفق مع النسيم، لكن تم ترتيبها بعناية، بحيث لا تتداخل مع المشهد العام.
عند النظر إلى المكتب، يمكنك رؤية أدوات الكتابة مرتبة بدقة، لا يوجد أي فوضى. الأقلام كانت موزعة بشكل متساوٍ داخل حاويات صغيرة، بينما كانت الأوراق مرتبة في كومة واحدة، كل منها يحمل ملاحظات مكتوبة بخط واضح.
التقط تشيونغ مون إبريق الشاي أمامه وبدأ بتقديم شاي البرقوق الدافئ للضيوف بينما يتحدث بنبرة منخفضة تعكس هدوئه وحزمه
"إذا ما الأمر الذي تريدون مناقشته معي؟"
تحدث يونغ سو بنبرة هادئة
"كما أخبرت قديس السيف قبل لحظات سمعنا شيئا مثيرا للاهتمام في الأرجاء وأريد أن أتأكد من زعيم الطائفة"
"شيء مثير للاهتمام؟"
في تلك اللحظة تدخل نامجونج مين بصوت حاد
"أصحيح أن جبل هوا ينوي الانسحاب من التحالف؟"
كما أعقب ديوك هيون
"أرجو أن توضح موقفك جيداً زعيم الطائفة"
"زعيم الطائفة آمل أن تختار إجابتك بحكمة"
"هؤلاء الأوغاد"
وحين كاد تشيونغ ميونغ أن يزمجر بوجههم ويغضب
وضع تشيونغ مون الفنجان بيديه على الطاولة بهدوء وحدق بهم بنظرات حادة وصوت حازم
"قبل ذلك هناك شيء أرغب بالتحقق منه"
"ما هو زعيم الطائفة؟"
"هل يمكنك توضيح لما لم يستلم جبل هوا أي رسالة؟"
"رسالة؟"
نظر نامجونج مين وديوك هيون إلى يونغ سو الذي بدأ يشعر بالتوتر
"أي رسالة تقصد؟"
تحدث تشيونغ مون وهو يكبح غضبه المتصاعد
"الرسالة التي يطلب بها قصر الوحش الدعم بسبب الطائفة الغريبة التي ظهرت بأراضيهم"
ابتسم يونغ سو بخبث محاولا تغيير الموضوع
"لا أعتقد أن هذا له علاقة بسؤالي، ألا يمكننا مناقشة مثل هذه الأمور الثانوية لاحقا؟"
"ثانوية؟"
خرج صوت ساخر من فم تشيونغ مون الذي ضرب على الطاولة بقوة
" أرجو أن تجيبني، فإجابتك ستحدد موقف جبل هوا"
.............................
رن صوت تشيونغ مون الهادئ في أرجاء الغرفة، لكنه كان صوتًا يخفي غضبًا عميقًا، كانت كلماته تتردد في الفضاء، وكأنها صدى لتهديد خفي.
نظر يونغ سو إلى تشيونغ مون، وشعر بضغط النظرات الحادة التي تخترق روحه، تردد قليلاً قبل أن يتكلم، وكأنما كان يحاول جمع أفكاره.
"هذا... كيف علم زعيم الطائفة بالأمر؟"
سأل يونغ سو، محاولًا الحفاظ على هدوءه رغم التوتر المتصاعد.
"هل هذا مهم الآن؟"
رد تشيونغ مون، وعيناه تتلألأان بحزم.
"هاه، أنت محق. حسنًا، لكن لا أفهم حقًا ما المهم بهذا الأمر؟"
أضاف يونغ سو، متظاهراً بالبراءة، لكن صوته كان يتراقص بين القلق والاستفزاز.
"أليست حياة الناس تهم معبد شاولين بعد الآن؟"
جاء رد تشيونغ مون بحدة، وكأنما يضرب على وتر حساس.
"يبدو أن زعيم الطائفة أساء تفسير كلماتي. بالطبع، حياة الناس هي الأولوية لدى معبد شاولين كما كانت دائمًا."
حاول يونغ سو تقليص الفجوة، لكنه كان يشعر بقلق متزايد يتسرب إلى قلبه.
"إذا؟"
سأل تشيونغ مون، صوته أكثر حدة، وكأنما يستنطق الحقيقة من بين الكلمات.
"كل ما في الأمر أن رئيس الدير، ومن أجل صالح العالم، يفضل أن يخفي الأمر لكي لا يسبب اضطرابًا غير ضروري بين الناس بشأن أمر تافه."
كانت كلمات يونغ سو تنزلق من شفتيه، لكنه شعر بضعفها.
"تافه؟"
رد تشيونغ مون، وعيناه تشتعلان كالنار.
في تلك اللحظة، كان تشيونغ ميونغ غريبًا بشكل غير معتاد، ساكنًا تمامًا، بدا كما لو أن الغضب قد ابتلعه تمامًا.
كانت مشاعره متضاربة، حيث كان يتأمل كيف أن شيئًا كهذا قد يكون السبب في خسارته لكل ما يعتز به، كان الصمت يطبق على الغرفة، وكأن الجميع ينتظرون انفجارًا وشيكًا.
تسارعت أنفاس يونغ سو، بينما كان يشعر بأن الأرض بدأت تنزلق تحت قدميه، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكأن كل كلمة قد تقلب الموازين.
بينما كان تشيونغ مون يتأمل في كلماتهم، كانت ملامحه تعكس صراعًا داخليًا بين الواجب والمشاعر، مما جعل الجميع يدرك أن هذا النقاش لن ينتهي بسهولة.
................
وقف السيوف الست يحدقون بالمكان بأعين فارغة، كان الجبل يشتعل بالنيران، والظلام يكتنفه بطريقة مروعة، بينما كانت أصوات صرخات قوية تصدح في الهواء.
"انتقموا للشيطان السماوي! اقتلوا عدو الشيطان السماوي!"
كانت الطائفة الشيطانية تتقدم نحو التلاميذ، الذين بدا عليهم صغر السن بشكل غريب، وكأنهم لم يتجاوزوا مرحلة الطفولة.
أمسكوا بسيوفهم، والعيون تتلألأ بالخوف والعزيمة في آن واحد. كانوا يحاولون جاهدين محاربة أولئك الأوغاد الذين تدفقوا نحوهم، وكأنهم يقاتلون من أجل البقاء.
"لا تتراجعوا!"
صرخ أحد التلاميذ، لكن صوته كان يختنق في حلقه. كانت حركاتهم يائسة، وكأنهم يقاتلون ضد أمواج من الكراهية.
كانوا يتأرجحون بين القتال والفرار، وكلما سقط أحدهم، كان الآخرون ينظرون في عيونهم، تلك العيون التي تحمل مزيجًا من الخوف والأمل.
بينما كانت النيران تلتهم المكان، كانت ألسنة اللهب تتراقص حولهم، تتلألأ كالأشباح في ظلام الليل.
كانت الجدران المحترقة تتفكك، وتتساقط قطع من الحطام، وكأن الجبل نفسه يئن تحت وطأة المعركة.
الروائح الخانقة للدخان والدماء كانت تملأ الجو، مما زاد من حدة الخوف واليأس.
شعر السيوف الست بالانقباض في صدورهم، وهو يتابعون هذا المشهد المروع.
"ما هذا؟"
همس جوغول بصوت مبحوح يكافح للخروج.
"كيف يمكن أن يكون هذا؟"
بدا أن كل شيء يتداعى أمامهم، بينما كانت الصرخات تتعالى، وتختلط بلهيب النيران. كانوا يشاهدون التاريخ يتكرر أمامهم، وكل منهم كان يشعر بثقل ما حدث، وكأن كل ضربة سيف كانت تترك أثرًا في قلوبهم.
"علينا أن نفعل شيئًا!"
قال أحدهم، لكن الكلمات كانت تتلاشى في زوبعة الفوضى، حيث تذكروا من جديد أنهم مجرد عابرين في المكان، أنهم عاجزين عن فعل أي شيء.
كانت الطائفة الشيطانية تتقدم بشكل مروع، وكأنها كائنات من الجحيم، كانت الأزياء تتدلى من أجسادهم، ممزقة ومليئة بالرماد، بينما كانت تعبيرات وجوههم تفيض بالكراهية. عينيهم تتقدان بشغف للانتقام، وكأنهم كانوا يتغذون على الفوضى التي خلقوها، يندفعون نحو التلاميذ بلا رحمة.
أما التلاميذ الصغار، فقد بدوا كأشبال ضائعة في غابة من الوحوش. وعلى الرغم من صغر سنهم إلا أن قلوبهم كانت مليئة بالعزيمة.
أمسكوا بسيوفهم بقبضات مرتعشة، وكانت عيونهم تتسع في رعب، لكنهم حاولوا جاهدين الحفاظ على تماسكهم.
كل ضربة سيف كانت تتطلب كل ما لديهم من قوة، بينما كانوا يتنقلون بين ألسنة اللهب والدخان، محاولين دفع الغزاة بعيدًا.
بينما كانوا يشتبكون مع الطائفة، كانت قلوبهم تتفطر من الألم. كانوا يعلمون أن العواقب قد تكون مدمرة، ومع ذلك، لم يكن لديهم خيار آخر.
كان كل منهم يقاتل من أجل الآخرين، ومن أجل جبل هوا، ومن أجل كل ما يمثلونه.
في خضم الفوضى، كان بعضهم يصرخون، بينما آخرون يجهشون بالبكاء. كانت الأجواء مشحونة بالعواطف، حيث كانت النيران تزيد من حدة الموقف، وتضفي جوًا من اليأس الذي لا يمكن تجاهله.
ومع كل لحظة تمر، كانت معركة البقاء تستمر، وكأن الجبل نفسه كان يصرخ في وجههم، داعيًا إياهم للقتال حتى النهاية.
وبينما كانت السيوف الست تراقب المشهد المروع أمامهم، كانت تعابيرهم تعكس مزيجًا من الصدمة والقلق.
كانت أعينهم تتسع في ذهول، وكأنهم يشاهدون كابوسًا يتجلى أمامهم بلا نهاية.
جوغول الذي كان الأكثر حساسية بينهم، كان وجهه شاحبًا، وعيناه تلمعان بالدموع.
كان قلبه ينبض بشدة وكأنه سيتفجر، وكان يئن في صمت، غير قادر على تحمل رؤية التلاميذ الصغار وهم يقاتلون بيأس.
"هذا غير معقول..."
همس، وكأن الكلمات عالقة في حلقه، غير قادرة على الخروج.
بايك تشيون كان يقف بفم مفتوح قليلاً، هو الآخر مصدوم. كانت قبضته مشدودة على سيفه، وكأنها الوحيدة التي تمنحه شعورًا بالتحكم في هذا الفوضى.
"كيف يمكن أن يحدث هذا؟"
قال بصوت خافت، لكن الحزن في نبرته كان واضحًا.
"السيف"
حتى يوي سول التي لطالما كان وجهها خاليا من التعابير، شعرت بالقلق يزحف إلى قلبها. كانت تعابير وجهها تتأرجح بين العزيمة والخوف، صرخت، لكن صوتها اختفى في زوبعة الفوضى، كانت عيناها تلمعان بشغف، لكنها شعرت بالعجز يثقل كاهلها.
يونغ جونغ الذي كان يتأمل المنظر بعيون مملوءة بالغضب. كانت ملامحه متجهمة، وكأن كل ضربة سيف كانت تُوجه نحو قلبه.
"يجب أن نفعل شيئاً"
قال بحماس، لكن صوته كان يهتز، مما كشف عن قلقه العميق.
بينما كانوا يتبادلون النظرات، كان هناك شعور مؤلم بالارتباك، وكأن كل منهم يحاول فهم ما يمكنهم فعله في مواجهة هذه الظلام.
كانت عيونهم تتنقل بين النيران والتلاميذ، وكأنهم يبحثون عن إجابة، عن طريقة للتدخل.
............
كان الجو في الغرفة خانقًا، كأنما الهواء قد تم سحبه من المكان، وكان الصمت ثقيلًا، وكأن كل كلمة تُحتبس في الصدور.
الأضواء الخافتة من الشموع تلقي بظلال متراقصة على الجدران، مما أضفى جوًا من القلق والاحتدام.
تحدث تشيونغ مون أخيرًا، صوته ينفصل عن الصمت كصدى بعيد
"أهذا موقف معبد شاولين إذًا؟"
أجاب يونغ سو، توتره يضرب كالأمواج
"زعيم الطائفة، لا أعتقد أن هذا شيئًا يجب أن نناقشه الآن."
كان مرتبكًا، وعيناه تتنقلان بين وجوه الحاضرين.
تدخل دوك هيون، محاولًا تهدئة الأجواء
"إنه محق، لا أعتقد أن أمر هذه الطائفة مهم. فقط لأن قصر الوحش يعجز عن التعامل معها، لا يعني أنهم تهديد خطير."
عند سماع كلمات دوك هيون، التي بدت وكأنها تصب الزيت على نار الغضب المستعر بداخل تشيونغ ميونغ، شعر الأول بأن قلبه يكاد ينفجر من الغضب. كانت كلماته تحمل استخفافاً واضحاً.
التفكير بأن هذا الموقف المتهاون هو ما أودى بحياة إخوته بذلك الكابوس جعل من الغضب يتدفق إلى عروقه كالسيل الجارف، محلقًا بعواصف من الإحباط والاحتقار.
كانت كل كلمة من دوك هيون كالسهم الذي اخترق درعه، مما جعله يشعر وكأن الأرض تحت قدميه تهتز. عينه كانت تتقدان بشعلة من الحماس المشتعل، بينما كانت شفتاه ترتجفان من شدة الغضب.
"أولئك الملاعين ؟!"
كان يتساءل في داخله، بينما كانت أنفاسه تتسارع. كان يشعر بشيء من القلق والقلق يشتعل داخل صدره، وكأن ضغوطات العالم بأسره تتراكم على كتفيه.
كل ما كان يراه أمامه كان صورة واضحة لهؤلاء الذين يتجاهلون التهديدات المحتملة، مما جعله يشعر وكأن مسؤولياته تُلقى على عاتقه وحده.
كانت قبضته تتشدد، وهو يعض على شفته السفلى حتى كادت تنزف، محاولًا كبح جماح مشاعره الجارفة.
تشيونغ ميونغ كان يدرك أن كلماته ستعكس الغضب الذي يعصف به، لكنه كان يحاول السيطرة على عواطفه.
ومع ذلك، كانت تلك السيطرة تتلاشى مع كل لحظة، وكأن الغضب أصبح كائنًا حيًا يتغذى على استهانة الآخرين، مما جعله يشعر بالإحباط العميق الذي ينذر بعاصفة قادمة.
تسارعت نبضات قلب تشيونغ ميونغ، وكان يشعر بالغضب يتصاعد في صدره.
"يمكننا التعامل معهم في أي وقت!"
ردد كلماته بسخرية وشيء من التحدي والاستفزاز، بدت كلماته كالرصاص في الهواء.
"هاهاهاهاها!"
انفجرت ضحكة تشيونغ ميونغ، مترددة في أرجاء الغرفة، مما جعل الجميع يتوقف عن الحديث.
كانت ضحكته مليئة بالسخرية والمرارة، ووجهه مشدود وكأنما ينذر بعاصفة قادمة. نظر إليه الجميع بأعين مذهولة، كأنهم شهدوا شيئًا غير معقول.
"لا يشكلون تهديدًا؟"
سأل، وعيناه تشتعلان بالتحدي، وكأنهما تتحديان الجميع.
"التعامل معهم؟"
كانت كلماته تتردد في أرجاء المكان، بينما كانت الأجواء تتضيق حولهم بفعل نية تشيونغ ميونغ القاتلة.
شعر الجميع برعشة تسري في الأجواء، وكأن الهواء نفسه قد انحبس.
"شخص مثلك؟"
قال بتحدٍ، وابتسامة سخرية تتلاعب على شفتيه.
"هاهاهاهاهاها!"
تسربت ضحكات تشيونغ ميونغ مجددًا، لكنها كانت هذه المرة كالسكاكين التي تخترق قلوب الشيوخ.
كانت الضحكات تُثير حنقهم وتقلب معدتهم، بينما كان تشيونغ مونوتانغ بو يراقبان بصمت، وكأن كل ضحكة كانت تؤلمهم كشعور الغرق في محيط من الصراعات.
وقف تشيونغ ميونغبغضب، وضرب على الطاولة بقوة، مما جعل الأكواب ترتجف.
"استمعوا جيدًا، أيها الأوغاد الملاعين!"
صرخ، وكأن كلماته كانت تتدفق من أعماق روحه، محملة بكل الإحباط والغضب الذي عاشه في صراعاته.
"قديس السيف!"
جاء رد فعلهم، متفاجئين من انفعاله، لكن تشيونغ ميونغ لم يكن ليُثنيه شيء.
"أتعتقدون أنكم ستتعاملون معهم؟ أنتم؟ ها!... في اللحظة التي يصبح فيها الأمر واقعًا، ستجرون أذيلكم خلفكم وتهربون!"
كانت كلماته تتدفق كالسيل، وعيناه تتقدان بشغف، بينما كان وجهه يعبّر عن الغضب المشتعل.
"كلماتك مبالغ بها سيجو!"
قال يونغ سو، لكن صوته ارتجف أمام قوة تشيونغ ميونغ.
"هذا كثير!"
أضاف ديوك هيون، لكن تشيونغ ميونغ لم يكن ليأبه لكلماتهم.
"توقف عن الوقاحة!"
جاء رد نامجونغ الناري، لكن تشيونغ ميونغ استمر، كأنه لم يسمع شيئًا.
"الصالح العام؟ حياة الناس؟ يا له من هراء! جبل هوا لن يكون جزءًا من هذه المسرحية الهزلية بعد اليوم!"
كانت كلماته تجسد الغضب والرفض، وكأن كل كلمة كانت تعبر عن قلق عميق بشأن مستقبل جبل هوا.
شيوخ الطوائف الذين أدركوا أنهم غير قادرين على مواجهة تشيونغ ميونغ، اتجهت أنظارهم إلى تشيونغ مون الذي بدا وجهه صارمًا وحازمًا.
ببطء، التقط فنجان الشاي بهدوء، وكأنه يحاول استعادة السيطرة على الموقف.
"هل هذا موقف جبل هوا، زعيم الطائفة؟"
سأل يونغ سو، عاقدًا حاجبيه بجدية، محاولًا أن يكون الحَكم في هذه المعركة الكلامية.
بينما كان تشيونغ ميونغ يراقبهم، شعر بالتوتر يتصاعد داخل صدره، وكأن قلبه كان يود أن يخرج من مكانه.
قبض على يديه بشدة، بينما كان يعض على شفته السفلى، محاولًا كبح مشاعره.
كان الأمر مريرًا، مهما كان منصبه ومهما علت كلماته، إلا أن أمام كلمات ساهيونغ فلا وزن لها.
كان ساهيونغ خاصته دائمًا مخلصًا ومستقيمًا، حتى في هؤلاء الملاعين كان يبحث عن الخير الموجود فيهم.
تسرب القلق إلى أعماقه، خائفًا أن لا يختلف خياره عما رآه في حلمه، أن يكون جبل هوا مرة أخرى هو من يدفع الثمن لحماية العالم.
...........
تعليقات
إرسال تعليق